الشباب

تنظيم مونديال 2026 بالمغرب : عشر أسباب تجعلنا نعارض تقديم الدعم لملف الترشح

تنظيم مونديال 2026  بالمغرب : عشر أسباب تجعلنا نعارض تقديم الدعم لملف الترشح      

      سيتقدم المغرب بملف طلب تنظيم مونديال كرة القدم 2026 لدى الفيفا ، يوم 16 مارس 2018 . وفي مرحلة ثانية ستزور لجنة من الفيفا المغرب بعد شهر من إيداع الملف للإطلاع على ما يتوفر عليه المغرب من إمكانيات للوجستية وتجهيزات… سيكون المغرب في منافسة مع الملف المشترك الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية و المكسيك و كندا . هذه هي المرة الخامسة التي يقدم فيه المغرب طلبه بعد فشله في استضافة المونديال سنوات 1994 -1998 – 2006 – 2010 . شحذت الدولة المغربية الأبواق الإعلامية التابعة لها لتعبئة الشارع المغربي من أجل تقديم الدعم لطلب ترشيح المغرب لاستضافة مونديال 2026.  ونظرا للأسباب المنوه بها أسفله، أرفض تقديم الدعم لطلب تنظيم المغرب لهذا المونديال. والأكيد أن دوافع الرفض هذه يتقاسمها آلاف الشباب و الشابات، إليكم الاسباب:

  • كيف لي أن أقدم الدعم لترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026 في حين أن الاعتمادات المالية العمومية المخصصة للإعداد التقني المقترحة لتظاهرة مونديال 2026 ( 10 مليار درهم ) ستقتطع من الميزانيات الاجتماعية المخصصة للتعليم و الصحة…. الضعيفة أصلا، بالإضافة إلى أن تجارب الدول السابقة في تنظيم التظاهرة العالمية تدل على أن التكلفة المالية تتجاوز بكثير تلك المرصودة عند بدء أشغال الإعداد.
  • لن أقدم الدعم لأجل مونديال 2026 في المغرب، لأن الدولة وفرت لذوي الإمكانيات المالية من المغاربة وغيرهم، الملاعب الجيدة و المركبات الرياضية رفيعة المستوى و مؤدى عنها، بحيث لا يستطيع أغلبية الرياضيين الحقيقيين متواضعي الحال ولوجها.
  • كيف لي أن أدعم ترشيح  المغرب لتنظيم مونديال 2026  و أنا متأكد باستحالة مشاهدة  فقراء و مهمشي بلدنا  للمباريات لا بحضورهم في الملاعب و لا أيضا عبر التلفاز لأن  بثها مؤدى عنه وتكاليفه باهظة الثمن.
  • كيف أدعم ترشيح بلدنا لاحتضان مونديال 2026 في حين أن المستفيد من المونديال هم  شركات العقار الدولية المتخصصة في بناء و تصميم الملاعب (و ما يرتبط بها من بنيات تحتية…..) و القنوات الإعلامية العالمية و شركات الطيران و وكالات الأسفار العالمية  وشركات الملابس و اللوازم الرياضية الكبرى العالمية  : أديداس – نايك – بيما ….  بالإضافة إلى شركات المشروبات الكحولية و الغازية العملاقة : كوكاكولا، بيبسي….
  • كيف لي أن أشارك في تقديم الدعم لملف ترشح البلد لتنظيم مونديال 2026 . في الوقت الذي يبرر فيه الحكام شح الميزانيات الاجتماعية ( لفائدة الصحة و التعليم و التشغيل ) بقلة الموارد المالية ،و يقولون أنهم قادرون على توفير المبالغ المطلوبة من أجل استضافة الحدث الرياضي .  ستلجأ الدولة بالتأكيد إلى طلب قروض من الخارج سيؤديها متواضعي الحال المغاربة. لا مجال للشك في أن المغرب سيحصل على قروض، لكن،  الأرباح ستذهب إلى أرصدة الشركات متعددة الجنسية في حين لن يبقى للمغاربة البؤساء سوى أداء تلك الديون من جيوبهم.
  • كيف باستطاعتي تقديم الدعم لترشح المغرب لاستضافة مونديال 2026 في حين أن الملاعب التي سيتم تشييدها ستبقى فارغة على طول السنة ( الدليل هو عزوف الجماهير عن مشاهدة مباريات كرة القدم المحلية)، في حين تمتنع الدولة عن بناء المستشفيات و المدارس العمومية لفائدة قاعدة الشعب الفقيرة.
  • كيف أدعم ترشيح المغرب من أجل مونديال 2026 في حين أن غالبية المقهورين المغاربة لا يملكون دراهم لشراء كرة قدم صغيرة لأطفالهم.
  • كيف لي تقديم الدعم لملف ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2026 في الوقت الذي صرف فيه المغرب،  خلال احتضان بطولة إفريقيا لكرة القدم للمنتخبات المحلية 2018 الأخيرة ، في حفل الافتتاح   350ألف يورو فقط لمدة 14 دقيقة ( أي بمعدل 25 مليون سنتيم للدقيقة الواحدة). كم ستكون تكلفة حفل افتتاح مونديال 2026 يا تُرى !! . إن فاز المغرب بتنظيمه و كم ستكون تكلفته إجمالاّ !!.
  • كيف لي أن أدعم الدولة في ملف ترشحها لتنظيم مونديال 2026 في حين أن جل مدارس التعليم الابتدائي بالمغرب حيث يقضي الأطفال المغاربة 6 سنوات من طفولتهم ، لا يستطيعون ممارسة الرياضة بها لعدم وجود أستاذ أو أستاذة رياضة ( في حين أن بطالة الشباب مستشرية ).
  • أخيرا سبب واحد يكفي أن يكون مبررا لعدم تقديم الدعم لترشح المغرب لاستضافة مونديال 2026، إذ لم يتم أخذ رأينا في تنظيم مونديال 2026 . لقد كان قرار فوقيا . إنه خيار غير شعبي كباقي الخيارات السياسية و الاقتصادية التي لا يأخذ فيها حكام البلد  بمشورتنا.

