نداء
منظمات النضال: مسؤوليتنا التاريخية في الوقوف إلى جانب الشباب في مواجهة القمع!
نحن منظمات النضال المناصرة لحقوق الشعب المغربي نثمن الحراك الشبيبي الذي أعاد الأمل في تحفيز النضال من أجل مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
بدأ الحراك الشبيبي منعطفا خطيرا بعد التصعيد القمعي الشديد الذي قامت به الدولة في مختلف مناطق المغرب يوم أمس الثلاثاء 30 شتنبر. ان شباب GenZ212 يدعو باستمرار المشاركين/ات في الاحتجاجات إلى الالتزام بمبادئ تجنب لغة السب والاهانة، ومنع تدمير الممتلكات العامة أو الخاصة، والدفاع عن كرامة الحركة وطبيعتها السلمية.
يضعنا هذا الحراك الشبيبي والبطش الذي يتعرض له أمام مهمة نضالية مستعجلة: نحن مدعوون لتوحيد جهودنا لوقف آلة القمع التي تستهدف الحق في الاحتجاج السلمي في الفضاء العام.
تفتك آلة القمع بشباب وشابات لازالوا- لازلن في مقتبل العمر واختاروا-اخترن النضال سبيلا لاسترجاع الحق في الصحة والتعليم، وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية. إن هذا الوضع يفرض علينا تحركا فوريا حتى لا تتمادى أجهزة الدولة في ممارستها القمعية وتجهز على ما تبقى من حريات.
إنا انحيازنا لمطالب الكرامة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، يلقي على عاتقنا نحن منظمات النضال الديمقراطية والتقدمية، التصدي لحملات الاعتقال الواسعة التي يتعرض لها شباب GENZ212، والتي تطال أيضا مناضلي ومناضلات الهيئات المساندة لهذا التحرك الشبيبي الشعبي.
استطاع شباب GENZ212 أن يرفع صوته ويفرض نفسه في الفضاء العام، رغم ما واجهه من قمع وعنف. إن هذا الوضع يضعنا أمام مسؤولية تاريخية: ألا نترك هؤلاء الشباب عُزّلاً في مواجهة بطش آلة القمع. إن نضالهم-هن وصمودهم- صمودهن في الميدان هو أمل الشعب المغربي المتطلع إلى مغرب الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.
منذ انطلاق احتجاجات GENZ212 بتاريخ 27 شتنبر 2025، أصبح الفضاء العام مطوَّقاً بالكامل، وكأن حالة طوارئ غير معلنة فُرضت في البلاد: اعتقالات بالجملة، مطاردات في الأحياء، استعمال الدراجات النارية لترهيب الشباب وتفريقهم، غلق المنافذ المؤدية إلى أماكن الاحتجاج، وإجبار المواطنين والمواطنات على إخلائها.
نحن في لحظة مفصلية تتطلب منا جميعا تنظيم مبادرات مساندة لهذا التحرك الشبيبي البطولي الذي يقوده شباب شجاع رافض لحياة القهر والظلم. لسنا مطالبين بالحلول مكانهم-هن ولا بفرض تصوراتنا عليهم –هن بل بتنظيم مبادرات وتعبئات لتوسيع الفعل الاحتجاجي الذي بدأوه، ليشمل كل أقسام الشعب المغربي المتضررة من سياسات التفقير والتهميش.
إننا قادرون، إذا توحّدنا وعملنا بشكل جماعي، على ترجيح كفة ميزان القوى لصالح هذا النضال الشبيبي الشعبي وإيقاف آلة الدولة القمعية. نحن مدعوون في منظماتنا ـ نقابات، تنسيقيات، جمعيات، ائتلافات ـ إلى استنفار قوانا وحشدها عبر:
- دعوة النقابات والتنسيقيات، خاصة في قطاعي الصحة والتعليم، إلى تنظيم أشكال تضامن ميدانية ورمزية دفاعاً عن خدمات الصحة والتعليم، وعن حرية التعبير والاحتجاج التي تسعى الدولة إلى قبرها.
- تنظيم أيام إضراب موحدة تضامنية لمواجهة حملات الاعتقال والتنكيل والتهديد بالمتابعات والعقوبات السجنية، والتي تجسد مسعى الدولة إلى القضاء التام على ما تبقى من الحريات الديمقراطية، وفي مقدمتها تمرير قانون تقييد الحق في الإضراب.
- انخراط كل الجمعيات المناضلة والمدافعة عن حقوق الإنسان، والطلبة في الجامعات العمومية والطب والصيدلة ومراكز التكوين، والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين وتنسيقيات المعطلين، وجمعيات الشباب والنساء، وشبيبة الاحزاب اليسارية التقدمية، الخ، وكل من له غيرة على الشباب ومطالبة والتي هي مطالب شعبنا بكامله، ورافض لسياسات التقشف والتفقير، انخراط الجميع في دعم هذه النضالات بكل الإمكانيات المتاحة، حتى لا تنفرد الدولة بقمعها. علينا تنظيم حملات تضامن واسعة، وطنية ودولية، لفضح أشكال القمع والعنف وانتهاكات حرية التظاهر السلمي.
- تحفيز التعبئة لتنظيم أشكال أخرى لكسر الطوق القمعي المفروض على الاحتجاج في الفضاء العام. لقد سبق للشعب المغربي أن خاض حملة مقاطعة شعبية، ويجب استثمار مثل هذه الأشكال النضالية الإبداعية لدعم هذا التحرك الشبيبي الشعبي وفرض تحقيق مطالبنا الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية.
إن كل منظمات النضال، وكل النشطاء ـ مثقفون/مثقفات، محامون ومحاميات، صحافيون/صحافيات، مؤثرون ومؤثرات ـ معنيون ومعنيات … بإسناد احتجاجات شباب GENZ212. إنهم، إنهن حلم وأمل مغرب الكرامة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
السكرتارية الوطنية
الرباط، في 01/10/2025