تقرير مجموعة كلميم و النواحي لأطاك المغرب بشأن الفيضانات الأخيرة
السيول الجارفة كشفت غياب بنية إغاثية وفلسفة لتدبير المخاطربكلميم ونواحيه
شهدت مدينة كلميم ونواحيها عصر الجمعة 28والسبت29 نونبر2014 امطارا غزيرة تبعتها سيول جارفة لكل من وادي ام العشار و وادصياد وواد أمان أشن. هذه السيول إخترق جزء كبير منها وسط مدينة كلميم مخلفا أضرارا كبيرة بجميع الأحياء , والسبب المباشرفي تواجد هذه السيول بالمكان الخطأ أي وسط المدينة هو بناء قنطرة جديدة على وادي أم العشار على الطريق الجديد المؤدي الى بوابة المطارالخاصة بالرحلات المدنية. هذه القنطرة ضيقت مجرى الواد ولعبت جوانبها وأساساتها دورالحاجز التحويلي لتلك السيول الى وسط المدينة حيث أدى إرتفاع منسوب مياه واد أم العشاربسبب السيول المتسارعة القادمة من جبال الأطلس الصغير ومن جبال مناطق ايت الرخا عبر اندجا ومن تحويل جزئي لواد أمان أوشن نحوه الى الإصطدام بالقنطرة الجديدة معلنا بدء الكارثة ؛ ومع أن الحاجز الوقائي للمدينة من السيول الجارفة لم يتم توسيعه ليشمل حي النسيم والوداديات السكنية المجاورة له, وقع إنسياب طبيعي لجزء كبير من هذه السيول الى وسط المدينة, مخترقتا حي النسيم و القدس وعمالة كلميم وادارة الجهة وشوارع وسط المدينة الى أحياء المدينة كلها . سنعرض من خلال هذا التقريرمجموعة من الوقائع المادية لمخلفات فيضانات كلميم التي تم توثيقها من طرف فرق العمل الميدانية لمجموعة كلميم و النواحي لأطاك المغرب والتي عملت ابتداءا من صباح يوم 29/11/2014 الى غاية 04/12/ 2014حيث ثم من خلال هذه الفترة زيارة المناطق المتضررة بمدينة كلميم وبنواحيها وكذا الإستماع الى المتضررين ومعاينة حجم الأضرار التي لحقت بهم.
المحور الأول: تفاصيل الكارثة؛ 1/ الفصل الأول من الكارثة : فضيحة واد تلمعدرت ؛ أماطت السيول التي عرفها كل من وادي(تلمعدرت و تمسورت) يوم السبت 22 نونبر2014 بعد تساقطات مطرية شملت كل مناطق إقليم كلميم ,اللثام على واقع عدم نضج فلسفة الدولة في العناية و الإهتمام بكرامة المواطن حيا وميتا وعدم إدراجها في كل مخططاتها تدبير المخاطرالمترتبة عن الضرف الإستتنائي المتوسط و الأقصى ,ففي الوقت الذي كان ممكنا تفادي سقوط الضحايا عبر مراقبة الجسور وممرات الوديان التي تعتبر نقاط سوداء تم الإستخفاف بتقدير الخطر وحتى بعد و قوعه لم يجد المواطنون الغارقون بوادي تلمعدرت من ينقدهم في حينه فأصبحوا يصارعون من أجل البقاء حتى لقي البعض منهم حتفه وكانت الحصيلة ثقيلة جدا مايفوق 27 غريق هي حصيلة الأرواح التي حصدتها السيول بكل من وادي (تلمعدرت ,تمسورت) وهناك الحديث عن خمسة ضحايا أخرين لكن لم نتمكن من التأكد من صحة المعلومات نظرا لتضاربها. و المسؤولية المباشرة لفقدان هذا الكم الهائل من الأرواح تعود للدولة لعدم تفعيلها اليات الإندار المبكر رغم تحديرات مصلحة الأرصاد الجوية ونظرا لعدم تجهيزها لمنظومة إغاثة متكاملة تنخرط فيها كل أجهزة الدولة ذات الصلة ونظرا أيضا لممارستها التمييز في إنشاء المنشأة الفنية بمناطق الجنوب و الجنوب الشرقي والتي لانجد فيها إلا جسور من الإسمنت وفي أحسن الأحوال قناطرتكاد تلامس الأرض وبعيدة كل البعد عن مواصفات القناطر الموجودة على الطرق الوطنية الأخرى.بهذا العيب الفني في المنشأة الفنية أضحت مناطق بضواحي كلميم محاصرة بفعل السيول في هذه الفترة ونشير هنا الى كل من دوار تغمرت وأسرير وأساكا وافران وتيمولاي وتغجيجت واداي وتاركا واساي وحاصرت الوديان كذلك المسافرين بكلميم الذين ضلوا عالقين بالمدينة لمدة يومين دون أن تتقدم أية جهة رسمية بتقديم العون لهم . 2/الفصل التاني من الكارثة : إختراق واد أم العشار لوسط المدينة ؛ لم يعد ممكنا تستر الدول على مايقع بداخلها من تجاوزات وكوارث فإعلام التواصل الإجتماعي أقوى من الإعلام الرسمي في نقله للحقائق وما وقع بكلميم من توثيق للحقيقة من قبل المواطنون وبعض المواقع الإلكترونية المحلية يأتي لتوضيح الصورة الكاملة للفصل التاني من الكارثة دفاعا عن حق المواطنون الأخرين في الأماكن البعيدة عن الحدث في التوصل الى الحقيقة كما تمت معاينتها ويأتي تقريرأطاك المغرب مجموعة كلميم و النواحي في هذا السياق بعيدا عن المزايدة السياسية على أرواح الضحايا وعلى أنين الفقراء و المحرومين المتضررين الذين أصبحوا بلا مأوى. أ / إختراق واد أم العشارلوسط المدينة : لم يكن حاضرا في تفكير المجالس المتعاقبة على كلميم منذ نهاية التمانينات الى الأن ولافي مخططات الدولة وضع حاجز وقائي للمدينة حماية للأرواح والممتلكات؛ الحاجزالحالي الذي أصبح متهالكا كان من تمويل الفاو وتم تشييده متم سنة 1988 وقامت وزارة الفلاحة سنة 1994 بإصلاحه وتوسيعه؛ وأمام التوسع العمراني كان لزاما على الدولة وضع مخطط لتدبير مخاطرالفيضانات و السيول في المنطقة وتضمينها للمخططات الجماعية أو بالأحرى كان وجوبا على المجلس البلدي إدخال تدبير المخاطر كعنصر دات الأولوية في مخططاته الجماعية على اعتبار أن المنطقة قد شهدت في السابق فيضانا مهولا في يناير 1985 ؛ بقي الحاجز الوقائي في المكان الذي أوصلته أشغال التوسيع سنة 1994 تاركا مسافة حرة بين نهاية الحاجز و القنطرة المشيدة حديثا بالطريق الجديد المؤدي الى الجزء الشرقي من المطار الذي سيخصص للرحلات المدنية, وأمام ازدياد منسوب واد ام العشار بسبب سيول روافده الكثيرة الناتجة عن أمطار غزيرة بجبال الأطلس الصغير و جبال مناطق ايت الرخا والتحويل الجزئي لمياه واد أمان وشن عبر تنفيد مشروع حفرقناة غير مغطاة بطول يفوق 400 متر وستة أمتار عرضا وبعمق أربعة أمتار ؛ اصطدمت هذه السيول بالقنطرة الجديدة التي ضيقت مجرى واد أم العشارالذي يبلغ عرضه في هذا المكان مابين 120 و150 مترا وشيدت القنطرة الجديدة بطول 30 مترا وسط واد ام العشارمدعومة في جوانبها بسواتر ترابية تفوق40 مترا طولا في كل جانب ؛ وجعل هذا الإصطدام جزءا مهما من السيول تغير مجراها مخترقتا المكان الحر(المكان الذي لايوجد فيه الحاجز الوقائي) بين القنطرة ونهاية الحاجز الوقائي, متوغلة بحي النسيم والوداديات المجاورة له مرورا بحي القدس و بمقر العمالة وشارع اكاديرثم اقامة الصحراء وشارع الجديد وشارع الجيش الى بقية الأحياء بالمدينة ومع غياب قنواة لتصريف مياه الأمطارأصبح سيل المياه جارفا في وسط المدينة مسببا أضرارا كبيرة بالمحلات التجارية بشارع الواد وشارع الجديد وشارع عبودة مكملا طريقه الي كل من حي بوقراب والنخيلات ودوار اللوح و الحي الإداري .وفي الضفة الأخرى لواد أم العشارفاضت السيول المحملة بكتل كبيرة من الطمي على حي الرحمة مسببة أضرار بليغة في الممتلكات وترسبات كبيرة للأوحال بأزقة الحي.
ب / الخسائر بوسط المدينة وأحيائها : * المستشفى الإقليمي : غمرت مياه الأمطارالتي تساقطت تباعا يومي 28/29 نونبر2014 باحة المستشفى الإقليمي بالمدينة نظرا لوجوده بعمق نصف متر على مستوى الطريق المؤدية الى أسا مشكلة بركة كبيرة ونظرا لعدم ربطه حتى الأن بقنواة الصرف الصحي ضلت هذه البركة تعقد حركة مرور الأشخاص والأليات الى حين إزالتها عبر شفطها بالصهاريج بعد مرور أربعة أيام؛وفي زيارتنا للمستشفى الإقليمي تم التأكيد لنا بعدم وجود أية خسائر مادية لكن هناك مخاوف كبيرة من كثرة التسربات الموجودة في الجزء من بناية المستشفى الإقليمي الموجودة خارج الخدمة والتي تهدد ألأقسام المحادية لها .
* المؤسسات التعليمية : جرى توثيق الأوحال التي جرفتها السيول الى كل من تانوية مولاي رشيد وإعدادية النهضة وثانوية للا مريم وثانوية محمد السادس ومدرسة القدس واعدادية الوحدة والنواة الجامعية وفاضت المياه العادمة على ثانوية الصداقة .
* مساكن المواطنون : تمت معاينة حجم الضرر بمساكن المواطنون بكلميم نتيجة الأمطار وفيض السيول الجارفة و المتمثل في الإنهيار الجزئي أو الكامل ودخول الأوحال والسيول الى المنازل حيت تم الوقوف على إحصاء 127 منزل منها 47 منزل مهدمة بالكامل و54 منزل متضررة بشكل جزئي بكل من حي القصبة , دوار اللوح ,الحي الإداري ,وحي بوقراب , حي الرحمة , شارع طانطان التحياني , حي الفيلة . كما تمت معاينة 73 منزل غمرت الأوحال والسيول طابقها الأرضي ومنها فيلات إمتلأ نصف قبوها بالأوحال.
* المحلات التجارية : قمنا بزيارة العديد من المتاجر المتضررة بشكل جزئي وكلي في كل من حي الرحمة وشارع طانطان التحتاني وشارع الواد وشارع ابن بطوطة و شارع الجديد ووقفنا على الإحصائيات التالية: 05 محلات تجارية وصيدلية ومحطة للوقود أتلفت بالكامل وجرفت السيول محتوياتها ,17 محل تجارية متضررة جزئيا بفعل دخول الأوحال اليها .