   لكل هذه الأسباب وغيرها فإن تقديم الترشح لاستضافة مونديال 2026 ليس باسمنا.

و في الاخير إليكم التقديم الذي وضعه الكاتب “إدواردو غاليانو” لمؤلفه كرة القدم في الشمس و الظل ” الموجود على شبكة الإنترنت.

كرة القدم  :

” تاريخ كرة القدم هو رحلة حزينة من المتعة إلى الواجب. فكلما تحولت هذه الرياضة إلى صناعة، كان يجري استعباد الجمال الذي يتولد من متعة اللعب لمجرد اللعب. و في عالم نهاية قرننا هذا، تستنكر كرة القدم الاحترافية ما هو غير مفيد، وما هو غير مفيد في عرفها هو كل ما لا يعود بالربح. و ليس هناك أية أرباح تجنى حين يتحول الرجل، لبرهة،  إلى طفل ، يلعب بالكرة مثلما يلعب الطفل بالبالون و مثلما تلعب القطة بكبة خيوط صوفية: يصبح راقصاً يرقص بكرة خفيفة مثل البالون الذي يطير في الهواء أو مثل كبة الصوف التي تتدحرج، لاعباً دون أن يدري أنه يلعب، و دون أن يكون هناك سبب أو توقيت أو حكم.

لقد تحول اللعب إلى استعراض، فيه قلة من الأبطال و كثرة من المشاهدين، إنها كرة قدم للنظر. و تحول هذا الاستعراض إلى واحد من أكثر الأعمال التجارية ربحا في العالم، لا يجري تنظيمه من أجل اللعب و إنما من أجل منع اللعب. لقد راحت تكنوقراطية الرياضة الاحترافية تفرض كرة قدم تعتمد السرعة المحضة و القوة الكبيرة، و تستبعد الفرح ، و تستأصل المخيلة و تمنع الجسارة.

و من حسن الحظ أنه مازال يظهر في الملاعب، حتى و إن كان ذلك في أحيان متباعدة، وقحٌ مستهتر يخرج على النص و يقترف حماقة القفز عن كل الفريق الخصم و عن الحكم و جمهور المنصة، لمجرد متعة الجسد المنطلق إلى مغامرة الحرية المحرمة.”

   وحيد عسري

   مناضل بأطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى