أنشطة الجمعيةالمجموعات المحلية

تقرير عن ندوة اطاك اسفي: ” الوضع البيئي في المغرب مدينة آسفي نموذجاً “

نظمت مجموعة أطاك آسفي، عشية السبت 19 دجنبر، ندوة بعنوان ” الوضع البيئي في المغرب مدينة آسفي نموذجاً ”  بمقر هيئة المحامين وهي الندوة التي اطرها كل من المهندسين الزراعيين اللذان جاءا من مدينة وجدة السيد محمد بنعطا منسق التجمع البيئي لشمال المغرب والسيد الصالحي الشديد عن جمعية فضاء التعاون والتضامن، إضافة للأستاذ والحقوقي عمر الزايد مؤلف كتاب ” إيكولوجية الأمل ” ومصطفى الساندية عضو أطاك آسفي، وسير الندوة الرفيق خليل صديقي، بينما تكلف باقي اعضاء الجمعية بالتنظيم والأشراف على الرواق الذي تضمن كتاب” اتفاقيات التبادل الحر” وكتاب ” الثورة القادمة في شمال افريقيا – لمؤلفه حمزة حموشان “.

وقد حضر الندوة مايزيد عن 65  ضيفا، بينهم ممثلي احزاب سياسية وجمعيات وأساتذة مهتمون ومحامون وحقوقيون. وكانت البداية باستعراض الصالحي الشديدمخاطر مشروع المحطة الحرارية التي يجري توطينها في مدينة آسفي وفي منطقة اهلة بالسكان وتعمل هذه المحطة بالفحم الحجري وهو من أخطر المواد السامة والمسببة لانبعاثات الغازات الدفيئة وعدة امراض مختلفة، وذكر أن ساكنة آسفي تواجه خطرا حقيقيا وتاريخيا.
من جهته اعرب محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، عن قلقه حيال الأوضاع البيئية التي بات يتخبط فيها المغرب جراء سياسة الحكومة الحالية والحكومات السابقة، ولاسيما في موضوعين اعتبرهما بن عطا مهمين، وهما قضية التكسير الهيدروليكي ( الغاز الشيست ) واعتماد المغرب العمل بالفحم الحجري في أفق السنوات القادمة لاستخدامه من أجل إنتاج الطاقة الكهربائية، مؤكدا أن مدينة آسفي يتهددها خطر كبير.
ومن جانبه ذكر مصطفى الساندية، بالإطار القانوني العام المؤطر للبرتوكولات المتعلقة بالمناخ، وخلص إلى أن جميع البرتوكولات، واخرها اتفاق باريس في قمة المناخ COP21 هي اتفاقيات غير ملزمة للدول الموقعة، مضيفا أن 6 ملايين طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام بسبب التلوث البيئي في العالم و 60 في المائة من الالتهابات الحادة في أنحاء العالم كما تودي أمراض الاسهال بحياة 1.5 مليون طفل كل عام وأن 80 من حالة الإسهال هذه تعود لظروف بيئية، واستعرض الساندية سلسلة من الكوارث البيئية الناتجة عن التلوث البيئي ضمنها الفيضانات والزلال والبراكين.
وأردف الساندية أن التقرير الرسمي للجنة الخمسينية التي اشرف عليها الملك محمـد السادس، ذكر أن أخطر الحوادث والكوارث مرتبطة بنقل وتوزيع المحروقات وبالصناعة في بعض المناطق الحساسة مع ضعف التحكم ورد فعل السلطات العمومية مشيرا في ذلك الى محور الدار البيضاء والمحمدية وجهة آسفي والجديدة.
وزاد الساندية في جرد خلاصات التقرير الرسمي بخصوص الأوضاع البيئية والذي اعتبره الساندية اثباتا رسميا واعترافا بشأن الحالة المزرية البيئية التي يتخبط فيها المغرب ويقر بأن هناك مشكلا بيئيا كبيرا في مدينة آسفي.
وأشارت آطاك آسفي خلال هذه الندوة، أن خرق قانوني فاضح تعمده المكتب الوطني للكهرباء المشرف على إنشاء المحطة الحرارية لآسفي، حيث ذكرت اطاك أنه من المفترض ان يتم نشر للرأي العام تقرير شامل لدراسة التي اجريت حول المشروع، غير أنه تم نشر فقط ملخص لهذه الدراسة مما يعد في نظر اطاك آسفي خرق للقانون الذي يلزم بنشر مضامين الشاملة لتقرير خاصة تلك المتعلقة بالطاقة.
وقالت اطاك إن المشرفين على مشروع المحطة الحرارية استخدموا جملة من ” الالاعيب ” في ملخص الدراسة لتغليط الرأي العام وإخفاء حقائق صادمة، من بينها إدراج المسافة المأهولة بالسكان بـ 200 كيلومترا عن المحطة الحرارية إذ يقصد مدينة الدار البيضاء، في الحين تم تجاهل مدينة كبيرة بحجم آسفي تحتوي أزيد من 800 ألف نسمة حسب اخر احصاء اجري في سنة 2004، وتم تجاهل القرى والمناطق المجاورة للمكان الذي تنجز فيه المحطة الحرارية ولا يبعد عنها إلا بأمتار قليلة كجماعة ولاد سلمان والمعاشات..
اطاك لم توفت خلال ندوة آسفي، الإشارة لترحيل الرساميل وسيطرة الشركات متعددة الجنسيات على الموارد الأساسية ضمنها الطاقة في المغرب والماء، وقالت أن المحطة الحرارية نموذج لهذه الحالة، وذكرت أطاك أنها في الوقت الذي طُلبت من طرف اللجنة المشرفة على إعداد دستور 2011 بمقترحاتها، قالت أن هناك مجالات اساسية لا يجب أن تخضع لخوصصة أو البيع والشراء، وأكدت الجمعية أن شركات متعددة الجنسيات تتحكم في قُوت المغاربة والماء والكهرباء ثم الهواء الذي يتنفسون منه.
ولم تسلم الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي، من انتقادات وجهت إليها خلال الندوة، من بينها أن المؤسسة البيئية لم تكلف نفسها عناء التحرك منذ بدأ احتجاجات أهل آسفي ضد المشروع ولم تلتف لصرخة الساكنة، وانتقد بشدة الاستاذ والحقوقي عمر الزايدي عن حركة العمل والمواطنة الإيكولوجية الوزيرة المذكورة، معاتبا اياها على ما قالت أنها قادت وفد يمثل المغرب في قمة المناخ بباريس الأخيرة، حيث افند الزايدي ما ادعاه هذا الوفد من تمتلية للمجتمع المدني أو المغرب، وأضاف أن الوزيرة لم تشرك الفاعلين في المجال البيئي في نقاش البيئة.
وفي الختام، دعا الزيدي مؤلف كتاب ” الأمل الايكولوجي ” إلى تكتل جميع الاطارات السياسية والجمعوية والحقوقية من أجل التحضير لمرافعة بأسس علمية ضد المحطة الحرارية في مدينة آسفي وخلق مزيدا من الضغط على الصعيدين الوطني والدولي لإلزام المغرب بسحب مشروع المحطة الحرارية في المدينة.

وبلغ عدد تدخلات الضيوف 18 مداخلة، كانت مجملها تدعو إلى تكتل لصد هجوم التلوث والانخراط في حملة واسعة، بينما تم نقاش إشكالية المحطة الحرارية التي اصبحت امرا واقعا، غير انه تم التركيز على أن ذلك لبس نهاية للنضال وعلى ضرورة الاستمرار في المطالبة بسحب المشروع الملوث.

زر الذهاب إلى الأعلى