بيانات وتقارير

أطاك المغرب مجموعة ورزازات: التعليم العمومي في خطر محدق

أطاك المغرب                                                                                                      ورزازات في 05 أكتوبر 2017

عضو الشبكة الدولية للجنة

من أجل إلغاء الديون غير الشرعية

مجموعة ورزازات

بيان

التعليم العمومي في خطر محدق

مع كل دخول مدرسي جديد تتفاقم أزمة التعليم و يَكتوي المُدرسون والمُدرسات والتلاميذ بنيران التقشف وتقليص الميزانية. ولحل المشاكل الناتجة عن هكذا سياسة يلجأ المسؤولون الى حجب تدمير المدرسة العمومية بإجراءات خادعة.

نسجل في  المجموعة المحلية لأطاك المغرب بورزازات أثناء تتبعنا للوضع التعليمي بالإقليم – الذي يتسم بمستوى جد بالغ من التردي والهشاشة، على جميع الأصعدة- اكتظاظا للتلاميذ بالفصول الدراسية يصل ببعض المؤسسات إلى 51 متعلما في القسم (مدرسة القدس بحي أيت كطيف/مستوى الأول ابتدائي كنموذج)، بنى تحتية مهترئة ومتقادمة، داخليات ودور إيواء غير صالحة أو تفوق طاقتها الاستيعابية بكثير(ثانوية مولاي الطاهر بن عبد الكريم/سكورة، كنموذج)، خصاص في المدرسين وأطر الإدارة (ثانوية ابن الهيثم التقنية بدون حراس عامين)، وامتناع عن تعويض المرضى منهم، وحرمان نسبة مهمة من طلاب الإقليم من المنح الجامعية والدراسية كما الحال بباقي مناطق المغرب العميق..

وتغطية على هذا النزيف النوعي الذي قد تنتج عنه نضالات لضحايا تدمير المدرسة العمومية، عمدت الدولة إلى نهج سياسة استباقية قائمة على تحميل المسؤولية للضحايا (زيارات وزارية للإقليم، ولجان تفتيش نيابية، وحملات تحريضية ضد الشغيلة التعليمية، التلويح بالإعفاء في حق موظفي وموظفات التعليم، التركيز على بعض الحالات المعزولة الهامشية وإصدار بلاغات بشأنها..)، سياسة قائمة على خداع الأسر الفقيرة بوجود نية حقيقية لدى الدولة في إصلاح التعليم (صباغة واجهات بعض المؤسسات التعليمية، ترميم المقاعد، فرض البذلة على التلاميذ والأساتذة..). وهي إجراءات مصحوبة بحملات إعلامية نوعية غير مسبوقة لتوجيه الأنظار إلى الجوانب الشكلية عوض الجوهر. إنها سياسة ظاهرها مصلحة التلاميذ وجوهرها كذب ونفاق، لأنهم يتحاشون الحديث عن مستوى التحصيل لدى التلاميذ، وعن المناهج والمقررات والاكتظاظ والأقسام المشتركة  الخ… إنهم يحاولون إخفاء حقيقة أضحت جلية.

المشكل ناتج عن تقليص الإنفاق على التعليم،  والتدرج في التخلص من مبدأ عمومية الخدمة التعليمية بجعلها سلعة تباع وتشترى وفق منطق السوق، عبر تشجيع القطاع الخاص و توفير اليد العاملة له .

إننا في المجموعة المحلية لأطاك المغرب بورزازات، نعتبر أن ما تتعرض له المدرسة العمومية بالإقليم كما بباقي مناطق المغرب، هو نتيجة لسياسة واعية ترمي إلى الاستمرار في إفراغ التعليم مما تبقى من طابعه العمومي تمهيدا لبيعه للخواص من أغنياء البلد والشركات الأجنبية (انصياعا لإملاءات المؤسسات المالية الأجنبية كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية)، وتحويل شغيلته إلى فئات مشتتة غير قادرة على توحيد كلمتها للنضال والرد على الهجوم الشامل وحماية مكتسباتها التي  يتم الإجهاز عليها واحدة تلو الأخرى، بدءا بتدمير أنظمة التقاعد وضرب صندوق دعم المواد الاستهلاكية الأساسية، والإعداد لنظام ترقي جديد يعتمد التنقيط و المردودية، والإجهاز على الحريات النقابية والحق في الإضراب، وصولا إلى إدخال الهشاشة في التشغيل وفرض العمل بالعقدة دون تمتيع المتعاقدين بالحق في تكوين حقيقي يساعدهم على انجاز مهامهم على أكمل وجه.

إننا في المجموعة المحلية لأطاك المغرب بورزازات نؤكد دون تردد أن الرد على الهجوم أمر ممكن، وذلك عندما يعي كل المعنيين بالمدرسة العمومية – أساتذة، آباء، أمهات، طلبة، طالبات وساكنة –  حقيقة الخطر المحذق، ويوحدوا صفوفهم في نضال جماعي مشترك ولا هوادة فيه، هذا النضال الوحدوي المسير ديموقراطيا والكفاحي هو السبيل الوحيد الكفيل بإرغام دولة الأغنياء على  الرضوخ للمطلب الشعبي المتمثل في الحفاظ على المدرسة العمومية كمكسب تاريخي للشعب المغربي، وغير القابل للتفريط، وعلى مكاسب الشغيلة التعليمية بمختلف أسلاكها وفئاتها.

أطاك المغرب

المجموعة المحلية-ورزازات

زر الذهاب إلى الأعلى