رسالة نضالية من اللجنة الوطنية لنساء أطاك المغرب لنساء الريف المناضلات:
أحكامهم المستبدة لن تقهرنا ولن توقف الحراك الشعبي السلمي بالريف
يوم الثلاثاء 26يونيو 2018 الحالك ، نطق قضاء الاستبداد بأحكام جائرة في حق الأزواج والأبناء و الأشقاء الذين أبانوا عن صمودهم وثبات موقفهم المدافع عن شعار: الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية بين الذكور والاناث في الريف وكل الوطن
سقط القناع عن وجه الديمقراطية الزائفة المتغنى بها وانكشفت حقيقة قضاء وعدالة الاغنياء وكشر الاستبداد على أسنان الفساد المتجذرة في دواليب السلطة : في قاعة المحكمة بالدارالبيضاء اتضحت معالم الظلم والحكرة (الاحتقار والاهانة)بشرعية القضاء والقانون المزعوم بشكل جلي، والذي تلغى معه كل زيف النقاشات الجارية حول الانتقال الديمقراطي المزعوم.
إن ما حدث في الثلاثاء الأسود هو استمرار لسنوات ما سمي “بالجمر والرصاص “يعيشها الشعب المغربي المطحون بسياسات نيوليبرالية تعمق الفقرو التهميش، وتفضي بكل معارض لها إلى الزج في السجون. وقد كان أبطال الريف جزء من المغاربة الذين رفضوا سياسة الطحن النيولبرالية، فمنذ بداية الحراك الشعبي السلمي بالريف والجميع ينوه بالمشاركة الفعالة لكل الأهالي رجالا ونساء وحتى أطفالا ، هذا الحراك الذي عرف تغطيات إعلامية عالمية واسعة، وفي المقابل سخرت قوى المستبد جميع الوسائل للتشويه والهجوم والتنكيل به، ليخلص في محاولته البئيسة، لإسكات صوت أحرار الريف إلى اعتقال أزيد من 500 شاب، وليدون بذلك الإستبداد تاريخا ووصم عار على جبين الحاكمين.
عاش المعتقلين وراء القضبان معاناة تقاسمتها وإياهم عائلاتهم وذويهم: أسر عانت الام الفراق، و معاناة السفر، المادية و الجسدية.
كنا كنساء مناضلات، وربات بيوت، وعاملات، مفتخرات بما تقدمه المرأة الريفية في الشوارع بأشكال نضالية، عبرتن بواسطتها عن رغبتكن في محاسبة الفاسدين وتأمين خدمات عمومية للريف الأبي.
شاهدنا وبكل غيظ كل الهجوم الذي شنته قوى القمع لإسكاتكن، وإرجاعكن لوراء أبواب منازلكن، لكنكن عبرتن منذ البدء عن تلاحم وتضامن مع قضية الشهيد محسن فكري الذي طحنته الدولة مع النفايات، وبعدها قضية الحرية والعدالة الاجتماعية في كامل الريف.
تحدثنا وبكل ثقة على قدرتكن على الدفاع على مطلب بناء مدارس وجامعات ومستشفيات عمومية لأننا نحن النساء دائما نعاني ويلات خوصصة المرافق والخدمات العمومية : فكم من واحدة منا عاينت نساء من عائلاتها وهي تفترش أرض المستوصفات(إن وجدت) للإنجاب وكم من أخت لنا وابن عمة منعت من استكمال دراستها لعدم وجود مؤسسات تعليمية عمومية من إعداديات وثانويات وجامعات في مداشرنا ودواويرنا المهمشة والمقصية .
استخلصنا منكن دروس الصمود والكفاح لاستمراركن في الميادين والشوارع والفضاءات العمومية رغم حملات الاعتقال والتهديدات التي طالتكن بمعية باقي الأهالي في الريف، أنتن رموز الحراك السلمي الذي سيظل مسجلا بمداد الفخر في تاريخ الحركات الجماهيرية الشعبية المناضلة، وسيشيد بأدواركن فكل واحدة منكن تستحق أن تدرس كشخصية مقاومة تركت بصماتها في تاريخ الإنسانية كمناضلة مساهمة في التغيير وناشدة لغد أفضل..
لم نصدم لعلمنا المسبق بطبيعة الإستبداد، لكن تألمنا لآلامكن، ودرفنا الدمع، لما سمعنا أحكامهم الجائرة، لكننا صرخنا بأعالي صوتنا معكن لما تشبتن رفقة باقي أفراد عائلات المعتقلين بشعار: “الموت ولا المذلة” فأنتن لنا نبراس، وبوصلة توقظ فينا آمال استمرار النضال التي تكبحها مرات ظروفنا القاهرة، وكل ما نتعرض له من عنف واضطهادات متعددة في مجتمعاتنا. ورغم كل هذا و بفضل قوتكن سنظل نقاوم ونجابه ونقطع كل من لسان يقول عن صوتنا بانه عورة فأصواتكن صدحت في كل بقاع الريف معلنة إصرارها على الاستماتة للحصول على الحق في العيش الكريم.
ولأننا كنساء جمعية اطاك معنيات بما ناضلتن لأجله، بل ونعتبر أنفسنا جزء منه، فإننا كنساء مناضلات ومناهضات لسياسات دمرت حقوقنا الإقتصادية و الاجتماعية نبعث لكن ولجميع عائلات المعتقلين بأحر التحايا النضالية المعبرة عن شكرنا لكن، لما قدمتموهن لنا من دروس قد لا نجد مثيلا لها في كتب أو في محاضرات.
أمامنا المزيد مما سنتعلمه من كفاحكن المتواصل. فأنتن النساء الريفيات مفخرة لنا جميعا، وبكن ستشرق شمس المساواة الفعلية، والعدالة الاجتماعية.
كل الدعم لكن ولقضية الريف العادلة والمشروعة، إن رايات الحداد السوداء التي رفعت من فوق منازلكن كشكل احتجاجي راق سيرفع مكانها عما قريب رايات الانتصار والفرح.
إلى ذلك الحين فلنعمل بكل طاقاتنا من أجل ريف و مغرب اخر خال من قيود العبودية والذل واللامساواة والظلم الاجتماعي ، مغرب يضمن لكافة المواطنات والمواطنين الحق في الحرية والكرامة والمساواة وظروف العيش العادل .
دمتن أيقونات نضالية نفخر بها
عاشت نساء الريف…عاش الريف
الحرية لكافة المعتقلين
اللجنة النسائية الوطنية لأطاك المغرب