بيانات وتقارير

بيان أطاك المغرب : مسيرة 29 أكتوبر 2018 بالدار البيضاء، للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، فرصة أخرى لبناء حلف نضالي بين من وضعوا في الطاحونة الآن ولمن سيوضعون فيها عما قريب، لكي لا يطحن أحد في هذا البلد.

اطاك المغرب                                                الرباط في 27 أكتوبر 2018

عضو الشبكة الدولية للجنة

من أجل إلغاء الديون غير الشرعية

مسيرة 29 أكتوبر 2018 بالدار البيضاء، للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، فرصة أخرى لبناء حلف نضالي بين من وضعوا في الطاحونة الآن ولمن سيوضعون فيها عما قريب، لكي لا يطحن أحد في هذا البلد.

لم تعد معاني كلام الدولة حول إصلاح التعليم بخافية عن كادحات وكادحي شعبنا، إن إصلاح الدولة للتعليم لم يكن في حقيقة الأمر سوى تخريبا لطابعه العمومي، وكل الجلبة المفتعلة عن الخصاص في المدرسين وعن ضعف مردوديتهم، كان القصد منها تهييئ الطريق للانقضاض على التوظيف العمومي في القطاع رغم كل محاولات التضليل التي عبر عنها مسؤولو القطاع. وباسم الإنصاف، ومن أجل التنصل من كلفته ترمي الدولة بمهمة تمويل التعليمين الثانوي والعالي على الأسر. في هذه الشروط، لا تعني الجودة سوى تكوين عمال مهرة وطيعين ومخدرين بأفكار تمجيد الاستبداد.  لم تعد دولة أرباب المال ببلدنا في حاجة للتمويه للوصول الى المبتغى: لا توظيف عمومي في القطاع، لا مجانية فيه، وبالتأكيد لا جودة ولا إنصاف فيه، كما يفهمهما الكادحون.

وجد الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد أنفسهم في موعد مع التاريخ، إنهم يضطلعون بمعركة كبرى بالنيابة عن كل شغيلة التعليم ومجمل الأجراء والكادحين المغاربة.  وهو الأمر الذي يفرض على كل القوى الشعبية، الرافضة للمنطق النيولبرالي الكامن خلف إجراءات الدولة في القطاعات الاجتماعية، أن تقدم دعمها الفعلي في معركة من فرض عليهم التعاقد.

إذا مر مخطط التعاقد، فإن تخريبا آخر لتقاعد الموظفين الرسميين، أكثر عمقا من سابقيه، سيفرض نفسه لأن قاعدة المساهمين في الصندوق المغربي للتقاعد لم تتجدد لمدة ثلاث سنوات، حيث حرمت لحد الآن من مساهمات 55000 من المتعاقدين الذين يتم تحويل مساهماتهم، تحت جنح الأبخرة والأضاليل، إلى صندوق تقاعدي آخر. وإذا استمر الوضع كما هو عليه فلن يتأخر اليوم الذي سيعلنون فيه ” إصلاحات” جديدة قد تدمر ما تبقى من مكاسب هذا الصندوق.

إذا مر مخطط التعاقد فإن قاعدة ترقي الأساتذة، بالامتحان والاختيار، ستتقلص باستمرار، ما دامت تلك القاعدة المغذية لنسب الترقي لا تتجدد وسيؤدي ذلك الى تأخر كبير في ترقي من لهم الحق في الترقية.

إذا مر مخطط التعاقد فإن القدرة على فرض المطالب بالنضال ستتقلص لأكثر مما هي عليه الآن، فتفتيت الشغيلة سيأخذ أبعادا كبرى، سيصبح معها النضال الموحد أكثر فأكثر صعوبة، بما يعنيه من هدر للمكاسب ولإمكانيات صد الهجمات.

إذا مر مخطط التعاقد لن تقوم لباقي الفئات في التعليم قائمة.

إذا مر مخطط التعاقد في قطاع التعليم، أكبر قطاعات الوظيفة العمومية، فإن باقي قطاعاتها ستلتهمها أنواع أخرى من التعاقد أكثر شراسة.

إذا مر مخطط التعاقد، وتم الإجهاز عن مكاسب الموظفين، فلينتظر من يعملون تحت شريعة الغاب في القطاع الخاص المزيد من النزول لحضيض العبودية.

إذا مر مخطط التعاقد سيتجاوز عدد المتعاقدين بقطاع التربية الوطنية 80%  في أفق 2030.

لكن التعاقد قد يكون أداة فعالة لحفز العمل النضالي الديمقراطي المكافح من خلال الدينامية التي سيطلقها نضال هذه الفئة والتي لن تقبل، دون شك، وسطاء ولا وكلاء للنيابة عنها، هذه الفئة الشابة، في معظمها، عليها يعقد آمال المساهمة في انقاد قطاع التعليم، بتحفيز النضال وتعميمه وبث الروح في العمل النقابي من جديد

إن المعركة هي معركة الجميع.

تمثل مسيرة الاثنين 29 أكتوبر 2018 بالدار البيضاء، فرصة لكل شغيلة التعليم، ولكل المكتوين بنار سياسات الدولة، ولكل من لا زالوا يحلمون بإمكانيات بناء مدرسة ديموقراطية، وبناء تحالف نضالي ميداني عنوانه الأكبر: إسقاط مخطط التعاقد والقوانين الأساسية للأكاديميات، وفرض توظيف المتعاقدين وفق النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية. إنها لحظة تنمية نضال من فرض عليهم التعاقد، والالتفاف المجتمعي حول مطلبهم، الذي يمثل مفتاح إسقاط باقي حلقات مخطط الدولة الجهنمي في التعليم المجسد في القانون الإطار.

 إننا في اطاك المغرب، ولأننا نثق في قدرات شبابنا وشعبنا ومنظمات نضالنا، على صنع الملاحم ومواجهة مخططات تصفية ما ناضل من أجله أجيال من الكادحين المغاربة، ندعو الجميع لدعم وإسناد معارك الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، بالحضور الميداني الكثيف وفتح النقاشات المؤدية لحفز وحدة كل الشغيلة التعليمية وكل الأجراء. إن المشاركة في مسيرة 29 أكتوبر 2018 بالدار البيضاء فرصة أخرى لبناء حلف نضالي بين من وضعوا في الطاحونة الآن ولمن سيوضعون فيها عما قريب، لكي لا يطحن أحد في هذا البلد لنكن في الموعد.

السكرتارية الوطنية

زر الذهاب إلى الأعلى