اعتقال وترحيل قسري للناشطة سهام البياح بتواطؤ سلطات الولايات المتحدة الامريكية والدولة المغربية[1]
سهام البياح مغربية الأصل وتقيم في الولايات المتحدة الامريكية منذ 1999، سهام أم عازبة لطفلين، ويبلغ ابن سهام الأكبر 8 سنوات اسمه نسيم حامل للجنسية الأمريكية بينما يبلغ الأصغر ماسينيسا 4 سنوات.
سهام البياح مناضلة حقوقية واجتماعية وسياسية ومنخرطة في النضال حول قضايا تهم الشعبين الأمريكي والمغربي، وقامت في بلاد المهجر بمجموعة من الأنشطة والمبادرات التضامنية للتعريف بقضايا نضال الشعب المغربي حول المطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة والمساواة وكانت من أنشط العناصر في الولايات المتحدة إبان نضالات حركة 20 فبراير في المغرب وقامت في هذا الصدد بتأسيس فرع حركة 20 فبراير في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 2011.
تناضل سهام البياح ضد ما يتعرض له الشعب المغربي من ظلم وقهر في ظل نظام الاستبداد والفساد وعملت على كشف الوجه القمعي وفضح أسطوانة “المغرب بلد ديمقراطي ينعم بالاستقرار”، هذه الصورة المزيفة التي تقوم الدولة بترويجها عن طريق تمثيلياتها الديبلوماسية في الولايات المتحدة الامريكية.
لم تتوقف أنشطة سهام البياح حول التعريف بنضالات الشعب المغربي في الولايات المتحدة الأمريكية وحشد التضامن معها رفقة نشطاء آخرين، حيث أقدمت على تشكيل تنسيقية دعم حراك الريف العادل ومتابعة وضع القمع والخروقات التي ترتكب في حق نشطاء وقادة حراك الريف وشملت أنشطة هذا التضامن الجانب الإعلامي للتعريف بالحراك في الولايات المتحدة الأمريكية والاحتجاج أمام السفارة المغربية في واشنطن وحديقة البيض الأبيض.
إلى جانب معارضتها السياسية للاستبداد في المغرب تدافع سهام وتؤيد الحقوق الفردية وهو ما عبرت عنه في عدة مناسبات في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الندوات بالجامعات.
28 دجنبر 2017، سهام البياح تتعرض للضرب وترحل قسريا إلى المغرب من طرف الشرطة الأمريكية وتسلم مصفدة اليدين والقدمين.
أقدمت إدارة الأمن الداخلي، قسم الهجرة على ترحيل سهام البياح يوم 28 دجنبر 2017 من بلد إقامتها إلى بلدها الأصلي المغرب، وهو ترحيل تعسفي وتم تسليمها للأجهزة الأمنية المغربية في خرق سافر لحقوقها المضمونة بموجب قوانين الهجرة المعمول بها في الولايات المتحدة الأمريكية. وسبق لسهام أن قدمت طلب اللجوء السياسي في هذا البلد الذي أقامت فيه قرابة 20 سنة، وقبل أن يبث القاضي في طلبها بيوم واحد تم الاتصال بسهام من أجل حضورها لمركز الهجرة وهناك جرى توقيفها واعتقالها وإيداعها في السجن مصفدة اليدين والرجلين دون شرح أسباب الاعتقال لها ولا لمحاميها، وتم حجزها لمدة شهرين في ظروف سيئة ولا إنسانية منفصلة عن ابنها نسيم الذي نقل لقسم الأطفال والعائلات، وإزاء هذا الوضع أقدمت سهام على خوض الإضراب عن الطعام لمعرفة أسباب اعتقالها و طيلة هذه الفترة جرى حرمانها من كل أشكال التواصل بما فيها الأوراق والقلم لمنعها من الكتابة.
بفضل جهود العديد من النشطاء وأصدقاء ورفاق سهام ومحاميها وشريكها عرفت قضية اعتقالها وهي أم لطفل يحمل الجنسية الأمريكية تعاطيا واسعا، وشكلت موضع إدانة حقوقية وسياسية قوية في الولايات المتحدة الأمريكية.
رغم حملة التضامن الواسعة مع ما تعرضت له سهام وإدانة قرار ترحيلها القسري بقيت هذه الناشطة الميدانية رهينة الاعتقال حيث تم نقلها من سجن ولاية ماساتشوستس إلى سجن بولاية فرجينيا، ولم تتحسن شروط اعتقالها بل تواصلت معاناتها حتى جاء موعد تنفيذ قرار الترحيل الجائر ونقلها إلى مطار “دولس”. وأثناء نقلها تعرضت سهام للضرب من طرف أعوان الشرطة وتم جرها بالقوة حين رفضت الصعود للطائرة التابعة للخطوط الملكية المغربية. وطيلة رحلتها التي دامت ست ساعات بقيت سهام البياح مقيدة اليدين والرجلين رفقة ثلاثة من أعوان الشرطة، وعند وصولها تم تسليمها من باب الطائرة إلى الشرطة المغربية. أخدت سهام من طرف شخص يبدو أنه تابع للمخابرات المغربية والذي قادها إلى مبنى آخر في المطار ليتم استجوابها من طرف هذا الأخير لمدة ست ساعات دون أن يعرف حتى عن نفسه ولا عن الجهة التي ينتمي إليها.
من أجل حملة تضامن واسعة مع الناشطة سهام البياح.
تواجه سهام البياح اعتداء صارخا على حقوقها كناشطة مقيمة بالولايات المتحدة الامريكية بولاية نيو انغلاند يتمثل في اعتقالها وترحيلها قسريا من طرف سلطات الولايات المتحدة الأمريكية بتواطؤ مع السلطات الأمنية المغربية.
تدفع سهام ثمن نشاطها النضالي التضامني والسياسي. ويبين ما تعرضت له إصرار هذه الناشطة الميدانية على مناهضة الاستبداد والعنصرية والدفاع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في ظل صعود قوى اليمين المتطرف الرجعي متعاونة مع أنظمة غير ديمقراطية تسحق النضالات الشعبية وكل المعارضين لسياساتها. ويجب التأكيد على أن ما لحق بسهام كان عقب تحضيرها رفقة نشطاء آخرين لتقرير يفضح الاعتقال السافر الذي يتعرض له نشطاء حراك الريف وكان سيقدم للأمم المتحدة ومن بعدها سيعرض على الكونغرس الأمريكي للمطالبة بوقف الدعم الأمريكي للنظام السياسي المغربي وأن ينهي مساعداته العسكرية والمالية الآتية من ضرائب الشعب الأمريكي لأنها تستعمل في قمع واعتقال المعارضين في المغرب.
إن جمعية أطاك المغرب تدعو كل منظمات النضال الحقوقية والسياسية والجمعوية في المغرب وخارجه إلى مساندة الناشطة سهام البياح التي تم فصلها بالقوة عن ابنها وتوسيع حملة التضامن معها بفضح كل الخروقات التي تعرضت لها وإدانة الترحيل القسري التعسفي وتنسيق جهود التضامن معها على أوسع نطاق لوقف مأساتها كأم ومناضلة من أجل الحريات الفردية والسياسية ومدافعة عن الديمقراطية.
أعد هذا التقرير استناد إلى المعطيات الواردة في شكاية سهام البياح المقدمة لرئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاريخ 17 يناير 2018[1]
تقرير: فاطمة الزهراء البلغيثي
الكاتبة العامة لجمعية أطاك المغرب