النساءبيانات وتقارير

تقرير حول أشغال ندوة عمالية بورزازات بمناسبة يوم الثامن من مارس

1)-صرخة عاملات نظافة يشتغلن بالمؤسسات التعليمية (شهادات):

“نحن نتقاضى أجرة لا تزيد عن 1000 درهم، مقابل أربع ساعات عمل وأكثر، أي دون الحد الأدنى للأجور بكثير. نواجه أهوال غلاء المعيشة والكراء .. وبيننا أرامل ومطلقات يـُعِلْـنَ أطفالا. لم نصل حتى عشرة دراهم في الساعة (30 درهم في اليوم). العطل المدرسية غير مؤدى عنها رغم ساعات العمل المجانية خلال شهر يوليوز غير المحتسب في الأجرة وفي العمل بقطاع التعليم. وأم المظالم هي تأخر الأجرة. مثلا، لم نتقاض أجرة شتنبر حتى آخر أكتوبر.

أسسنا مكتبا نقابيا ينضوي تحت لواء الك.د.ش، التي تدخلت ودافعت عنا. قبل دخول النقابة لم تكن لنا كرامة. وبفضل التدخل الفعال للنقابة لصالحنا سادنا إحساس باسترجاعنا الكرامة الضائعة. [مكانتش عندنا الكلمة]، لم تكن تُعْطانا الكلمة للتعبير عن الرأي، ولا نجد من ينصت إلينا. نحن نسترجع حريتنا بفضل احتفائكم بنا بهذه المناسبة (08 مارس).

لقد حرمنا من كل الحقوق بذريعة انخراطنا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، إذ جرى استبعادنا من حق التغطية الصحية (لامو) ومن حق المنحة الجامعية لأبنائنا، دون أي مقابل نستفيده من انخراطنا بذلك الصندوق. فالمشغل لا يصرح سوى بعشرة أيام من مدة عملنا الشهري، بذريعة كوننا لا نشتغل سوى أربع ساعات في اليوم وهي غير كافية لحصول تصريح بكامل الأيام. هكذا ترفض ملفاتنا الطبية فلا نعوض عن التطبيب والعلاج، علما أننا كذلك لا نتلقى أي تعويض عن الأبناء مثل بقية القطاعات. إننا محرومات من كل شيء، ونشكركم على هذه الالتفاتة وعلى اتاحة الفرصة لنا للتعبير عما نعانيه من ظلم”

عقب هذه الشهادات صرح مسير الندوة أن هؤلاء النسوة لم يكُنَّ يَلْقَيْنَ معاملة حسنة عند زيارتهن لمفتشية الشغل، فيبقَيْنَ واقفات دون توفير حتى كراسي للجلوس، إلى أن تدخلت النقابة وفرضت حضور المشغل وجلوسه للتفاوض.

2)-شهادة أستاذة بالتعليم الأولي (مقتضبة):

” نحن نشتغل مربيات بالتعليم الأولي، لكن الوزارة الوصية على القطاع تتنصل من واجباتها تجاهنا، وتلقي بنا بين أحضان جمعيات الوساطة، كي تتهرب من مسؤوليتها وتتركنا ضحية العمل الهش. وبهذه المناسبة ندعو كل الإطارات المناضلة الى تبني قضيتنا والدفاع عنها، كما ندعو كل المربين والمربيات إلى تجسيد مبدأ الوحدة والتضامن على أرض الواقع”

[جرى تأسيس مكتب نقابي لهذه الفئة في سياق توسع تنظيمي ملحوظ تشهده الك.د.ش مؤخرا]

3)-كلمة مقتضبة لمناضل نقابي بقطاع النظافة [التدبير المفوض /البلدية).

“هناك مجهود كبير تبذله نقابة الك.د.ش بورزازات خلال السنتيــن الأخيرتيــن، والرفيق الكاتب الإقليمي للاتحاد الكونفدرالي المحلي حاضر إلى جانبنا دائما، في الوقفات وفي كتابة كل ما نريد كتابته، وفي مختلف معاركنا التي حركت ما كان راكدا. فنحن الذين نشَغِّلُ مفتشية الشغل”

[نقابة عمال النظافة تأسست منذ سنوات وخاضت إضرابات ونظمت وقفات عديدة دَفْعا للظلم]

كان ما ورد أعلاه جانبا من أشغال الندوة المشتركة لكل من نقابة ك.د.ش بورززات، والمكتب الجهوي درعة تافيلالت لفدرالية رابطة حقوق النساء، المنظمة يوم السبت 08 مارس 2025 بقاعة غرفة الصناعة والتجارة والخدمات، بحضور مهم للنساء العاملات والموظفات من مختلف القطاعات، حيث قُـدِّمَ عرضان مفصلان كأرضية. وقد شهدت الندوة نقاشا غنيا بمشاركة فاعلين سياسيين، جمعويين ونقابيين، استُهِلَّ في بداية الندوة بإلقاء ضوء على أصل 08 مارس، الذي يعود الى 1908، عندما خاضت نساء عاملات بقطاع النسيج بنيويورك الأمريكية اضرابا ووقفات احتجاجية دفاعا عن مطالبهن، فتعرضن للاضطهاد والقتل، ما حدا بمناضلات اشتراكيات الى الدعوة لجعل هذا اليوم يوما للنضال لأجل حقوق نساء الطبقات الشعبية بكل بقاع العالم.

كانت الندوة مناسبة لاستعراض كافة أشكال العنف الاقتصادي والجنسي والأسري الذي أضحت نساء الطبقات الشعبية عرضة له في الوقت الحاضر. والحديث كذلك عن الاضطهاد الخاص بالنساء وحدهن (دون الذكور) بسبب جنسهن، تكريسا للماضي الثقافي الموروث عن القرون الغابرة، ومناسبة كذلك للحديث عن حرمان النساء من الوصول الى الموارد، خاصة الأرض والماء، اللذين قد يكونان بمتناول الذكور دون الاناث، مما يكرس بقاء هؤلاء النسوة تحت سيطرة المجتمع الذكوري/البطريركي، وتحت سطوة التبعية الاقتصادية.

4)-مساهمة فعالة للنساء في نضال الشغيلة بورزازات

 لم يَــفـُت بعض المتدخلين التذكير بأن أبرز التجارب النقابية الكفاحية التي شهدتها ورزازات كانت قاعتها الصلبة والعريضة من النساء، خاصة نضالات قطاع الفنادق الغنية عن التعريف [دون اغفال الكفاح البطولي لضحايا القروض الصغرى وأغلبهن نساء] وبكلمة موجزة، كانت مدينة ورزازات تغلي، خاصة سنة 2011: مسيرات تجوب شوارع المدينة أركانها الأساس: عمال وعاملات الفنادق، نساء حركة ضحايا القروض الصغرى، ثم رجال ونساء حركة 20 فبراير.

بهذا السياق نالت نساء المنطقة نصيبهن من الحصيلة المرة لسياسة الخصخصة والتدبير المفوض، إذ تفوت الدولة “المارشي” للمقاول كي يستفيد، عن طريق فرض العمل الهش على ضحاياه من النساء والرجال، في وقت شهد فيه الأداء النضالي للنقابات وضمنها الك.د.ش تراجعا كبيرا، محليا ووطنيا، حسب أحد المتدخلين في الندوة، الذي أشار الى أن من بين المهام النقابية خلق خلية لاستقبال النساء ضحايا العنف الاقتصادي والاجتماعي وغيره..

5)-على سبيل الختم

تجذر الإشارة في الأخير إلى التوسع التنظيمي للكدش مؤخرا، بمشاركة نسائية مهمة، وسيرها الحثيث لاستعادة عافيتها بعد حملات قمع متكررة، من اعتقالات ومحاكمات وسجون بحق النقابيين، الذين حوكم عدد منهم بالفصل 288 من القانون الجنائي (عمال فندق دار الضيف وعمال منجم بوازار وغيرهم). كما أن انخراط النساء المنظِّفات بالنقابة علامة على تقدم وعيهن، كيف لا وضمنهن نساء حاصلات على باك+2 وباك+3 وربما حاصلات على شهادة الاجازة، في ظل بطالة جماهيرية نسبة الاناث فيها ضِعْــفُ نسبة الذكور.

بقلم: حكيم حلاوة-عضو جمعية أطاك المغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى