البيئةبيانات وتقارير

أطاك المغرب- مجموعة ورزازات تحمل الدولة مسؤولية الكارثة التي حلت بالإقليم، وتطالب بفتح تحقيق نزيه وشفاف وبمحاسبة المتورطين،

 

بيان حول الفيضانات الأخيرة

جمعية أطاك المغرب- مجموعة ورزازات تفضح “المنجزات التنموية” المغشوشة وتحمل الدولة مسؤولية الكارثة التي حلت بالإقليم، وتطالب بفتح تحقيق نزيه وشفاف وبمحاسبة المتورطين، وبرفع التهميش عن المنطقة. 

             صرح من الأكاذيب حول المنجزات التنموية انهار عندما أتت فيضانات الجنوب الشرقي للمغرب أيام 21، 22 و23 نونبر 2014 لتحاصر عشرات الآلاف من السكان وتعزل قرى بأكملها عن العالم دون مواد غذائية أساسية، وتحصد أرواح ضحايا كان من المفترض –حسب دعاية الدولة- أن تكون تلك المنجزات في خدمتهم.

فمع كل موسم أمطار ينكشف الفقر الهائل في الإمكانيات المتاحة وهشاشة المنجزات وزيف كل الشعارات الرسمية حول التنمية، ليتضح في الأخير، أن دولة الأغنياء لا تخصص للمناطق المهمشة سوى الرديء من البنيات التحتية من طرق وقناطر وغيرها، وأن القسط الأوفر من البنيات التحتية الجيدة من نصيب الرأسمال الكبير وأصحاب المشاريع الضخمة.

إن الدولة تقترض أموالا ضخمة من المؤسسات المالية الدولية بمبرر الإسهام في خلق بنيات تحتية حديثة تواكب العصر وتساهم في الازدهار كما يدعون، قروض يتم استردادها من جيوب الملايين من البسطاء، لكن دون أن يلمسوا تغييرا يذكر في حياة البؤس والحرمان التي يعيشونها كل يوم، حرمان يكاد أن يكون السمة الأساسية لجنوبنا الشرقي.

فبإقليم ورزازات، حيث حوصر آلاف القرويين داخل قراهم، سواء بالسفوح الجبلية للأطلس الكبيرأو المناطق القريبة منها (جماعات: تلوات، تيديلي، امينولاون، تندوت، إزناكن، وسلسات، سكورة، ادلسان، اغرم نوكدال، أيت زينب…) عاش السكان مآسي حقيقية بعد أن هاجمتهم المياه ودمرت أكثر من 660 من منازلهم الطينية (اقليميا)، ما تسبب في وفاة 03 نساء (بكل من: تلوات،امينولاون وإدلسان)، واضطراربعض الأسر إلى تقاسم ما توفر من دقيق فيما بينها تفاديا للجوع، واضطرار أخرى إلى السكن بالمساجد بعد انهيارالمنازل، وانجراف مآت الهكتارات من الأراضي الفلاحية بأشجارها وتدمير السواقي والخطارات (سكورة) ومجموعة من الطرق والمسالك والقناطر وأعمدة الكهرباء (1050منزل دون كهرباء) وتدمير شبكة المياه..وانهيار قنطرة على الطريق الرئيسية بين ورزازات ومراكش (الطريق مقطوعة الى حدود اللحظة).. واستمرار عزلة بعض الدواويرحتى الساعة، وخسائر بملايير السنتيمات…

ظلت أجهزة الدولة غائبة عن هذه الكارثة في البداية، لكنها حضرت بكل قوتها (القوات المساعدة) لتقمع مسيرة احتجاجية بطولية لسكان قرية تيديلي الجبلية التي شاركت بها النساء والأطفال والشيوخ ليتم ايقافها بالترهيب والتخويف عند مشارف الطريق الرئيسية الرابطة بين ورزازات ومراكش قرب أكويم، بعد أن قطعت مسافة 30 كلم (وسط الأوحال)،  ولترهيب سكان جماعة امينولاون الجبلية ومنعهم من القيام بمسيرة الى عمالة ورزازات.

بهذا الاقليم، لا يقتصر الأمر على العالم القروي، ففي قلب مدينة ورزازات، حيث الشوارع ذات التبليط والتزفيت “العصريين” والتي ما فتئ أعضاء المجلس البلدي يتفاخرون بها كل حين، انكشف بنيانها المغشوش عندما انهار تزفيتها (شارع “المغرب العربي”) مع الفيضانات الأخيرة واتضح أنها لم تبن سوى على أتربة هشة سرعان ما انهارت لتحدث حفرا عميقة (حدث نفس الشيء سابقا قبالة مسجد حي القدس)، شوارع أصبحت محفوفة بالمخاطر، رغم أن الملايير من أموال الشعب صرفت لبنائها، ناهيك عن “فيضان” قنوات الصرف الصحي داخل المنازل(حي وادي الذهب)؟؟ أما بجماعة ترميكت التي تسيرها “العدالة والتنمية”، فلا وجود لبنية تحتية، فجداول المياه العادمة وسط المنازل، تزكم الأنوف..

كشف فيضان الوادي بدوره فضيحة القنطرة الجديدة (كلفت 37 مليون درهم)؟؟ المقامة على الطريق الرابطة بين مركز المدينة وجماعة ترميكت (طريق زاكورة). فقد مرت المياه لا من تحت القنطرة الجديدة فحسب، بل من جوانبها كذلك وتركتها وسط الوادي (شبه جزيرة). فما معنى قنطرة قصيرة مقابل وادي ضخم؟

إنها المهزلة، فمياه الفيضانات جرفت جزءا من قنطرة أخرى جديدة بدورها قرب تاليوين (طريق ورزازات أكادير) كلف انجازها 18 مليون درهم؟؟

شوارع وقناطر جديدة كل الجدة تسقط في أول امتحان، وانجازها كلف الملايير …

كل ذلك يدفعنا في جمعية أطاك المغرب- مجموعة ورزازات إلى :

1)- تحميل الدولة المغربية مسؤولية الكارثة التي حلت بالاقليم وساكنته وأتت على أهم مقوماته،

2)- فتح تحقيق نزيه وشفاف وإخضاع المتورطين في الغش في البنيات التحتية إلى المثول أمام القضاء،

3)- المطالبة مرة أخرى برفع التهميش عن العالم القروي والمنطقة، والقيام بتنمية حقيقية.

كما توجه أطاك المغرب الدعوة الى ساكنة الاقليم واطاراته المناضلة قصد النهوض للاحتجاج على واقع البؤس والحرمان والعزلة، وخوض نضال حقيقي كفيل بفرض مطالب الساكنة وعلى رأسها إقامة بنيات تحتية غير مغشوشة في مجالات التعليم والصحة وغيرها وتشغيل المعطلين وتوفير مايلزم من الخدمات العمومية الضرورية، بما يحفظ للمواطن كامل كرامته.

 مكتب المجموعة – ورزازات في 07 دجنبر 2014

 

 

المقر المركزي: رقم 140، زنقة القاضي البريبري، حي العكاري،  الرباط. المغرب. البريد الالكترونيattac.cadtm.maroc@gmail.comالموقع الالكترونيattacmaroc.org 

هاتف00 212 6 61 17 30 39

زر الذهاب إلى الأعلى