النساءملفات دراسية

الثامن من مارس، لنخلد مقاومة النساء ولنبن بدائل من أجل عالم أفضل

الثامن من مارس، لنخلد مقاومة النساء ولنبن بدائل من أجل عالم أفضل

أيتها الرفيقات ،الصديقات  والمناضلات

نحن، نساء المسيرة العالمية للنساء،  نضم أصواتنا، بكامل طاقتنا، لأجل تكريم كل النضالات التاريخية التي خاضتها النساء والحركات النسائية في جميع أنحاء العالم.

إننا ندين السياق السياسي العالمي المتسم بالسيطرة المتنامية لحكومات الأحزاب اليمينية المليئة بالكراهية والعنصرية ومعاداة  النساء والتعصب والتمييز. يجب علينا أيضا أن نواجه صعود وتطرف العنف العسكري المستخدم للتحكم في أقاليمنا: أجسادنا، وأفكارنا، وأرضنا ومياهنا وغاباتنا، ومعارفنا وحتى تاريخنا، وحاضرنا ومستقبلنا، من أجل تأبيد النظام الأبوي، والرأسمالية  النيوليبرالية والاستعمار كنماذج مهيمنة. وفي الوقت نفسه، فإن الخطاب التنموي يصبح بلا معنى عندما تتراكم الثروات في يد نخبة تفقد مصداقيتها بسبب الفساد والإفلات من العقاب، إذ أن المؤسسات التي تم تهشيشها، لم تعد تبدي أي اعتبار  للشعوب.

يتفاقم الظلم المناخي في كل مكان ويدمر أنماط العيش، مما يسبب في الوفيات خاصة في المجتمعات الفقيرة. فشلت الأمم المتحدة بالتزاماتها بالوفاء بالعدالة المناخية وتستمر بتقديم الحلول الخاطئة. ندعو العالم إلى الطعن في رئيس الولايات المتحدة لتراجعه ورفضه لخطة العمل من أجل المناخ. إن كلمته “أمريكا أولا” تعطي المزيد من السلطة لشركات الولايات المتحدة للاستمرار في التلويث، لسلب المجتمعات المحلية واستغلال اليد العاملة في العالم، كما هو الحال في قرون العبودية. ونحن نعلم جيدا أن نساء الجنوب والمهاجرات والنساء الملونات والأقليات الجنسية يدفعن بأجسادهن وعملهن سعر النمو الاقتصادي، دون أن ينلن أي فائدة من ذلك.

في هذا السياق، يجب علينا، نحن النساء، من الشمال والجنوب، أن نواجه أكبر اعتداء على حقوقنا، التي  تتمظهر في زيادة مستوى العنف ضد النساء الى حدود إبادة نسائية، والهجرة القسرية (مما يؤدي إلى استغلالهن) والإصابات  والوفيات.

كل هذه الأسباب هي أكثر من كافية للتعبير عن تضامننا مع الرفيقات وكل النساء اللواتي يناضلن:

  • في أفريقيا، النساء يقاومن ضد العديد من أشكال عنف الاستعمار الجديد المرتكبة من طرف الشركات المتعددة الجنسيات بقطاع الصناعة الاستخراجية والصناعة الزراعية، التي تغزو مجتمعاتنا وتدمر أنماط عيشنا، وتفقرنا. في ظل هذه الأوضاع، تتعرض النساء والطفلات للاغتصاب والزواج القسري والحمل المبكر، مما يحد من فرص حصولهن على التعليم ولا يسمح لهن العيش بكرامة.
  • تقاوم النساء، في العالم العربي وفي الشرق الأوسط، ضد الجماعات الأصولية التي تنشر الرعب في المجتمعات المحلية وتعرض النساء لجميع أنواع العنف والوحشية، بما في ذلك الاستعباد. وعلى النساء المواجهة باليات تقرير المصير والدفاع عن النفس.
  • في أمريكا، يتم استبدال اليسار بالحكومات اليمينية التي تدمر المكتسبات الكبيرة المحققة في العقود الماضية، واستئناف البرامج النيوليبرالية التي تخدم المصالح الرأسمالية.  تقاوم النساء بالدفاع عن الحقوق الأساسية، والحقوق الطبيعية والمنافع المشتركة في المقابل عليهن صد الهجمات على نضالاتهن وتجريم الاغتيالات.
  • تعاني آسيا تاريخيا من آثار الاستعمار والنيولبرالية. اليوم، وفي ظل ارتفاع الفقر نتيجة لتكثيف التحكم الإقليمي من قبل الشركات متعددة الجنسيات المحمية بالسياسات النيوليبرالية العالمية، النساء هن أكثر عرضة للاستغلال في العمل، والعنف الجنسي والاتجار بهن.
  • تعارض النساء في مختلف مناطق أوروبا التراجع على حقهن في الإجهاض، المفروضة من طرف القوى الأصولية والمتطرفة التي أخذت تسيطر على آليات صنع القرار في الدول. إن تدابير التقشف والأمن بمثابة دليل على انبعاث القومية المتطرفة التي تؤدي إلى التعصب  ضد المهاجرين/ات والأقليات الأخرى.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نضم صوتنا إلى الدعوة إلى إضراب نسائي عالمي  لأننا نؤمن بضرورة بناء وتعزيز حركتنا النسوية العالمية، باعتبارها محركا لتضامن نسواني عالمي. ونعتبر أن الإدارة الذاتية لنضالاتنا النسائية المحلية والوطنية والإقليمية أمرا ضروريا. إننا نتحد كنساء  العالم رافعين نفس الصوت الذي كان لنا في اللقاء العالمي العاشر: “نساء مقاومات من أجل بناء بدائل لعالم أفضل”، لأنه، كما قلنا، حركتنا هي بديلنا. ونحن نعتقد انه من خلال مجهوداتنا جنبا إلى جنب مع حركات أخرى من النساء الناشطات في هذا النداء،  نعمل على تعزيز النضال على الاهتمامات المشتركة ونعطي المزيد من الأسباب للأمل.

نستمر في متابعة الأنشطة  التي  خططنا لها في اللقاء العالمي العاشر وهي :

  • 24 أبريل”رانا بلازا في كل مكان!” اليوم العالمي كموعد للمسيرة العالمية للنساء مع أنشطة حول اقتصاد النساء (الاتجاهات الاقتصادية العالمية)، وعالم العمل، والاستقلال الاقتصادي لللنساء، الخ..
  • 3 يونيو نشاط عالمي: 24 ساعة للسلام والهجرة
  • وكذلك، فإننا ندعم النداءات المنظمة على المستوى الإقليمي لمعالجة القضايا الإقليمية.

بما أننا لم نتحرر بعد..إننا مستمرات في  السير

ترجمة : خديجة معراس

أطاك  المغربعضو الشبكة الدولية لإلغاء ديون العالم الثالث

 

زر الذهاب إلى الأعلى