تشغل شركة الولاف للبناء الذي يوجد مقرها بالحي الصناعي لتاسيلا بأكادير أزيد من 800 عامل أغلبهم ذوي أقدمية بالشركة. و بسبب التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد 19 التي تسببت في تقلص نشاط الشركة، أقدمت الإدارة يوم 20 مارس 2020 على توقيف معظم العمال عن العمل، و وقف أداء الأجور منذ شهر مارس.
و قد دفعت وضعية البطالة عمال الشركة المنظمين في إطار الفيدرالية الديمقراطية للشغل للمطالبة بالاستفادة من تعويضات صندوق كوفيد 19. و عندما تبين للعمال عدم استفادتهم من تعويضاتهم المستحقة بموجب شهر مارس 2020 دخلوا في اعتصام مفتوح أمام مقر الشركة بالحي الصناعي بتاسيلا منذ 23 أبريل 2020. كان عدد المعتصمين يتراوح ما بين 300 و 350 أما الباقين فيتعذر عليهم الالتحاق بسبب سكنهم خارج أكادير و صعوبات التنقل في ظل الحجر الصحي(أغلب المعتصمين يتكبدون يوميا أداء تكلفة نقل قد تتراوح ما بين 20 و 30 درهم للتنقل من الهوامش).
و خلال ما يناهز شهر من الاعتصام أمام مقر الشركة كان هناك جولتا حوار مع إدارة الشركة. عقدت جلسة الحوار الأولى يوم 23 أبريل 2020 خلال اليوم الأول من الاعتصام، فيما عقدت الثانية يوم 11 ماي 2020، بعد حوالي 19 يوما من النضالات اليومية لشغيلة الشركة.
اقتصرت نتائج هذان الحوارات على أداء تعويضات شهر أبريل، فيما لم يحصل العمال على تلك الخاصة بشهر مارس. و حسب تصريحات العمال فإن عدم الاستفادة من تعويضات شهر مارس تعود لغياب التصريح بالأجور خلال فبراير. إن عدم التصريح بالأجور تسبب أيضا في توقف قبول طلبات تعويضات التغطية الصحية الإجبارية منذ شهر يناير رغم اقتطاع نسبة الإشتراك الخاصة بها من أجور العمال.
يتخوف العمال من أن تستغل إدارة شركة الولاف للبناء الأزمة الناتجة عن جائحة كوفيد 19 للتخلص من العمال و وقف نشاط الشركة بشكل نهائي، خاصة و أن رب العمل يتذرع خلال الحوارات بالأزمة المالية للشركة. و تروج أخبار تفيد بلجوء الشركة قبل هذه الأزمة لمسطرة قضائية “مسطرة الإنقاذ”.
هذا هو السياق العام الذي دفع شغيلة الشركة لخوض هذا النضال البطولي على شكل اعتصام مفتوح أمام مقر الشركة للمطالبة بما يلي:
- الاستفادة من كامل حقوقهم في تعويضات صندوق كوفيد لشهر مارس و ماي و يونيو.
- أداء الأجور التي لازالت بذمة رب العمل بالنسبة للعديد من العمال.
- الحصول على حقوقهم في العطلة السنوية المؤدى عنها، حيث أن العديد من العمال لم يحصلوا عليها منذ سنة 2017.
- التصريح بكامل الأيام الفعلية للعمل لدى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي.
- الاستفادة من حقوقهم من تعويضات التغطية الصحية الإجبارية بأداء الاشتراكات الاجتماعية للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي طالما أن الشركة تقتطع مقابلها من الأجور.
- تحسين شروط الصحة و السلامة في الشركة في ظل مخاطر كثيرة يتعرض لها العمال خلال أوراش البناء.
- الحصول على الماء الصالح للشرب، حيث أن الصهاريج التي لدى الشركة غير صحية و تشكل تهديدا لأبدانهم.
- تحسين شروط النقل التي تقتصر على شاحنات تعرضهم لمخاطر الطريق.
و يندرج الاعتصام أيضا في إطار دفاع العمال عن إستمرار عمل الشركة ما بعد أزمة جائحة كوفيد 19، حيث يتخوفون من أن تتذرع بها إدارة الشركة لتدفع بهم نحو البطالة.
و خلال زيارتنا لهم عبر لنا العمال عن حاجتهم الماسة لتضامن باقي أقسام الشغيلة و دعم الإطارات السياسية و الجمعوية و الحقوقية و النقابية. و هم بأمس الحاجة لزيارات تضامنية معهم في معتصمهم بالحي الصناعي بتاسيلا، وذلك للمساهمة في فك طوق العزلة عنهم و تدعيم نضالهم البطولي في وجه طبقة أرباب العمل الثرية النهابة لعرق جبينهم و لثروات البلاد.
متضامنون
من جمعية اطاك المغرب