*المنشأة العامة : سجلنا جرف السيول للجزء السفلي لكورنيش المدينة ومعها اسفلت الطريق المحادي لها , وجرفت كذلك جوانب القنطرة الجديدة وأجزاء مهمة بها كما ألحقت سيول واد ام العشار اضرار بليغة بكل من قنطرة طريق افني وقنطرة طريق طنطان داخل المجال الحضري لكلميم كما غمرت السيول والأوحال قصر المؤتمرات ومقر العمالة والمقاطعة الإدارية ,وكشفت أيضا إهتراء البنية التحتية التي صرف عليها الملاييربكلميم وتبين أن تلك البنية لاتعدوا أن تكون سوى تجميلا للبنية التحتية السابقة دهب التجميل بفعل التساقطات وتبخرت الملايير, وكنا قد أشرنا في بياننا الصادر يوم 23 ابريل 2014 بمطالبتنا الدولة تحمل مسؤولياتها تجاه المرفق العام بالدفع بإفتحاص تقني ومالي لجميع المشاريع التي أنجزها المجلس البلدي في شأن البنية التحتية ومحاسبة المتسببين في إهترائها وصيانة المال العام ومازلنا مصرين على هذا المطلب .
3/ الفصل الثالت من الكارثة : الخسائر بالإقليم ؛ لم تسلم جميع المناطق بالإقليم من الضرر بمستويات متفاوتة جراء ارتفاع منسوب الوديان (واد صياد , واد افران , واد واركنون , واد ام العشار ) وأيضا جراء التساقطات المطرية الغزيرة التي لايقوى عليها تماسك بنيان مساكن الفقراء و الكادحين ,وسجلنا اتلاف المحاصيل وجرف جزئي للمزارع ونفوق للماشية والحاق الضرر بالمنازل بشكل كلي او جزئي ,وجرف للطرق التانوية .ووقفنا عند الإحصائيات التالية : تضرر 745 منزل بفعل الأمطار و السيول بكلميم ونواحيها منها 172 منزل مهدم بالكامل و573 متضررة بشكل جزئي دون احتساب المباني المهجورة ,جرف جزئي للمزارع في كل من تيمولاي , افران وتغجيجت واداي وايت الول ,اكادير ادران , اغيسل , امسرا ,اداوشقرا ,تنكرت , عبودة ,تغمرت , اسرير,واعرون . *أداي , أمتضي , والدواوير المحيطة :
جرفت السيول جزء من الطريق التانوية المؤدية الى أداي ومعها جزء من دوار أكادير إدران كما خلفت الأمطار الغزيرة بالمنطقة أضرار بليغة في الممتلكات وهدمت البيوت وشردت عدد كبير من الأسربكل من أداي ,أمتضي , تاركا أوخضير ,تينزرت ,اكادير إدران ,ايت إلول ؛والحصيلة التي وقفنا عندها بتاريخ04/12/2014 كانت على الشكل التالي : جرف 07 منزلا بأكادير إدران وتضرر 12 بشكل جزئي ,تضرر 04 منازل بشكل جزئي بتينزرت ,سقوط 05 منازل بأداي وتضرر 45 منزل بشكل جزئي ,سقوط منزل بأيت إلول وتضرر 12 بشكل جزئي , تضرر 15 منزل بشكل جزئي بأمتضي , سقوط 5 منازل بتاركا أوخضاير وتضرر 23 بشكل جزئي وإتلاف للطريق . ونسجل في هذا الإطار غياب الدولة قبل الكارثة وأثناءها,و في هذه المناطق فوجئت الساكنة بسماع صوت البراح يناديهم بمغادرة منازلهم دون أن تكون هناك بنية إيوائية تنتظرهم .ونشيرهنا أيضا الى اندفاع المواطنون بحماس لإصلاح وترميم مخلافات السيول بتركا اوخضاير.
*تكموت , تغجيجت :
إرتفع عدد الأسر المنكوبة بتغجيجت ,تكموت بفعل الموجة التانية من الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة في28/29/ نونبر 2014 لتصل الى 127 أسرة منها من هدمت منازلهم بالكامل وهم 17 أسرة و 110 أسرة تضررت منازلهم بشكل جزئي ,بالإضافة الى نفوق أعداد كبيرة من الماشية للرحل خارج مدار تكموت وإتلاف للحرث وجرف أجزاء مهمة من المزارع والنخيل وجرف لجزء كبير من جنبات الطريق على مقربة من القنطرة المشيدة على واد صياد بتغجيجت .
