Site icon أطاك المغرب

زلزال الحوز: مأساة فاقمتها سياسات التهميش النيوليرالي

من أجل تضامن شعبي وأممي عاجل مع أهالينا المنكوبين

جمعية اطاك المغرب عضو الشبكة
للجنة من اجل إلغاء الديون غير الشرعية

زلزال الحوز: مأساة فاقمتها سياسات التهميش النيوليرالي

من أجل تضامن شعبي وأممي عاجل مع أهالينا المنكوبين

دمر الزلزال الأعنف الذي ضرب المغرب مناطق واسعة تقع في الحوز وتارودانت وشيشاوة وورزازات، وخلف ضحايا تجاوز عددهم الألفي قتيل، علاوة على الجرحى ومنهم- هن من إصابتهم-هن خطيرة، وأصبح عدد كبير من السكان مشردين- ات بعد تهدم منازلهم بالكامل.  

يعيش الأهالي المنكوبون بالمناطق الأكثر تضررا بالهزة الزلزالية مأساة متعددة الجوانب: فقدوا ذويهم  وبقوا في العراء في عزلة تامة محرومين تماما من كل الخدمات الأساسية. ورغم هول الصدمة وحجم الدمار والمعاناة، تضامن الناجون والناجيات مع بعضهم- هن البعض، وقاموا بعمليات الإنقاذ بما توفروا عليه من إمكانيات. وأطلق كل من بقى حيا صرخات ونداءات استغاثة على وسائل التواصل الاجتماعي وناشدوا أجهزة الدولة بكل مستوياتها  بالتدخل السريع لإنقاذ من بقوا تحت الأنقاض وإسعاف الجرحى.

بررت الدولة كعادتها تأخر وصول فرق الإنقاذ، وضعف الاسعاف الطبي اللازم، وغياب إمدادات الغذاء  والإيواء، بوعورة بالمسالك وانقطاع الطرق جراء الانهيارات الصخرية. وتعد مبررات الدولة مجرد ذريعة لإخفاء حجم مسؤوليتها عن سياسات التهميش والتفقير النيولبرالي  المطبقة منذ عقود، والتي  تجعل قاطني- ات أحواز مدينة مراكش وغيرها من مناطق المغرب المهمشة يعيشون أوضاع مزرية، محرومين من خدمات وبنيات تحتية أساسية.

تحيط مناطق الحوز المنكوبة بمدينة مراكش التي تعمل الدولة على جعلها قبلة للسياح الأجانب وقاعة لاستقبال قمم ومؤتمرات أثرياء العالم، وتستعد الدولة لتنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في شهر أكتوبر القادم، ورصدت كل الإمكانات المالية واللوجستية والبشرية لإنجاح قمة المؤسسات المالية التي تسهر على وضع سياسات اقتصادية اجتماعية تخلف ظلما اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا معمما في صفوف شرائح الشعب المغربي.

لم تكن يوما تلبية حاجيات الشعب المغربي الأساسية ضمن أولويات من يحكمون ويستحوذون على الثروات ويوجهون قسطا منها لسداد خدمة ديون غير شرعية، وكل ما يجري التغني به من سياسات حماية اجتماعية وتنمية مزعومة للعالم القروي، إنما هي موجَّهة لتغطية آلام خياراتها النيوليبرالية باستهداف أكثر ضحاياها بؤسا بسياسات دعم محدود. وعملت الدولة عبر أبواقها الإعلامية مند حدوث الكارثة على تحميل فظاعتها لطبيعة المناطق الجغرافية، بدلا من الإسراع بإرسال طائرات مختصة في حمل فرق الانقاذ والأطقم الطبية والمؤونة والخيم للحيلولة دون فداحة الخسائر البشرية.

لم يتأخر أبناء وبنات الشعب المغربي في تنظيم قوافل التضامن، وتقديم كل الدعم والمؤازرة للضحايا بمد الأهالي بالمؤونة. ولا زالت حملات التنظيم الذاتي للتضامن الشعبي مستمرة  للتخفيف من الآلام التي ألمت بأسر من قضوا في الزلزال.

السكرتارية الوطنية

11/09/2023

Exit mobile version