سكان جبال موسكر بايت عبدي اقليم ازيلال: يموتون من شدة الفقرو البرد
يوم 08 يناير2015 أقدم احد الداووير المعزولة عن عالم الإنسان والوجود في احد جبال ازيلال على الانتفاض ضد الحكرة والإقصاء الاجتماعي من كل الخدمات العمومية ،فهؤلاء السكان( الدوار) مطوقون بكثبان ثلجية وبرد قارس في ظل شعارات دولة الأغنياء ،الأطفال منقطعون عن الدراسة ،النساء الحوامل يعشون الم الحمل في غياب المعونة الطبية والأطعمة،لا تدفئة، مباني الأقسام تتساقط على روؤس التلاميذ، الاساتدة محاصرون، الحطب كالذهب يبيعه حراس الغابة للمقربين ودوي النفوذ،شيوخ أجسادهم زرقاء بقساوة البرد…
سقط القناع ..سقط القناع..لا تنمية بشرية ولا تنمية العالم القروي، كل المشاريع التي تتغنى الدولة بها في إطار خديعة ما يسمى بالتنمية البشرية كدب وبهتان، الويل لكل مقدمي البرامج الاداعية والتلفازية،ستقفز من قناة إلى أخرى، ستغير عقرب المدياع من اداعة إلى اداعة ،فلن تسمع سوى الحديث عن “عنثرة”، وعن حاشيته.
قرأت الجغرافيا والتاريخ فلم تسعفني كل معارفي على معرفة جغرافية هذه البلاد، وعن موقع جبال بإقليم ازيلال اسمها “جبال موسكر”،ربما مهمشة أصلا في الخريطة ، ولا وجود لها في مقرراتنا الدراسية،لم نسمع عن تاريخها، لم نقرأ عنها في مادة التاريخ ولو سطر. إن جبال موسكربنواحي ايت عبدي احتضنت المقاومة الحنصالية ايام الاستعمار،لم نسمع أن شيوخ جبال موسكر قدموا تضحيات ضد الاستعمار الفرنسي،لم نسمع عن ان مقومي جبال موسكرانهم حملوا البنادق التقليدية وحصارو عساكرالجنرال الليوطي…
ان ساكنة جبال موسكر بايت عبدي بإقليم ازيلال يعانون من الحصار،يعانون من التهميش،ليس حصار الطبيعة التي يمتلك البشر آليات للانتصار عليها والتغلب عليها ،بل من الإقصاء الممنهج،فكم من النساء يلدن أطفالهن في هدا البرد القارس ؟ فكم من رضيع لم يرى الحياة وتوفي نتيجة عدم وجود الحليب واللباس ؟فكم من طفل تغيب عن الدراسة لان وسيلة النقل المدرسي منعدمة؟ فكم من وفلاح مدوم عامل لا رغيف له؟..
فساكنة ايت عبدي وجبالها الشامخة شاهدة على مقاومة الاستعمار بقيادة ايت اوحنصال خلال سنوات 1915 إلى 1925،قدموا أرواحهم من اجل حرية جبال الأطلس ،من اجل جمال طبيعة جبال الأطلس ،من اجل خرير المياه في أوديتها..من اجل الحياة البعيدة عن الضوضاء وضجيج الأقوياء.
شيخ يفارق الحياة في صمت !
اهتزت جبال موسكر بايت عبدي نتيجة مفارقة شيخ للحياة لان الثلوج حصارته في مستنقع لا طريق معبدة نحو دواره ، تراكمت الثلوج على رأسه وفارق الحياة، ليس هناك منقذ للأرواح في هذه الجبال المعزولة، كل الطائرات والمروحيات التي يتحدثون عنها في الراديوهات مركونة في مأرب القصور ،مركونة في ساحات الثكنات العسكرية،مركونة في ساحات القصور.
لكن، لا باس. لمادا تم محاصرات دوار ايت شريبو التابع لجماعة ايت ووازيغت خلال الصيف المنصرم عندما احتجوا سكانها على عدم وجود المياه في بلاد تزغر بالمياه؟
الم تأتي المروحية كصوت البرق أنداك لقمع احتجاجهم في وضيحة النهار ؟ أليست تلك المروحية العسكرية تراقب الدوار والمعتصمين ليلا ونهارا؟ الم تزرع المروحية العسكرية أنداك الرعب في النساء والأطفال؟ إن كل أشكال التهميش مقصودة،نعم هناك أنواع من الهليكوبترات والطائرات والقطارات لكن ليس من اجلنا.
نعم ايت عبدي فاقدت احد شيوخ المقاومة ليس بسب غضب الطبيعة وإنما لعدم وجود بنيات تحتية حقيقية تحمي المواطنيين/ات وتفك عنهم العزلة.
نعم مات الشيخ وجاءت المروحية وحملت الجثة !!
فأين المنقذ؟ !
بقلم :خسن اكرويض(اطاك المغرب)