بيانات وتقارير

الموانئ المغربية ليست بوابة للمجازر الصهيونية!

حول الوقفة الاحتجاجية بميناء الدار البيضاء ضد رسو سفينة “Maersk Detroit” المحملة بأسلحة موجهة لإسرائيل

في صباح يوم الجمعة 18 أبريل 2025، شهد محيط ميناء الدار البيضاء وقفة احتجاجية حاشدة دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، رفضًا لرسو السفينة الدانماركية Maersk Detroit القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، والمحملة بشحنة أسلحة ومعدات عسكرية موجهة لإسرائيل في سياق عدوانها المتواصل على قطاع غزة، والذي بلغ مستوى إبادة جماعية.

تطويق أمني وإصرار شعبي!

السفينة التي تُشغّلها شركة “Maersk” وصلت إلى مدخل الميناء على الساعة 8:41 صباحًا، وسط انتشار أمني مكثف وغير مسبوق هدف إلى منع وصول المتظاهرين إلى رصيف الميناء، حيث تم تطويق الشوارع المحاذية ونصب سياج حديدي مع تضييق ممرات المرور، فضلاً عن إغلاق ثلاثة من أبواب محطة قطار الميناء منذ السادسة والنصف مساء. ورغم هذه العراقيل الأمنية، تمكن المتظاهرون من التجمّع والاحتجاج في وقفة أمام باب المحطة بعد مواجهات جزئية مع القوات العمومية نتج عنها تدافع وإصابات طفيفة.

العمال ضد التواطؤ!

من أبرز ما ميز هذه الوقفة هو الموقف الصلب لعمال الميناء المنضوين تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل. هؤلاء العمال أعلنوا رفضهم القاطع لتفريغ أو شحن السفينة، معتبرين أن المشاركة في عملية تفريغها تمثل تواطؤًا مع الجرائم الصهيونية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني. ودعت نفس النقابات إلى مقاطعة سفن “مايرسك” التي تنقل أسلحة موجهة لإسرائيل، ومنها السفينة Maersk Detroit. واعتبروا أن أي مشاركة في تفريغ السفن أو شحنها هو تواطؤ في الجرائم ضد الفلسطينيين، ودعوا إلى تحركات شعبية في الدار البيضاء وطنجة لرفض دخول السفن المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية.

من كل الأطياف، صرخة واحدة: لا لتواطؤ الموانئ!

شارك في الوقفة الاحتجاجية مئات المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار والخلفيات، من ضمنهم مناضلو ومناضلات:

  • حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)
  • الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
  • نساء ضد التطبيع
  • جمعية أطاك المغرب
  • شباب الالتراس
  • الفضاء المغربي
  • نقابيون، محامون، أطباء، وطلبة

حيث رددت شعارات قوية رافضة للتطبيع، مدينة للشركة الدانماركية “Maersk”، ومطالبة برحيل السفينة، منها:

“فلسطين أمانة، والتطبيع خيانة!” “مايرسك برا، غزة حرة!” “لا سلاح، لا تطبيع، هذا المغرب ماشي للبيع!”

مداخلات قوية تفضح جرائم الاحتلال وترفض التطبيع

  • كلمة المناضلة سلمى وعمرو، باسم الجبهة المغربية وعضوة حركة BDS، كشفت تفاصيل الرحلة المشبوهة للسفينة، وشددت على أن الوقفة تأتي في سياق تعبئة دولية لمقاطعة الشركات المتورطة في دعم إسرائيل، مؤكدة أن الضغط الشعبي قادر على فرض احترام إرادة الشعوب.
  • كلمة المناضلة خديجة الرياضي، باسم نساء ضد التطبيع، قالت إن هذا الشكل من الاحتجاج يفتح أفقاً جديداً أمام نضال النساء في مواجهة الاستعمار، وذكّرت بأن فلسطين ليست فقط قضية عادلة بل أيضًا قضية نسوية بامتياز، لأن النساء هنّ أولى ضحايا العدوان والاحتلال.
  • كلمة المحامي حسن السني عضو الجبهة المغربية وعضو الفضاء المغربي ، سلّط الضوء على التكييف القانوني لهذه العملية، معتبراً أن استقبال سفينة أسلحة متجهة لإسرائيل يجعل المغرب شريكًا ضمنيًا في انتهاكات القانون الدولي، داعيًا إلى تحرك حقوقي لتوثيق ومتابعة هذه الجريمة.

أطاك المغرب: التطبيع جزء من الإمبريالية العالمية

من موقعها كمكوّن في الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، تؤكد جمعية أطاك المغرب أن هذه السفينة تمثل حلقة جديدة من التورط العالمي في المشروع الاستعماري الصهيوني، حيث تتورط كبريات الشركات عبر نقل السلاح، وتقوم أنظمة تابعة بلعب دور بوابة عبور لهذه الإمدادات القاتلة. إن تمرير أسلحة عبر الموانئ المغربية نحو الكيان الصهيوني يُعد شكلاً من أشكال المشاركة المباشرة في المجازر التي تستهدف المدنيين العزّل في غزة.

وتؤكد أطاك المغرب أن هذه الوقفة تأتي في إطار الاحتجاج المغربي المتواصل لما يفوق سنة ونصف على التطبيع الذي تريد الدولة فرضه رغم رفض الشعب له، وفي سياق سيرورة الأشكال التضامنية المتواصلة مع نضال الشعب الفلسطيني. وتُسجل الجمعية باعتزاز الموقف الشعبي والعمالي المشرف في وجه التواطؤ الرسمي.

وتدعو الجمعية كل القوى الحية للمشاركة القوية في المسيرة الوطنية الاحتجاجية التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، والمقررة يوم الأحد 20 أبريل 2025، والتي ستنطلق من ساحة ماريشال في اتجاه باب الميناء على الساعة الخامسة مساء، رفضًا لرسو السفن الصهيونية، وتجديدًا للرفض الشعبي لكل أشكال التطبيع الاقتصادي والسياسي والعسكري.

لن تمرّ السفن القاتلة… إرادة الشعوب أقوى من تطبيع الأنظمة!

رسالة الوقفة كانت صريحة وحازمة: لا عبور للسلاح فوق تراب المغرب نحو آلة القتل الصهيونية دون أن تُواجه بالمقاومة. في وجه تواطؤ الأنظمة وتورط الشركات، تبرز قوة المبادرات الشعبية والعمالية كجدار صد حقيقي أمام هذا المسار التطبيعي الكارثي. ويتجدد الالتزام من طرف مختلف القوى الديمقراطية بمواصلة النضال حتى وقف كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني، وإلغاء الاتفاقيات الموقعة، وقطع الطريق أمام السفن القاتلة، تأكيدًا على إرادة الشعب المغربي في دعم نضال الشعب الفلسطيني.

بقلم: أسماء المنضور عضوة جمعية أطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى