سكان سيدي بيبي يدفعون ثمن سياسة الدولة الإقصائية في السكن.
تقرير حول اللقاء التواصلي لضحايا الهدم و الاعتقال بسيدي بيبي-بمنطقة شتوكة أيت باها.
دعت الجمعية المغربية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان- فرع أكادير للقاء تواصلي مع ضحايا الهدم و الاعتقال بجماعة سيدي بيبي ، بإقليم شتوكة أيت باها. نظم هذا اللقاء بمقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل اليوم 18 أكتوبر 2016 على الساعة الرابعة مساء.و تجدر الإشارة إلى أن احتجاجات السكان ضحايا الهدم تعود ليوم الأربعاء 12 اكتوبر 2016، حيت تم استقدام جحافل من شتى أنواع القمع لتنفيذ عملية الهدم بالقوة و قمع الأشكال الاحتجاجية للسكان المدافعين عن منازلهم وأسفر التدخل عن اعتقال 14 شخص ضمنهم تلاميذ.
و لقد حضر هذا اللقاء مجموعة من الهيئات السياسية و الجمعوية، وبلغ الحضور حوالي المئة، يتشكل أغلبهم من أسر المعتقلين وضحايا الهدم و المتضامنين من السكان،و شكلت النساء ما يقرب نصف الحضور خلال هذا اللقاء.
افتتح عضو المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأكادير هذا اللقاء، و ذكر بأن الهدف منه هو تشكيل لجنة تضامن مع السكان و مؤزارة المعتقلين والتعريف الإعلامي بملف السكن في المنطقة وما يشوبه من تلاعبات وخروقات تتحمل فيه السلطة كامل المسؤولية ، كما أكد عضو المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان على أن ضحايا الهدم هم السكان المهمشون و الفقراء وخاصة العمال الزراعيين بالمنطقة الذين يقترضون من أجل بناء مساكن لا تتجاوز في مساحتها 60 متر مربع، وأن السلطة لم تتحمل مسؤوليتها في إخراج تصميم التهيئة السكنية.
تبين احتجاجات الساكنة بسيدي بيبي وجل الاحتجاجات التي تعرفها جل مناطق بالمغرب من أجل السكن طبيعة السياسة اللاجتماعية للدولة التي تترك لوبي العقار يسيطر على الأراضي التي يتم تفويتها من أجل الاستثمارات الخاصة.
وعرف اللقاء شهادات عرت زيف دعاية السلطات التي تتهم السكان بارتكاب أعمال الشغب، وعرفت بألاشكال الاحتجاجية السلمية التي قام بها السكان للدفاع عن حقهم في السكن و بينت شهادات أخرى الخروقات التي كان يقوم بها أعوان السلطة وكيف كانوا يتلاعبون ويستغلون السكان من أجل غض الطرف عن أعمال البناء مستغلين بذلك نفوذهم. ركزت جل الشهادات على التماطل الذي تمارسه السلطة المحلية في التعامل مع طلب رخص البناء و التصاميم التي كان يقدموها السكان، مساهمين بذلك في حرمانهم من حقهم المشروع في سكن يحفظ كرامتهم. وأمام تلاعبات السلطة و الحرمان الذي يعيشها هؤلاء السكان قاموا ببناء مساكنهم كحق مشروع وبدل تزويد هذه المساكن بمرافق الصرف الصحي و توفير مدارس للأطفال و مستشفيات ، أقدمت السلطة على هدم مساكنهم التي شيدت بتضحيات كبيرة خاصة وأن هاته الأسر تعيش الفقر و غالبيتها لا تتوفر على دخل قار. وأفادت شهادة سيدة ، التي كانت بمثابة صرخة غاضبة قوية تبين الظلم و الإقصاء الذي يعيشه الفقراء، هذه السيدة التي اتهمت السلطة بما آلت إليه أوضاع السكان الذين أصبحوا يبثون في العراء وأكدت بكل عزم وقوة على مشروعية و سلمية احتجاجهم، وشجبت هذه السيدة الظلم والجرائم التي اقترفتها السلطة يوم 12 أكتوبر 2016 و التي راح ضحيتها أبناؤها الثلاثة الذي يوجدون رهن الاعتقال. و كشف هذا اللقاء أيضا المعاناة التي تعاني منها النساء وهن المحرومات من السكن مع أسرهن و كما يحرم أبنائهن من التمدرس، كما أكدت شهادة أخرى لسيدة حرمت ابنتها من مواصلة دراستها بسب رفض مدير المدرسة تسجيل ابنتها بالمستوى الرابع ابتدائي بمبرر الاكتظاظ.
و اختتم اللقاء بتشكيل لجنة تضامن مشكلة من هيئات حقوقية وحزبية وجمعوية لمؤازرة الضحايا و التضامن مع المعتقلين وتنظيم أشكال احتجاجية لفك الحصار عن منطقة سيدي بيبي بإقليم شتوكة أيت باها ودعم حق السكان في سكن لائق يضمن كرامتهم.
فاطمة الزهراء البلغيتي
أطاك المغرب، مجموعة انزكان
18 أكتوبر 2016