تعاريف

فاطمة الزهراء ولد بلعيد: مسار حافل بالنضال

فاطمة الزهراء ولد بلعيد، الناشطة في صفوف جمعية أطاك المغرب، تعرضت للاعتقال على يد قوات بوليسية يوم 25 نونبر 2021 من منزلها الكائن بمدينة طنجة (شمال المغرب). أسندت إليها تهمتين : السرقة وخيانة الأمانة بناء على شكاية تقدمت بها جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات التي كانت تشتغل بها (فصلت منها تعسفيا في 5 ماي 2021)، وكذا التحريض على تنظيم تجمعات غير مرخص لها ورفع شعارات داخل مؤسسة عمومية بناء على شكاية تقدم بها عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة.

مثلت الناشطة يوم 29 نونبر 2021 أمام أنظار المحكمة الابتدائية التي رفضت طلب متابعتها في حالة سراح. جرى تحديد موعد الجلسة الثانية يوم 13 دجنبر 2021.

مثلما حدث مع عمر الراضي، المناضل في صفوف جمعية أطاك المغرب، الذي حكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات نافذة، وكذا مع معتقلي رأي آخرين، لم تعجز الدولة في إيجاد الذرائع اللازمة لتمويه الأسباب الحقيقية الموجبة لاعتقال فاطمة الزهراء ولد بلعيد. وهي أسباب تبدو جلية أمام كل مناضلة ومناضل : إخراس الأصوات المعارضة.

بروح نضالية عالية، انخرطت فاطمة الزهراء ولد بلعيد ضمن التعبئة الحالية للشباب المتمدرس ضد قرار وزير التعليم القاضي باستبعاد خريجي الجامعات الذين تجاوزوا سن الثلاثين من قائمة المرشحين لمباراة توظيف الأساتذة. الآلاف من حاملي الشهادات المعطلين والمعطلات يتظاهرون/يتظاهرن كل يوم في معظم المدن المغربية من أجل التراجع عن الشروط الجديدة التي أعلن عنها وزير التعليم.

فاطمة الزهراء ولد بلعيد تعد إحدى عضوات لجنة نساء أطاك المغرب (الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية). شاركت كعضوة ضمن تمثيلية أطاك المغرب (الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية) في فعاليات الجمع العام الدولي الذي انعقد بتونس شهر أبريل 2016، كما شاركت خلال شهر نونبر 2017 في أشغال الندوة الدولية حول نساء في مواجهة الدين والقروض الصغرى التي نُظمت بالعاصمة المالية “باماكو”. وبروح مفعمة بالنشاط شاركت في دراسات ميدانية حول القروض الصغرى بالمغرب، على الخصوص بمنطقة الجنوب الشرقي. وهي دراسات لم تسهم فحسب في فهم ملموس لأضرار هذا النظام المرتكز على السلفات الصغرى لاسيما على النساء، بل سمحت أيضا بالانطلاق في تفكير عميق كانت محصلته إصدار كتاب لأطاك المغرب تحت عنوان : “القروض الصغرى بالمغرب: عندما يمول الفقراء الأغنياء. دراسة ميدانية وتحليل لنظام القروض الصغرى”. فضلا عن ذلك، شاركت في مختلف أشكال التضامن الوطني مع ضحايا نظام القروض الصغرى، وأيضا في القافلة الدولية التي نظمتها الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية إلى ورززات في شهر أبريل سنة 2014 تضامنا مع نساء في نضالها ضد المؤسسات المانحة للقروض الصغرى.

انخرطت في الحملة الواسعة للتضامن مع حراك الريف (حركة احتجاجية شعبية شمال المغرب)، كما شاركت في كتابة مؤلف جماعي لجمعيتنا تحت عنوان “حراك الريف، نضال شعبي من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية”.

كانت أيضا عضوة في لجنة متابعة جامعة التعليم الشعبي حول العدالة الاجتماعية والاقتصادية في شمال إفريقيا التي تم إنشاؤها بمبادرة من أطاك المغرب (الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية) والمرصد التونسي للاقتصاد (OTE)، إضافة إلى مشاركتها النشيطة في إنجاح الإصدار الأول للجامعة في غشت 2019 بتونس الذي جمع مناضلين ومناضلات شباب من المغرب، الجزائر، تونس ومصر.

فاطمة الزهراء ولد بلعيد ناضلت في صفوف الحركة الطلابية وفي حركة 20 فبراير 2011 التي عبأت مختلف الطبقات الشعبية للبلاد ضمن سياق عرف اندلاع الثورات في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط/المنطقة العربية. نددت بسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما دافعت عن حق تقرير المصير وحق العودة للشعب الفلسطيني.

علاوة على ذلك، كانت ضمن صفوف المشاركين في الاحتجاج ضد الفرض التعسفي لجواز التلقيح ضد كوفيد-19 بطنجة.

الدولة لا تملك جوابا على بطالة الشباب الجماهيرية والهيكلية خاصة حاملي/ات الشهادات. المغرب غارق في الديون مع توسع وتسريع في وتيرة الإصلاحات الليبيرالية وإجراءات التقشف التي تفاقم من حدة الأزمة الاجتماعية. الحركات الشعبية تتوسع. قمع الحريات الشعبية والاضطهاد يتعمم. نشطاء الحركات الاجتماعية يتعرضون للتجريم والمضايقات.

لكن النضال يتواصل، من أجل مغرب آخر تسوده الحرية الكرامة والعدالة الاجتماعية ممكن جدا.

كل التضامن مع فاطمة الزهراء ولد بلعيد

لنوسع المبادرات من أجل إطلاق سراحها بدون قيد أو شرط.

عمر أزيكي

عضو السكرتارية الوطنية لأطاك المغرب – CADTM

زر الذهاب إلى الأعلى