Site icon أطاك المغرب

سلامة وفعالية لقاحات كوفيد-19 المعتمدة بالمغرب :الجزء 2: نتائج التجارب السريرية للقاحات سينوفارم

التجربة على الحيوان والتجربتين السريريتين الأولى والثانية

قامت شركة “سنوفارم” باختبار وتصنيع لقاحين كلاهما يعتمد نفس التقنية ويضم نفس العناصر، الاختلاف بينهما في السلالة المكونة لكل واحد، فاللقاح الأول تحت إسم”BBIBP-CorV” يضم ما يعرف بسلالة بكين وهو المستعمل لتلقيح المغاربة، وتم الترخيص له في ما يقارب 60 بلدا من أسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعض بلدان أوروبا الشرقية، أما الثاني فيضم سلالة ووهان ومعروف بإسم “WIV” تم الترخيص له في الصين وتجري عليه جزء من دراسة سريرية ثالثة بالمغرب لم يتم بعد الإعلان عن نتائجها رغم مرور شهور على الوقت المحدد لنهايتها في 31 دجنبر 2020.
اجتاز اللقاحين التجربة على الحيوانات وجرى نشر نتائجها بمجلةُ “Cell” بتاريخ 6 يونيو 2020(6) ، وقد أجريت جميع التجارب السريرية الأولية بالصين، و نشرت نتائج التجربتين الأولى والثانية للقاح بكين بمجلة “The Lancet” بتاريخ 15 أكتوبر 2020(7) وتلك الخاصة بلقاح ووهان بمجلة JAMA بتاريخ 13 غشت 2020(8)، وأعلنت عن حماية مرتفعة ومضادات أجسام كافية للوقاية من المرض وفعالية بلغت 100% كما خلصت إلى سلامة اللقاحين، ومع ذالك يجب الوقوف عند بعض الملاحظات التي تبين محدودية هذه النتائج، ويمكن تلخيصها في ما يلي:

نتائج التجربة السريرية الثالثة للقاحات سينوفارم

أجريت التجربة السريرية الثالثة في الفترة الفاصلة بين 16-06-2020 و31-12-2020 في كل من الإمارات العربية، البحرين، مصر والأردن لاختبار كلا اللقاحين (BBIBP-CorV وWIV) ونشرت نتائجها بمجلة JAMA”” بتاريخ 26 ماي 2021(9) وشملت 40.411 مشاركا أغلبهم لا يتجاوز 45 سنة، أصحاء ولا يعانون من أية أمراض باختصار ويتوفرون على جهاز مناعة قوي، كما لم تتعدى نسبة المسنين1.7 %، وخلصت النتائج إلى أن فعالية اللقاحين تقارب 79% غير أن فترة تتبع المشاركين لم تتجاوز4 أشهر، ولم تأخذ بعين الاعتبار معطيات مصر والأردن التي تم تحييدها خلال عملية تحليل الفعالية والسلامة، وبرر أصحاب الدراسة ذالك بتأخر هذه المعطيات! لكن هناك تفسير أخر، تلجأ شركات الأدوية إلى هذه الممارسة كنوع من التدليس هدفه التأثير على نتائج التجربة السريرية، عبر استبعاد النتائج السلبية كتلك التي تتضمن ارتفاعا في نسبة الأعراض أو أعراضا خطيرة.
تضمنت الصفحة 43 إحدى الفقرات المعنونة بـ “نواقص” جاء فيها:

_ اللقاح الوهمي ما يسمى “Placebo” يضم كل المكونات إلا المادة الفاعلة يستعمل لدى مجموعة المقارنة.

_ الأعراض الشديدة أي المصنفة من الدرجة 3 وفق معايير وزارة الصحة الصينية.

مرة أخرى وتأكيدا لخلاصة سابقة خاصة بالتجارب الأولية، لا تسمح الفترة القصيرة لتتبع المشاركين بمعرفة دقيقة للتأثيرات على المدى المتوسط والبعيد ناهيك عن التأثيرات الخطيرة، هذه الأخيرة بدأ الإعلان عن حالاتها بعد تسويق لقاحات كوفيد-19 وليس في تجارب سريرية أقيمت في بضعة أشهر وكان من ضمنها، الجلطة الدموية، متلازمة جيلان باري، التهاب الجهاز العصبي، التهاب عضلة وغشاء القلب، الشلل الجزئي… وتزداد في كل مرة مع مرور الوقت وتوسيع حملات التلقيح.
ملاحظات أساسية حول هذه الأرقام:

فعالية لقاحات كوفيد-19 على تحورات فيروس كورونا

منذ ملايين السنين تخوض الفيروسات معركة ضد جهاز مناعة العائل وبعضها ينجح في تطوير استراتيجيات تهدف إلى التغلب على آليات المناعة ومن بينها خداع دفاعاتها عن طريق التحور السريع، وهذا ما ينطبق مثلا على فيروسات الأنفلونزا الموسمية المثال الحي على ذالك، وتعتبر هذه الخاصية تحديا أمام اللقاحات. بعض الفيروسات التاجية سارت على نفس الطريق وهي موسمية وهو على الأرجح نهاية طريق فيروس كورونا المستجد، يجب أن لا ننسى أن نوعان منها يصيب ملايين من البشر كل سنة، أعراضها شبيهة بالأنفلونزا الموسمية ومنها من يصيب الحيوانات، والبعض الأخر يظهر في شكل أزمات حادة وقصيرة الأمد كما هو الشأن لـمرض “سارس SARS” الذي انطلق من الصين وشمل بعض دول أسيا سنة 2003 وكذالك مرض “ميرسMERS” سنة 2012 في بعض دول الشرق الأوسط كالسعودية، أمراض تنفسية سببتها سلالات مختلفة من الفيروسات التاجية، قاتلة لكن اختفائها جاء بعد فترة قصيرة.