*افران , تيمولاي :
في هذه المناطق كانت الأمطار قوية جدا وعاصفية أدت الى ارتفاع واد افران وضهورشعاب جديدة حملت السيول صوب المناطق السكنية مخلفة انجرافات في التربة والحقول ونفوق الماشية واتلاف للمحاصيل والحاق الضرر بالأبنية بكل من الربانتوزومت ,أمسرا ,اداوشقرا,اغبالو ,تنكرت , افران الدوار ,تيمولاي ايزدار ,واغرغار وكانت الحصيلة التي استطعنا معاينتها هي على الشكل التالي : 04 منازل متضررة بالكامل بالربانتوزومت و08 بشكل جزئي ,07 منازل مهدمة بالكامل بأمسرا و22 متضررة بشكل جزئي ,23 منزل متضررة بالكامل بكل من اداوشقرا وتنكرت و اغبالو و48 متضررة بشكل جزئي, بافران الدوار تضررت المنازل السكنية والمزارع المحادية لجنبات واد افران حيت تهدمت 04 منازل بفعل السيول وتضررت جزئيا 17 . اما بتيمولاي ايزدار واغرغار فكانت الحصسلة المشتركة 25 منزل مهدمة بشكل كامل و34 متضررة بشكل جزئي .
*بيزاكارن ,تكانت ,ايت بوفولن :
بالنسبة لهذه المنطقة عاشت من جديد لحضات هول صدمة تانية ؛التي لم يفصلها عن الأولى سوى خمسة أيام حينها ابتلع واد تمسورت موكب زفاف مخلفا 16 غريق ونجاة واحد؛ بدأت تفاصيلها بغمر للسيول لمنازلهم بعد يومين كاملين من عدم انقطاع الأمطارمخلفة وراءها انهيار للمنازل وتضررالبعض منها بشكل جزئي كما تضررت بعض المحلات التجارية جزئيا بإفساد السلع السريعة التلف بداخل مبرداتها بفعل انقطاع التيار الكهربائي وكانت الحصيلة التي استطعنا معاينتها كالتالي : سقوط 06 منازل بكل من تكانت وبويزاكارن وتضرر 23 بشكل جزئي كما تضرر كذلك منزلين بأيت بوفولن .
*اباينو ,اغيسل :
حاصرت السيول الجارفة لأم العشار قريتي اباينو واغيسل وجرفت السيول القادمة من الشعاب الذي قيل انها احيتها التساقطات المطرية الأخيرة جزءا من الحقول بإغيسل وتوتلين واباينو كما ساهمت الأمطار الغزيرة في الإضرار بالمنازل حيت دمرت بالكامل ما مجموعه 05 منازل بكل من توتلين وابايمو واغيسل وألحقت ضررا جزئيا ب 35 منزلا .
*لقصابي ,تالوين ,عبودة ,تاركاوساي : هذه المنطقة تتغدى اراضيها الفلاحية من غمر الويدان (واد ام العشار وواد صياد ) باعتبارها تتواجد بضفاف مصب هذه الوديان مما يعرضها للخطر بشكل مستمر حيث أدت السيول الأخيرة لهذه الوديان الى جرف العديد من الأراضي الفلاحية وساقية تاركا واساي والطريق التانوية المؤدية لها وغمر المنازل بالأوحال وعزل بعض القرى كتاركا واساي وتيسكنان وسقوط منازل بفعل غزارة الأمطار وتضرر بعضها جزئيا ونشير الى الحصيلة التالية : سقوط كامل لما مجموعه 04 منازل بكل من تاركا واساي ,عبودة ,تالوين وتضرر 17 منزلا بشكل جزئي .
