بيانات وتقارير

تقرير أولي حول الأراضي السلالية بمنطقة أولاد العياشي والبراهمة

تقرير أولي حول الأراضي السلالية بمنطقة أولاد العياشي والبراهمة

دوار أولاد العياشي و البراهمة: معاناة مستمرة بعد تشريد الساكنة

   أولاد العياشي والبراهمة  أحد دواوير المغرب المهمشة يقعان بجماعة سيدي بوقندال عمالة سلا جهة الرباط سلا القنيطرة على مساحة تقدر بحوالي 3500 هكتار ويعيش بهما حوالي 14500 اسرة تم احصائها من طرف السلطات حسب تصريحات بعض السكان، وبمعدل خمسة افراد لكل اسرة فإن عدد السكان قد يصل الى  72500 نسمة.  يوجد الدوران على بعد 12 كلم شمال مدينة سلا وهما قريبان من مطار الرباط سلا وكذلك من المنطقة الصناعية الجديدة التي يتم أعدادها على انقاض الاراضي المنزوعة من ساكنة  دوار  الحنشة .

تقع هذه الدواوير في نفس المنطقة التي تسيل لعاب  المفترسين، فمنذ 2006 بدأ العمل على انتزاع اراضي اولاد اسبيطة وتشريد اكثر من 8000 عائلة ثم منطقة الحنشة و ها هو الدور يقع على البراهمة واولاد العياشي. ما يميز عملية الاستحواذ على الاراضي بهذه المناطق هو تشريد الساكنة ودون تعويض يناسب حجم الاضرار التي الحقتها الدولة بهم، فاغلب الساكنة هم فلاحون وبالتالي فالأرض لا تعني مجرد سكن بل مكان للعيش و الحياة وفوق ذلك هوية وانتماء. وفي كل الحالات تتم عملية الاستحواذ على الارض تحت اشراف السلطات المحلية  وبطرق عنيفة خلفت ثمانية معتقلين من بينهم امرأتينبالنسبة لدواري اولاد العياشي و البراهمة

مقاومة  السكانة وتماطل السلطة

    قاومت ساكنة منطقة ولاد العياشي قرار الهدم و الترحيل باحتجاجات سلمية و سط ترهيب و تخويف للنساء و الأطفال مع التهديدات بالاعتقال لكل من حاول التصدي لهدم البيوت و بعد تنفيذ القرار واجلاء الناس من بيوتهم  نظمت الساكنة اعتصام بساحة باب المريسة مطالبين بإيجاد بدائل حقيقية و بإعادة تخصيص بقع أرضية لكل اسرة عوض بقعة أرضية،  لكل اسرتين و تطالب الساكنة أيضا بحضور خبير لتقييم حجم الخسائر المادية و تعويضها لجميع الساكنة حسب الحالات و كذا إعادة الإحصاء للحرص على شمولية استفادة كافة المتضررين باختلاف وضعياتهم.

فقراء يواجهون واقعا قاسيا

لم تعط السلطات وقتا كافيا لتتدبر الساكنة امرها وتصرفت بشكل قهري حيت هدمت المساكن على حوائج الناس واخرجت بالقوة من اعتصم داخل منزله  وصفدتهم وهددتهم بالاعتقال. وبسبب ضعف التضامن او غيابه وعزلة الساكنة، تمكنت السلطة من هدم البيوت وتشريد العائلات.  وجد السكان انفسهم امام واقع جديد: واقع مر، لاسكن ولا استقرار، وعليهم ايجاد الحلول لمواصلة العيش. عليهم البحث عن مسكن وعن شغل وعن مقعد لتمدرس الاطفال الذين تم ابعادهم، قهرا، عن مدارسهم الاصلية. من السكان من بنى اكواخا على انقاض مساكنهم، في انتظار ايجاد حل،  غير ان السلطات لم تسمح لهم حتى بذلك.

نظرا لغلاء اكتراء الشقق بمدينة سلا فجزء مهم من الساكنة لجأ الى الاحياء الشعبية الاكثر فقرا بمدينة سلا لاكتراء غرفة داخل شقة. وهذا يعني ان عدة اسر تتقاسم نفس الشقة. هذا الواقع خلق طلبا كبيرا على التمدرس بهذه المناطق التي تعاني اصلا من ضعف بنيات الاستقبال الشيء الذي خلق اكتظاظا كبيرا بالأقسام في جماعة العيايدة مثلا وهناك من لم يتم قبوله بسبب غياب مقد. وفضلا عن هذه المشاكل المرتبطة بالسكن و التمدرس فالسكان الذين فقدوا شغلهم( التجار الصغار و الحرفيين…الخ) بسبب الهدم فعليهم ان يبحثوا عن شغل جديد مما سيحول معظم الساكنة الى مهن هامشية ذات مردودية ضعيفة وغير قارة. حالة هذه الساكنة نموذج صارخ عن همجية الراسمال الذي القى بالآلاف مقابل تشييد مساكن ربحية او تهيئ مناطق صناعية لفائدة الراسمال المحلي او الاجنبي مع تشريد الساكنة و تركها تواجه واقعها  المر.

تعيش الساكنة في المرحلة الراهنة وضعية صعبة للغاية بعد فقدان كل شيء ومع غياب بدائل تضمن الحد الادنى من الكرامة الانسانية. السلطات لا تعير أي اهتمام للسكان والدولة مستعدة لاستعمال ترسانتها القمعية : التنكيل و المحاكم و السجون لاخراس اصواتهم. لا شيء ينقذهم غير التضامن الواسع لكن من المؤسف ان بوادره لا تلوح في الافق في الوقت الراهن. في جمعية اطاك المغرب، مجموعة الرباط نقوم بواجبنا في التعريف بمعاناة هؤلاء السكان علها تكون درسا لمن قد ياتي عليهم الدور و لفتح عيون كل المناضلات و المناضلين على خطورة عملية الافتراس هاته و ما يشكله الاستحواذ على الارض من مخاطر مباشرة وحقيقية على القرويين .

تضامن و انحياز لمن هم في الأسفل

تشكل مسألة الأرض بالنسبة لأطاك المغرب احدى القضايا المهمة التي تشتغل عليها الجمعية. في هذا السياق نظم أعضاء وعضوات أطاك المغرب مجموعة الرباط عشية يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2022 زيارة تضامنية لساكنة دوار ولاد العياشي بسلا من أجل مساندة أهالي المنطقة والوقوف على حجم الخسائر المادية والظروف المزرية التي أصبح عليها المئات من الاسر بأطفالهم وشيوخهم ومرضاهم.

 اننا في أطاك المغرب نعتبر نزع الأراضي وهدم  بيوت الساكنة و تشريد العائلات هدفه هو المزيد من الاجهاز على حقوق البسطاء و المحرومين الذين أثقلت كاهلهم السياسات النيوليبرالية الفاشلة المنزلة من طرف من هم فوق خدمة للمستثمر الأجنبي و المحلي و في   في ظل ضعف اشكال التنظيم الذاتي للمتضررين و اختلال ميزان القوى الشعبي يبقى التضامن أولى الواجبات لمنظمات النضال و تسخير المنابر الإعلامية المنحازة لمن هم في الأسفل خدمة لقضية استرجاع الأراضي لملاكها الأصليين.

الرباط 13/10/2022

ابراهيم الحاتمي

عضو اطاك المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى