النساءالنضالات في المغرببيانات وتقاريرحملات أطاكمتابعة النضالات

المشاركات و المشاركون في القافلة الدولية التضامنية مع ضحايا القروض الصغرى ينامون في الشارع بمدينة الريش بعد أن أمرت السلطات بإغلاق الفندق في وجه المتضامنات والمتضامنين الدوليين والوطنيين والمحليين

القافلة الدولية التضامنية مع ضحايا القروض الصغرى تنام في الشارع بمدينة الريش بعد أن أمرت السلطات بإغلاق الفندق في وجه المتضامنات والمتضامنين الدوليين والوطنيين والمحليين

منذ انطلاقها يوم الخميس 24 أبريل 2014، تواصل القافلة الدولية التضامنية مع ضحايا القروض الصغرى اصرارها لاستكمال مسارها المسطر للتواصل والتضامن اساسا مع النساء اللواتي يقاومن جشع واستغلال مؤسسات القروض الصغرى في منطقة الجنوب الشرقي من المغرب. هذه القافلة الدولية التي نظمتها جمعية أطاك المغرب -عضو الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء ديون العالم الثالث بتنسيق مع جمعية الرعاية الشعبية للتنمية الاجتماعية، وتحت شعار “بتضامننا سنتصدى لمؤسسات القروض الصغرى المفقرة للنساء”، ضمت وفدا دوليا كبيرا مكون بشكل رئيسي من نساء قدمن من الأرجنتين وهايتي وفرنسا وبلجيكا والنيجر وتونس والتوغو وجمهورية كونغو الديمقراطية والكاميرون والبنين وبوركينافاسو ومالي والسنيغال، وتمثيلية إطارات وطنية ومحلية. وأقدمت السلطات على عديد من الاستفزازات ومحاولات المنع لإفشال هذا الشكل النضالي النوعي.

في المحطة الأولى عند افتتاح القافلة بورززات يوم الخميس 24 أبريل مساءا، رفض مسؤولو البلدية بالمدينة في آخر لحظة منح القاعة بعد أن وافقوا في البداية، وأغلقوا أبوابها في وجه المتضامنات والمتضامنين الذين نظموا مظاهرة وفرضوا فتح أبواب القاعة. وقدمت النساء الضحايا شهادات حية ومؤثرة على مآسيهم ومعاناتهم مع مؤسسات القروض الصغرى لتصيح عاليا حناجر الحاضرات والحاضرين (قارب عددهم 200) منددين بنظام القروض الصغرى وتسخير الدولة لأجهزتها للدفاع عن مصالح هذه المؤسسات وقمع أشكال تنديد النساء الضحايا بالتعديات والاحتجاج ضدها. كما عبرت الوفود الدولية والوطنية والمحلية عن تضامنها الكامل مع الضحايا واستعدادها لمواصلة حملة التضامن الدولية للتشهير بنظام القروض الصغرى الذي يشكل حلقة رئيسية في النظام المالي العالمي الذي ينهب جيوب الفئات الشعبية ويفقرها.

في المحطة الثانية ستتوجه القافلة إلى أكدز صباح يوم الجمعة 25 أبريل وحضر عديد من مسؤولي الأمن يراقبون لحظة الانطلاق بسيارات التاكسي (17 تاكسي) بعد أن تعذر حجز الحافلات بضغط من السلطات. حظيت القافلة باستقبال حار من قبل المنظمين والنساء الضحايا قادمات منذ الصباح الباكر من قرى منطقة أكدز وزاكورة وتاكونيت وواد درعة. وامتلأت قاعة الشبيبة والرياضة عن آخرها (حوالي 250 مشاركا ومشاركة)، وكانت الشعارات المدوية تتخلل شهادات النساء وكلمات التضامن الدولية والوطنية والمحلية مانحة شحنة كبيرة لروح التضامن العالية التي سادت في القافلة. وانتهى هذا العرس النضالي بغذاء جماعي تلاه اجتماع الإطارات المحلية توج بإصدار بيان محلي وخلق لجنة محلية لمتابعة أشكال التضامن مع الضحايا ومتابعة محاكمة رمزيها أمنية مراد وبناصر اسماعيني التي توجد الآن في طور النقض والإبرام.

في المحطة الثالثة، انطلقت القافلة في اتجاه قلعة مكونة صباح يوم السبت 26 أبريل مرورا بسكورة التي تفاعلت فيها الساكنة برفع الشارات مع شعارات وزغاريد المتضامنات والمتضامنين. رفض مسؤولو البلدية بضغط من السلطات منح القاعة بعد أن وافقوا في البداية، ثم سمحوا بذلك في الأخير. واستقبلت النساء ضحايا منطقة قلعة مكونة وواد دادس القافلة بفرح كبير ونظمت مظاهرة في الشارع الرئيسي ثم مهرجان خطابي احتجاجي بالقاعة حضره أكثر من 150 مشارك ومشاركة. وعقد لقاء مع الإطارات المحلية لإصدار بيان محلي وخلق لجنة محلية لمتابعة ملف ضحايا القروض الصغرى ومحاكمة رمزيها أمنية مراد وبناصر اسماعيني.

وفي الخامسة زوالا من نفس اليوم، وكمحطة رابعة، ستنطلق القافلة في اتجاه مدينة الريش، لتصل إليها في الواحدة ليلا بعد أن اوقفتها حواجز مراقبة الدرك الملكي ثلاث مرات. وستفاجأ القافلة بإغلاق أبواب الفندق الذي حجزه مسبقا المنسق المحلي لجمعية ضحايا القروض، بأمر من عامل الإقليم كما صرح بذلك مالك الفندق. وانطلقت القافلة في مسيرة احتجاجية عبر شوارع مدينة الريش الفارغة لتتوقف أمام مفوضية الشرطة وترفع الشعارات الاحتجاجية حتى حدود الثالثة صباحا. وبقيت المتضامنات والمتضامنون الدوليون والمحليون صامدون في برد الصباح القارس في ينتظرون الضحايا الذين وصلوا من القرى والمناطق المجاورة في العاشرة صباحا وتنظيم مهرجان خطابي احتجاجي بالشارع.

قطعت القافلة الدولية التضامنية مع ضحايا القروض الصغرى مسافة حوالي 700 كلم وجابت مناطق ورززات وأكدز وواد درعة وقلعة مكونة وواد دادس والريش وواد زيز. ونجحت في استكمال برنامجها رغم استفزازات السلطة التي عاينتها بشكل ملموس الوفود الدولية والوطنية والمحلية.  وكشفت في جميع محطاتها الأربع عن روح التضامن الأممي العميق بين ضحايا النظام المالي العالمي، وعن الاستعداد لتدعيم هذا التنسيق النضالي الكبير لمواصلة النضال لمواجهته. كما منحت ثقة عالية للنساء ضحايا القروض الصغرى من أجل مواصلة معركتهن ضد جشع مؤسسات القروض الصغرى واستبداد الدولة التي تقمع حريتهن في الاحتجاج وتحاكم رموزها. وبهذا تكون القافلة التضامنية الدولية قد أدت دورها كاملا كما سطرته جمعية أطاك المغرب بتنسيق مع الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء ديون العالم الثالث ومع جمعية الرعاية الشعبية للتنمية الاجتماعية. وللتذكير فقد سبقت القافلة تنظيم أيام تكوينية دولية أيام 21 و 22 و 23 و 24 أبريل بمدينة ورززات حول “النساء و الديون و القروض الصغرى” شاركت فيها مناضلات أطاك المغرب والشبكة الدولية من افريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية ونساء ضحايا القروض الصغرى بورززات لتعميق النقاش حول آليات القروض الصغرى والديون في بلدان الشمال والجنوب، ونتائجها الكارثية على النساء الفقيرات، وتبادل التجارب، واستشراف البدائل الملموسة.

 

أزيكي عمر

الكاتب العام لجمعية أطاك المغرب

27 أبريل 2014

زر الذهاب إلى الأعلى