لماذا تحدث الطفرات؟
يخضع انقسام الخلايا الحية في جسم الإنسان إلى درجة عالية من الدقة عبر ما يسمى نظام “التصحيح والتنقيح” ونقاط مراقبة بهدف استكشاف أي خلل في المادة الوراثية لـ”دنا DNA” أثناء عملية نسخها، وعند استحالة تصحيح هذا الخلل يتدخل برنامج للتدمير الذاتي يسمى “الموت الخلوي المبرمج” يحفز الخلية على الموت، ورغم ذلك هناك بعض الأخطاء لا تستطيع هذه الآليات إلغاء تأثيرها مسببة ما يسمى “استنساخ الطفرات” وتمريرها للأجيال التالية من الخلايا الجديدة المنقسمة، ويكون حدوث الطفرات لدى الإنسان بمعدل قليل جدا ويتطلب في بعض الأحيان ملايين السنين، عكس الفيروسات التي يمكنها أن تنتج جيلا جديدا في مدة زمنية قصيرة جدا ولا تتوفر على نظام للتصحيح والتنقيح، مما يؤدي إلى ظهور عدد كبير من الطفرات وهو أساس استمراريتها واكتسابها القدرة على مراوغة جهاز المناعة لدى الإنسان، وتعد الطفرات الفيروسية سببا رئيسيا في مقاومة الأدوية واللقاحات.
الدراسات حول فعالية لقاحات كوفيد-19 على تحورات فيروس كورونا المستجد ناذرة، وما يمكن استخلاصه منها أن الفعالية التي توفرها جميع لقاحات كوفيد-19 تتناقص مع مرور الوقت حسب نوع اللقاح ونوع المتحور، وقد تكون أقل بكثير بالنسبة للقاحات سنوفارم إذا ما أضافنا معطى أن هذه اللقاحات لازال مكونة من السلالة “الأم” المكتشفة في الصين سنة 2019 والتي انقرضت تماما وجاءت بعدها المئات من المتحورات.
أهم هذه الدراسات يمكن تلخيصها في ما يلي:
1- دراسة أجرتها وزارة الصحة البريطانية نشرت بمجلة NEJM بتاريخ 12 غشت 2021(11) لمقارنة فعالية 3 لقاحات مختلفة على متحورات ألفا ودلتا أكدت على تناقص هذه الفعالية في كلتا الحالتين وبالنسبة لجميع اللقاحات.
2- دراسة حول فعالية لقاح فايزر ضد متحور “دلتا” منشورة بموقع “MedRxiv” بتاريخ 25 أكتوبر 2021(12) وشملت ما يقارب 779 ألف من مهني الصحة في “إسرائيل” جاءت خلاصتها كالتالي:

عبد الواحد أحتيتش

بتاريخ 11 شتنبر 2021
جمعية أطاك المغرب


مـراجع

5- تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان
file:///C:/Users/ADMIN/Desktop/TELECHARGEMENT/mono71.pdf
6- نتائج التجربة على الحيوانات للقاحات سنوفارم
https://www.cell.com/cell/fulltext/S0092-8674(20)30695-4?_returnURL=https%3A%2F%2Flinkinghub.elsevier.com%2Fretrieve%2Fpii%2FS0092867420306954%3Fs
7- نتائج التجربتين السريريتين الأولى والثانية للقاح سلالة بكين
https://www.thelancet.com/pdfs/journals/laninf/PIIS1473-3099(20)30831-8.pdf
8- نتائج التجربتين السريريتين الأولى والثانية للقاح سلالة و ووهان
https://jamanetwork.com/journals/jama/fullarticle/2769612
9- نتائج التجربة السريرية الثالثة للقاحات بكين-ووهان
https://jamanetwork.com/journals/jama/fullarticle/2780562
10- قرار المنظمة العالمية للصحة حول الترخيص للقاح سينوفارم
https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/341618/WHO-2019-nCoV-vaccines-SAGE-recommendation-BIBP-2021.1-fre.pdf
11- دراسة حول فعالية لقاحات فايزر و أسترازنيكا ضد متحورات ألف ودلتا
https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMoa2108891
12- دراسة مقارنة بين مناعة لقاح فايزر والمناعة التي توفرها الإصابة الطبيعية بالفيروس
https://www.medrxiv.org/content/10.1101/2021.08.24.21262415v1.full-text
13- دراسة حول فعالية لقاح شركة “سينوفاك” ضد متحور ” لامبدا” بالشيلي
https://www.medrxiv.org/content/10.1101/2021.06.28.21259673v1
14- دراسة حول فعالية لقاح سنوفارم بالبيرو
https://repositorio.ins.gob.pe/xmlui/bitstream/handle/INS/1318/Efectividad%20de%20la.pdf?sequence=1&isAllowed=y

Exit mobile version