مؤتمر اطاك : نداء إلى الشباب
في مؤسسات التعليم يجري تخبيل ممنهج لعقول الأطفال والشباب معا، فالتعليم ينشر الأفكار القدرية والانهزامية، ويبت روح الفردانية في نفوس الشباب. و يسخر من الفعل الجماعي للشعوب ويحملها مسؤوليات تاريخية بسبب خروجها عن طاعة الحكام. المناهج التعليمية تسعى لنزع المصداقية عن كل فعل واعي للشعوب، محتقرة إياه. ولا يجري كل هذا التخبيل إلا بالتوازي مع عمل مؤسسات إعلامية ضخمة مسخرة للنيل من قدرة الشباب النقدية والاعتراضية. الإعلام التابع للدولة في المغرب أداة كذب رسمي ومدح للحاكمين وتزوير الحقائق وتغطية لجرائمهم الاقتصادية المتواصلة، إعلام كهذا مسخر لمن يحكم.
تمارس وصاية مطلقة على قدرات الشباب وطاقاته الجبارة، في النضال والاحتجاج، فتوجه الدولة مسكناتها صوب هذه الشرائح المفعمة بالحيوية والإقدام، حيث تنتشر خرافة برامج تأهيل المعطلين ودمجهم في سوق العمل بعد الإجهاز على الوظيفة العمومية، في مقابل محاصرة تنظيماتهم المكافحة، وقمع أصواتهم في الشارع، كذلك يجري تدمير المدرسة العمومية بعد تطبيق ما سمي “الميثاق الوطني للتربية والتكوين” ، وملاحقه من القوانين والمخططات الاستعجالية…إن خوف الدول الاستبدادية من طاقات الشباب الكامنة يدفعها إلى استباق الغضب بتخدير أجيال بخرافات على المدى الطويل…فالقمع وحده لا يكفي.
الشباب دائما في مقدمة التضحيات و النضال…
البوعزيزي الشاب التونسي من مواليد 29 مارس 1984، وخالد سعيد في مصر من مواليد 27 يناير 1982 و في سوريا كان انتفاضة حماة التي فجرها مقتل الطفل حمزة الخطيب المزداد في 24 أكتوبر سنة 1997 كذلك تنعت حركة 20 فبراير بكونها حركة شباب. هذه هي السمة الأبرز لأي شكل احتجاجي في المغرب أو في أي قطر أخر.
البوعزيزي أحرق نفسه احتجاجا على المس بكرامته والنيل من مصدر رزقه الوحيد، عربة سلع. وخالد سعيد مات في مخافر شرطة مباحث أمن الدولة تحت التعذيب، وهو ذات مصير الطفل حمزة الخطيب الذي ألهب شعبا بكامله للانتفاض ضد السفاح بشار الأسد في مدينة حماة لتنتشر الثورة في كل البلد.
لقد مثل الشباب خزان القوى المندفعة إلى النضال في السيرورة الجماهيرية التي شهدتها منطقتنا، مبينا عن عزيمة لا تلين، أتت بعض أكلها و هي بلا شك سائرة إلى المزيد بعد الصعود من هاوية الردة الراهنة.
مؤتمر أطاك نداء إلى الشباب بالتسلح الفكري و الثقافي المناهض للخنوع و الاستسلام
إن دينامية الشباب الواعد تحتاج إلى أشكال تسليح فكري وثقافي مناهض لما هو كائن ومختلف عن ما هو سائد ومشوه للنضال. فثقافة النضال التي تدافع عنها جمعية اطاك المغرب مناهضة للسياسات النيوليبرالية وما يترتب عنها من تدمير للمدرسة العمومية ومصادرة القوت اليومي للناس وبيع القطاعات الاجتماعية لأصحاب الشركات، إننا ندافع عن تثقيف شعبي من أسفل متجه إلى الفعل، بمعنى أننا نسعى إلى تكوين أجيال شابة وطلائع مناضلة قادرة على النضال الواعي.
يعبر الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة عن رفض و اشمئزاز من الواقع البئيس بمختلف تجلياته، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهذا شعور سليم لكنه غير كاف. لا يكفي أن نسخر من الواقع ومن المسؤولين على ترديه بتعليقات وملاحظات. المطلوب إدراك أسباب قبح الواقع العميقة، واستجلاء سبل تغييره وجعله مستوفيا أسباب حياة لائقة كريمة تتيح تفتح الطاقات المبدعة، وأجواء سعادة للجميع.
هذا الإدراك وذاك الاستجلاء هما ما تسعى جمعية اطاك المغرب إلى الإسهام في تنميته، مادتا يدها لكل تواق إلى الفكاك من قيود الرأسمالية والتوجه صوب مستقبل الحرية والمساواة.
إننا ندعو الشباب إلى الانفتاح على أدب جمعية أطاك المغرب والتعرف على منشوراتنا المناهضة للرأسمالية ومواقفنا الرافضة لخيارات الدولة الاقتصادية والسياسية، إن مؤتمرنا السادس محطة تنظيمية تحاول تقديم إجابات وبدائل شعبية و فهم أعمق لمشاكلنا وسبل حلها الجماعي .
مختار و حسن
من شباب أطاك المغرب