بيانات وتقارير

حراك أولاد يحيى لكرايكر و زاكورة: درس في الصمود والعزم

حراك أولاد يحيى لكرايكر و زاكورة: درس في الصمود والعزم

 تعد نهاية سنة 2017 وبداية 2018   منعطفا حاسما في تاريخ منطقة أولاد يحيى، اقليم زاكورة، وقد شكلت  النساء هناك، على وجه الخصوص، نقطة تغير مضيئة في الواقع الزاكوري، بالنظر لصمودهن منقطع النظير طوال مراحل المعركة طويلة النفس.

يطالب السكان بحقهم في العيش الكريم؛ برنامج تيسير؛ الماء الشروب؛ تعميم شبكة الربط بالكهرباء إضافة إلى الصحة والتعليم. خروج نساء أولاد يحيى الى الشارع وتجسيدهن لنضال ميداني ليس جديدا. سبق أن خرجن  سنة 2013 معية مجموعة مناضلين تنديدا بما آل اليه وضعهن الاجتماعي والوقوف بوجه فساد  طال الجماعة جراء ملفات وخروقات  امتد صداها خارج المنطقة.

لم يكن أغلب المتفائلين محليا يتوقع خروج النساء يوما إلى الشارع للمطالبة بحقوقهن، إلى أن أفصحت اﻷيام وعبرها الميدان عن كون  النساء بمنطقة أولاد يحيى قادرات على تحدي كل الصعاب، في نضال خاضه إلى جانبهن مناضلون أشاوس، ساندوا المعركة وقادوها عبر مسار متصاعد.

 فعلى مدار الشهرين الأولين ظل المناضلون صامدين رفقة القليل من الشباب والتلاميذ، إلى أن جاءت الهبة التضامنية بانتصاب هامات نسائية بشموخ  طوال المعركة.

معركة نساء أولاد يحيى في بدايتها دامت أكثر من ثمانية أشهر بمؤازرة من بضعة مناضلين. لم تلق المطالب تجاوبا يذكر من قبل المسؤولين، لا من الجماعة ولا من السلطة. بالمقابل لا تمر وقفة دون نزول جحافل من جهاز القمع لصد الوقفات التي تشهدها ساحة 7 أكتوبر، حيث مضايقات وتهديدات طالت، مذاك، مناضلين مشاركين بالمعركة، إلى جانب دعوات مشبوهة للحوار  من قبل رئيس الجماعة انذاك ( ع. ن) سعيا لكسر المعركة. أمام ثنائية القمع والاحتواء هاته، ظل المناضلون صامدين،  واستمرت النساء في شموخهن مطالبات بتحقيق المطالب المسطرة في الملف المطلبي.

في ظل سياسة الآذان الصماء التي مارسها المسؤولون باﻹقليم، بشكل عام، استمرت معركة النصر لتسجل في إحدى الوقفات تضامن مجموعة من الاطارات الحقوقية والنقابية أبرزها جمعية أطاك المغرب، ليشكل هذا نقطة ضغط على المسؤولين الجماعيين في شخص الرئيس الذي دعا لحوار بشأن الملف المطلبي. لم يفض الحوار الذي دام أزيد من ست ساعة ﻷي جديد، بل تلقى فيه المناضلون وابلا من السب والشتم من رئيس الجماعة، لتستمر السيرورة النضالية مطالبة بتوفير أبسط حقوق عجزت جماعة عمرت طويلا عن توفيرها لعموم كادحيها البسطاء.

فيما تلا من وقفات احتجاجية اشتد تضييق قمعي على النساء والمناضلين، فجرى المرور لآلية قمعية تكميلية ؛ انطلق مسلسل المتابعات بحق المناضلين ( عبد المنعم لمنعي؛ خالد أوبازك وعبد الواحد السباك) إلا أن ذلك لم يثن كافة المناضلين عن مواصلة الاحتجاج في سبيل حياة أفضل لأهالي المنطقة.

استمرت حلقات الوعود الكاذبة من قبل مسؤولي زاكورة، وقد تبين زيفها بعد مرور أشهر على الحوار مع عامل الاقليم الذي وعد بتحقيق المطالب. فبعد أشهر، انتظر المحتجون ما سيمكن تحقيقه من قبل عامل الاقليم، فاتضح أن برنامج تيسير، الذي يتطلع إليه الجميع فعلا تحقق، لكن جزئيا فقط، إذ جرى إقصاء اغلبية الأسر لأسباب ظلت مجهولة، لكن الهدف سرعان ما اتضح؛ تشتيت صفوف المحتجين والمحتجات وطعن المعركة في الظهر.

أمام هذا المستجد، وكرد على سياسة “فرق تسد” هاته، جمعت النساء كل قواهن/ ومعهن المناضلون، ليعلن الجميع معركة السير صوب العمالة في تحد لكل المسؤولين  وكرد على سياسة اللامبالاة. تحتم على عامل الاقليم طلب محاورة المحتجين والمحتجات  وإعطاء وعود كسابقاتها لا نعلم ما سينتج عنها.

لكن المؤكد، رغم محاولات الالتفاف على المطالب ورغم التضييق والقمع والمحاكمات، هو أن حراكا بطوليا ونوعيا بهذا المستوى من العزم وقوة الارادة،  لا يمكن أن يتوقف أبدا، وسيستمر في سيرورة تصاعدية حتى ينتزع مطالبه التي بها يتحقق نزر من العدالة والحرية والعيش الكريم.

 بقلم:

عبد المنعم

 

زر الذهاب إلى الأعلى