في اطار متابعتها لجزء من المشاكل الاجتماعية التي يعانيها سكان البيضاء و التي عمقتها جائحة كورونا و الازمة الاجتماعية و الاقتصادية التي تلتها قامت المجموعة المحلية لاطاك المغرب بزيارة تضامنية مع سكان درب مولاي الشريف ضحايا الانهيارات الأخيرة للمنازل.
وكان سكان درب مولاي الشريف وهو احد أقدم الاحياء الشعبية بالعاصمة قد شهد سقوط بعض المنازل بداية شهر يناير الماضي بعد تهاطل امطار غزيرة و كذلك بسبب الإهمال الذي تعرضت له مساكنهم القديمة. و قد تسببت هذه الاحداث في سقوط 3 قتلى من عائلة واحدة و العديد من الجرحى. وقد وقف أعضاء الجمعية خلال زيارتهم الأخيرة الأسبوع الماضي على حجم الخسائر و الاضرار التي اصابت العديد من المساكن بالإضافة الى معاناة سكان الحي المادية و النفسية.
اضطر العديد من السكان سواء من انهارت منازلهم فعليا أو من توشك على الانهيار إلى ترك منازلهم والبحث عن حلول فردية لإيواء عائلاتهم سواء عند الأقارب او اكتراء مساكن جديدة بأثمان تصل إلى 10 اضعاف سومة الكراء التي كانوا يؤدونها في مساكنهم الاصلية. و قد فاقمت هذه الاحداث من الوضعية المزرية للسكان الذي لا يتوفر اغلبهم على عمل قار و تبقى مداخيلهم محدودة لا تتحمل تلك المصاريف الإضافية : البحث عن سكن جديد و التنقل لتمكين اطفالهم من متابعة دراستهم في درب مولاي الشريف في انتظار انتهاء الموسم الدراسي.
في حين قرر قسم آخر، خاصة أرباب الأسر، المخاطرة بحياتهم و البقاء في تلك المساكن خوفا أن تقوم السلطات بغلق منافذها و حرمانهم من إمكانية الرجوع اليها أو المطالبة بأي تعويض عن فقدانها.
و قد عبر السكان عن استيائهم من المقاربة الأمنية التي تنتهجها السلطات في التعاطي مع ملفهم حيث ترابط سيارات الشرطة في منافذ الازقة التي تضم منازل آيلة للسقوط و الأخرى التي انهارت كما تقوم السلطات بغلق أبواب المنازل بالآجور و الاسمنت بمجرد أن يغادروها هلعا. كما اكدوا على مطلبهم الأساسي و هو سكن يحفظ كرامتهم و كرامة أطفالهم.
أمام المعطيات الميدانية، اننا في جمعية اطاك المغرب مجموعة البيضاء نعلن مايلي:
– نندد بالمقاربة المتبعة من طرف السلطات لمعالجة هذا الملف منذ سنة 2012 حيث ثم استصدار قرار بإفراغ المنازل ثم الهدم في 2017 دون اقتراح اية بدائل لمساعدة السكان سواء لترميم هذه البنايات من أجل تفادي انهيارها أو مساعدتهم للحصول على مساكن جديدة.
– كما نعلن تضامننا لا مشروط مع السكان هذا الحي العريق و ذو رمزية تاريخية هامة خاصة في معركة سكان المدينة ضد الاستعمار
– نطالب مجلس المدينة وزارة السكنى وكافة مؤسسات الدولة المسؤولة على الملف للتدخل العاجل و تخصيص ميزانية كافية لحل عادل لهذا الملف و تمكين السكان من حقهم المشروع في سكن لائق . كما نطالب المجلس باعطاء الأولوية للترميم المساكن و حفظ سلامة البيضاويات و البيضاويين في كل الاحياء العتيقة و المنازل المهددة بالانهيار.
– نطالب الجمعيات المحلية و الوطنية للتضامن مع سكان هذا الحي و الضغط على السلطات من أجل تحمل مسؤوليتها في حماية المواطنات و المواطنين و اعتبار حياتهم خطا أحمر
أطاك المغرب مجموعة الدار البيضاء
الدار البيضاء، 23 فبراير 2021