Site icon أطاك المغرب

8مارس: تحيا مقاومات النساء  لأجل عالم خال من كل عنف واضطهاد.

8 مارس

تحيا مقاومات النساء  لأجل عالم خال من كل عنف واضطهاد.

تحيي نساء العالم 8 مارس من هذا العام في سياق تسمه حروب ونزاعات مسلحة تبيد حياة الشعوب ، فمنذ خمسة أشهر تفتك حرب الإبادة الجماعية  التي تنفذها قوى الاحتلال الصهيوني بحياة آلاف النساء في قطاع غزة، وينزحن قسرا من مناطق سكناهن هروبا من القصف اليومي وجراء التدمير الهائل للمباني وكل البنيات التحتية الأساسية، واستهدفت آلة الحرب الاسرائيلية الملاجئ ودمرتها عن آخرها. لقد قضى العدوان الصهيوني على كل مقومات الحياة على  أرض غزة المحتلة، وأصبحت  النساء في مواجهة  يومية مع الموت والجوع والقهر، وتقاسي الناجيات آلام فقد ذويهن  وتلاحقهن مخاطر التعرض للاعتقال والتعذيب وجرائم العنف الجنسي من تحرشات واغتصابات. 

تتفاقم  مأساة نساء المنطقة في كل البلدان التي عمتها صراعات مسلحة، شأن السودان الذي يمزقه الاقتتال الدموي بين مليشيات العسكر، وتحولت  نساء هذا البلد إلى رهائن يتكدسن في مخيمات  تفتقد لكل مستلزمات العيش من غذاء وماء ودواء. وتعيش النساء  تحت تهديد التعرض  للاعتداءات الجنسية، وبات الاغتصاب وكل أنواع العنف الجنسي سلاح حرب تستعمله المجموعات المتناحرة  فيما بينها لترويع النساء والتحكم فيهن وإذلالهن.

يكلف كوكب تدمره رأسمالية مأزومة النساء غاليا، لاسيما ببلدان الجنوب بحيث تزداد معاناتهن جراء تداعيات أزمة المناخ والغذاء. وتضطر النساء لافتكاك حياتهن من الفقر والجوع ومن شبكات الاتجار بالبشر في مناطق النزاع  إلى النزوح من بيئاتهن الأصلية بحثا عن سبل عيش آمنة في أماكن أخرى. 

تواجه النساء في حياتهن أنظمة اضطهاد مركبة، ويمثلن وجها صارخا لحجم الظلم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي السائد في مجتمعات ذكورية رأسمالية. وينتشر انتهاك حقوق النساء الانسانية على وجه التحديد في بلدان تحكمها أقليات مسيطرة رغم المصادقة على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنص على محاربة أشكال الميز إزاء النساء.

تتقاسم نساء المغرب مع نساء المنطقة أوضاع الميز والتفقير وتدني مستويات التشغيل وانعدام الاستقلال الاقتصادي. وتشكل النساء المنتميات لأوساط اجتماعية هشة وفقيرة أكثر الأقسام حرمانا من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية جراء التطبيق  المتواصل والمتسارع للسياسات النيوليبرالية، وتدفعهن شروطهن المزرية  إلى السقوط في شباك مؤسسات القروض الصغرى التي تزيد من تفقيرهن وتحول حياتهن إلى جحيم عند عسرهن عن السداد. 

رغم ارتفاع أعداد النساء في التعليم وسوق الشغل مقارنة بعهود سابقة يبقى التفاوت بين الجنسين إحدى المميزات المرافقة لتحول وضع النساء الاجتماعي والاقتصادي. وتديم التشريعات هي الأخرى وعلى رأسها مدونة الأسرة لامساواة قانونية منغرسة في مجتمع ذكوري تسوده ثقافة رجعية مناهضة لحقوق النساء.  وبعد عقدين من تطبيق هذا القانون تجددت الدعوة إلى تغييره بدعوى “معالجة الاختلالات” و”مواكبة التطورات التي يعرفها المغرب في مجال المساواة بين الجنسين”، والحال أن السلطة السياسية التي يؤول لها حسم أمر المدونة هي من تتحكم في سقف التعديلات وحددت الجهة المكلفة والمنهجية التي يجب اتباعها في فتح النقاش حول نص المدونة.

لا يكمن الظلم الذي يلحق نساء المغرب وحسب في تشريعات تكرس الميز تجاههن  وفي تدهور وضعهن الاجتماعي والاقتصادي، فهن يصبحن عرضة كذلك لعنف أجهزة الدولة عندما ينخرطن في النضالات العمالية والشعبية، و تستهدفهن حملات الاعتقال السياسي والتضييق ويشهر بهن في وسائل التواصل الاجتماعي لقاء آرائهن المعارضة  ودفاعهن عن حقوق الانسان. وتم سجن نساء مناضلات مارسن حقهن في حرية التعبير مثل سعيدة العلمي،  وتتابع أستاذات على خلفية نضالهن في تنسيقية المفروض عليهم-هن التعاقد، وهناك من أجبرن على اللجوء بسبب نشاطهن السياسي والحقوقي والصحفي.  

تنخرط نساء المغرب  بشكل كبير في النضالات الشعبية والعمالية بصرف النظر عن تعدد العقبات التي تنتصب أمامهن، وهذا ما أبانت عنه نضالات فكيك المستمرة ضد تفويت مياه المنطقة للشركة الجهوية للشرق، والحراك التعليمي الأخير، ونفس الأمر حدث في انتفاضات سابقة عرفتها مناطق عدة. ويشكل خوض النساء لتجارب النضالات الشعبية الناجمة عن عنف السياسات النيوليبرالية  نقطة ارتكاز للتقدم صوب توحيد وتنظيم فعلهن النضالي في حركة نضال نسوي شعبي، ويمثل ذلك شرطا ضروريا لانتزاع  نساء المغرب لحقوقهن وجعلها واقعا متجسدا.

تحيي جمعية أطاك المغرب مقاومات النساء في كل بقاع العالم، وتنتصر لكل من يدافعن عن حياة خالية من كل عنف واضطهاد وتعلن عن: 

السكرتارية الوطنية

07 /03/ 2024

Exit mobile version