* أسرير , تغمرت :
عزلت مياه الفيض لواد واركنون الأولى بعد الأمطار التي تساقطت على المنطقة يوم السبت 22 نونبر2014 منطقة تغمرت أسرير ومع ازدياد التساقطات يومي الجمعة والسبت 28/29/نونبر ازدادت عزلتها وازداد معها معاناة الأسر التي جرفت السيول حقولها والحقت اضرارا بليغة بمنازلها التي لاتقوى على هذا الكم الكبير من التساقطات و سجلنا الحصيلة التالية : 12 منزل مهدم بشكل كامل بكل من اسرير وتيغمرت والدواوير المجاورة , 18 منزل متضرر بشكل جزئي .
وللإشارة فإن الإحصائيات أعلاه ليست كاملة فقط التي إستطعنا توثيقها حجم الضرر كبير جدا ولامبالات الدولة واستخفافها بمعانات المتضررين أكبر.
*الإحتجاجات المرافقة :
تمكن المتضررون من الإحتجاج رفضا للامبالاة الدولة وعدم تدخلها بعد الكارثة حيث نضمت وقفات بكلميم ونواحيها بكل من حي الرحمة ,دوار اللوح , بويزكارن , تغجيجت , تيمولاي معبرا فيها ساكنة هذه المناطق عن استيائهم العميق تجاه الدور المخجل الذي أصبحت تقوم به الدولة ومنددة بانشغال الدولة باحصاء المتضررين دون تقديم اي عون لهم حيث تم تكديسهم بدور الشباب ودور المواطن والمدارس فلولا بعض الجمعيات ألمحلية وتجمع نداء مراكش 29/نونبر2014 لإغاثة منكوبي الفيضانات بكلميم ونواحيها الذي يعد دورها محببا لكنه غير كافي, لسمعنا عن حالات وفيات بفعل الجوع بعد الكارثة .
المحور التاني : غياب بنية إغاثية بالإقليم ؛
لم تتحرك الدولة بشكل ايجابي قبل سقوط الأمطار الغزيرة, رغم تحديرات مديرية الأرصاد, لإتخاد اجراءات وقائية قبل يومي 21/22 نونبر2014 إلا اثناء وقوع كارثة بوادي (تلمعدرت وتمسورت), مستخفة بضوابط النشرات الإنذارية حيث أنها لم تقم بإقفال الوديان التي تغمرها السيول ولم تجهز بنية متكاملة لإغاثة الغارقين والمنكوبين والمتضررين؛ هذه البنية الإغاثية ليست تعبيرا أدبيا للإستهلاك الإعلامي بل تقاس بحقائق على الأرض من تجهيز لفرق متخصصة في إغاثة المواطنين اثناء الكارثة وبعدها مع إتخاد التدابير الإجرائية قبل وقوعها , ففي الدول التي تحترم نفسها وتقدر مواطنيها يتم تجهيز بنياتها الإغاثية اكثرفي الحالات العادية من تجهيزها لقوات قمع المواطنون؛وفي حالة اعلان منطقة منكوبة؛( وفقا للفصول ذات الصلة في القانون الدولي الإنساني الخاص بحماية المدنيين وممتلكاتهم والذي إتخد طابع النفاذ يوم 07 دجنبر 1978 وهو بروتوكول إضافي أول لإتفاقية جنيف المعقودة 12 مارس 1949 والتي تروم الى تدارك الأثار المباشرة للكارثة وتحمل الدولة لمسؤولياتها في اغاثة المنكوبين وإيوائهم وتقديم الخدمات الطبية لهم و العمل على تلافي إحتمال حدوث خطر إنقطاع عملية التنمية الإقتصادية و الإجتماعية عبر التفعيل العاجل لمساطرالتعويض المتعلقة بالصندوق الوطني للتضامن)؛ كحالة استتنائية فإن جميع اجهزة الدولة تتضافر من اجل اجلاء هذه الحالة لكن الدولة وكعادتها تملصت من هذا الواجب الإنساني ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي الإنساني و مرتكزاته وتركت المتضررين يتوسلون الإحسان . ففي الأماكن التي قمنا بسردها في التقرير سجلنا مايلي : غياب الدولة بشكل كلي في إغاثة منكوبي الفيضانات ليل 28/نونبر وحضورها اليوم الموالي ,الإرتباك في إيواء المنكوبين وعدم التقيد بالإلتزامات الأخلاقية والقانونية المترتبة عن اعلان المناطق المنكوبة, عدم تقديم الحلول لحد الأن لمعرفة مصير المنازل المهدمة ,سجلنا أيضاحضور واسع للجمعيات في تقديم يد العون للمتضررين رغم عدم درايتها بمفاتيح العمل الإغاثي الذي تريد الدولة أن تتملص من تنفيده داخل البلاد بنفس المعايير التي تعتمدها بعثاتها الى الخارج لتقديم العون لبعض الدول. و أيضا سجلنا ايجابية تفاعل بعض الأحزاب والجمعيات مع المتطلبات قبل وقوع الكارثة بتنويرها الرأي العام حول هولها عبر بيانات ثم نشرها ببعض المواقع الإلكترونية المحلية و الوطنية ويأتي بياننا الصادر يوم 26/نونبر/ 2014 في هذا الإتجاه, نسجل أيضا حضوربعض المواقع الإلكترونية المحلية في نقل وقائع الكارثة ,وغياب تغطية واسعة من قبل الإعلام الرسمي لنقل تفاصيل الكارثة كما نسجل أيضا تبادل اللوم بين متنفدين بالشأن المحلي والسعي نحوالإسترزاق المقيت على حساب أرواح الضحايا ومأسي المتضررين وإذ ندين هذا التصرف لتنافيه مع ظوابط فترة العمل الإغاثي .
المحور التالث : من أجل فلسفة تدبير المخاطربكلميم ونواحيه ؛
لقد أضحى الأن أكثر من أي وقت مضى وفق دراسات المتخصصين أن المنطقة دخلت رسميا دائرة التغيرات المناخية التي ستجعل من المعطيات التي شهدها كلميم ونواحيه قاعدة وليس إستثناء؛ لذا وجب لزوما التعامل مع إمكانيات تكرار نفس الحالة وبناء فلسفة جديدة لتدبير المخاطرتكون مبنيةعلى استراتيجية إزالة خطرالتعرض للكوارث الناجمة عن الفياضانات مع ازالة احتمال حدوث خطر انقطاع عملية التنمية الإقتصادية و الإجتماعية و تأخد بعين الإعتبار إلغاء القواعد السابقة المنظمة لإنشاء وبناء المنشأة الفنية (القناطر و الجسور) وملائمتها مع متطلبات التغيرات المناخية ومع ترشيد وعقلنة وتدبير نقط الإحتكاك مع مجاري الوديان دون السعي نحو تضييقها.كما وجب لزوما تضمين مخططات لتدبير المخاطر كأولوية بالمخططات الجماعية وكاولوية داخل اهتمام السياسات العمومية ؛ وفي حالة كلميم وجب وبشكل مستعجل تنظيم صبيب واد أم العشار بوضع سدود تلية على كبرى روافده, تشييد وبناء حاجز وقائي للمدينة في الضفتين مع توسيع القناطر الموجودة فوقه وحفر أحواض أمامها لتكسير علو موج واد أم العشار,التعجيل بإنجازمشروع تصريف مياه الأمطار بكلميم وتنفيد مخططات شبيهة بالتي دكرنا بشأن كلميم ببقية النواحي,مع تشكيل بنية اغاثية بكلميم ونواحيها وخضعها لإختبارات الجهوزية .نتطلع أن لاتكون هذه التوصيات حبرا على ورق غرضنا حماية أرواح المواطنون وإغاثتهم في الظروف الإستثنائية بشكل ناجع وفعال وأن تقوم الدولة بتحمل مسؤولياتها تجاههم .
أطاك المغرب مجموعة كلميم والنواحي 05 / دجنبر 2014