الشباببيانات وتقارير

احتجاج طلبة/آت المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط :” رسالة الفن ضد الإقصاء والتهميش”

 احتجاج طلبة/آت المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط :” رسالة الفن ضد الإقصاء والتهميش”.

 

بقلم: مناضل جمعية اطاك المغرب- مجموعة الرباط-

ساهمت الموجة العارمة من الاحتجاجات التي عرفها المغرب منذ ظهور حركة 20 فبراير في انبعاث جديد للنضالات الفئوية،وشكل بروز نضالات طلاب المعاهد (الصحة،الإعلام،الهندسة،المسرح…)،خطوة متقدمة للانخراط في النضال الطلابي العام دفاعا عن التعليم العمومي . وتجسدت هذه الاحتجاجات في تفجير مجموعة من المعارك الطلابية بمجموعة من المعاهد الوطنية .

يعيش الان طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي(ISADAC ) أوضاع مزرية نتيجة حرمانهم من أبسط الحقوق وعلى رأسها المنحة.فمند سنة 2007 وهذه الفئة الطلابية تطالب بمجموعة من الحقوق البسيطة،(كتجهيز قاعات التدريب،قاعة العروض،قاعة التنشيط…)،إلا أن إدارة المعهد واجهت الطلبة الدين تعتبرهم “مشاغبين ومحرضين”بتجميد أنشطتهم الدراسية  والانتقام منهم في  التنقيط وطرد  آخرين.

تأسس المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ( ISADAC) سنة1985 ،ويتضمن مجموعة من التخصصات :(التمثيل، التنشيط الثقافي، تقنيات الإخراج، فن تصوير المشاهد أو المناظر.)،يتم انتقاء المرشحين/ بعد دراسة ملفاتهم وتكثيف مباريات التأهل في التطبيقي والشفوي، وتستغرق مدة التكوين أربع سنوات ليحصل المتخرج على دبلوم في إحدى التخصصات السالفة الذكر.إن إدارة المعهد التي تعمل تحت وصاية وزارة الثقافة  تنهج سياسة التهميش والإقصاء  كآلية لحرمان وإغلاق أبواب المعهد في وجه مجموعة من الشباب/آت دوي الميول الفنية والثقافية،بلغ عدد الطلبة الدين يدرسون بهذه المؤسسة 85 طالبا وطالبة، مسجلين بمختلف التخصصات وينحدرون من أصول اجتماعية فقيرة عبر أرجاء المغرب ،بعدما اختار أبناء الأثرياء تكوينهم بالمدارس الأوروبية  والأمريكية  في  تخصصات التمثيل وفن السينما وغيرها لضمان نجاحهم  دخول الأسواق الفنية. يعاني طلبة ISADAC  من غياب الظروف والحاجيات التي ستسمح لهم بتحصيل تكوين جيد ،بعد تخرجهم يطاردهم شبح البطالة و يعيشون هشاشة شغل طويلة الأمد  ،لهذا ارتؤ منذ بداية الموسم الدراسي2012/2013 على تسيطر ملف مطلبي يضم المطالب التالية:

1-   الحق في المنحة لجميع طلبة المعهد بدون استثناء.

2-    تغيير إدارة المعهد المتنكرة للمطالب المشروعة لطلبة المعهد،والمستبدة في رأيها.

3-   تجهيز قاعات المعهد بالوسائل اللوجستيكية الضرورية في التكوين .

4-   الحق في السكن لكافة طلبة المعهد باعتبارهم ينحدرون من مناطق بعيدة عن دويهم.

5-   فتح مقصف المعهد بأثمان مناسبة

6-    ضمان تكوين جيد، و توفير اطر كفئة ومتخصصة في مجال الفن المسرحي والتنشيط الثقافي.

7-   الحق في التطبيب لجميع طلبة المعهد.

تعتبر هذه اللائحة من المطالب أولية وأساسية لدى طلبة المعهد، فبدونها لا يمكن الحديث عن تقدم الفن المسرحي والتنشيط الثقافي في المغرب،لهذا نظموا /ن أشكال احتجاجية إبداعية رافضين الإقصاء والتهميش من طرف إدارة المعهد ووزارة الثقافة المتفننتين في تقديم الوعود الزائفة لكسر نضالاتهم،فكم من مرة اعتصموا أمام مبنى إدارة المعهد،وكم من مسرحية تراجيدية وكوميدية عبروا فيها عن معاناتهم أمام وزارة الثقافة (وقفة  يوم 18/01/2013 التي طلبوا فيها بإنصافهم ورفع التهميش عنهم).

فادا كان النظام المغربي التابع لدوائر الامبريالية العالمية يتغنى “بالمشاريع الكبرى”(القطار الفائق السرعة TGV الدي سيمول عن طريق المديونية الخارجية وهبات مشروطة  ب 20مليار درهم ستستخلص من جيوب المواطنين بطرق مباشرة وغير مباشرة)  و ميناء طنجة المتوسطي الدي سيشكل معبرا أساسيا لتهريب ثروات البلاد،… فهذه السياسة النيوليبرالية والتقشفية المفروضة من طرف المؤسسات المالية أفقدت لبلادنا السيادة في قراراته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، إن هذا يتجلى في تقليص ميزانيات القطاعات الاجتماعية والثقافية، فبرسم القانون المالي لسنة 2013 لم تبلغ الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة سوى اقل من 1%  حوالي 571 مليون درهم،أغلبها يصرف  في الأشياء التافهة مع إهمال البنيات التحثية الثقافية(مراكز ثقافية،معاهد الفنون الجميلة،معاهد الموسيقى…)

 تتضح السياسة الليبرالية لدولة المغربية في المجال الثقافي  من خلال  تشجيع الخوصصة   ورهن القطاع الثقافي للشركات الخاصة ،استناد إلى قاعدة “فقهاء ” المؤسسات  المالية الكبرى الذين يقولون:” يجب على الثقافة أن تتحول إلى مصدر من مصادر خلق الثروة“.فرسالة طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي “رسالة الفن ضد الإقصاء والتهميش”،رسالة قوية إلى المسوؤلين الفاسدين والمستبدين  المتربعين على كراسي إدارة المعهد و وزارة الثقافة ،إنها في الحقيقة رسالة أعمق للذين يتخوفون من رسالة الفن.

زر الذهاب إلى الأعلى