النضالات في المغرب

على خلفية حراك العطش: أطاك المغرب تجري حوارا مع اللجنة المحلية لرفع التهميش و الإقصاء عن زاكورة

على خلفية حراك العطش

  أطاك المغرب تجري حوارا مع اللجنة المحلية لرفع التهميش و الإقصاء عن زاكورة

 

عاشت منطقة زاكورة في الآونة الأخيرة، هبة اجتماعية فجائية، خرجت على إثرها الساكنة تطالب بالتزود بالماء الصالح للشرب، حيث عرفت المنطقة انقطاعا متواصلا للماء خلال شهري شتنبر و أكتوبر، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة ملوحة ما يصل المنازل، في فترات محددة خلال اليوم، مع ضعف الصبيب.

وتعد زاكورة إحدى مناطق المغرب الأكثر تركزا لزراعة البطيخ الأحمر الذي يتطلب انتاجه كميات هائلة من الماء. للوقوف على بعض تفاصيل المعركة الاحتجاجية و مطالبها و مستجداتها. تحاور لجنة الاعلام الوطنية لجمعية أطاك المغرب، الرفيق عمر الكاسمي، منسق اللجنة المحلية لرفع التهميش و الإقصاء عن زاكورة.

أجرى الحوار الرفيقة فاطمة الزهراء أولاد بلعيد.

ما هو سياق المعركة التي تعرفها زاكورة، وهل منحصرة في زاكورة، أم أنها شملت مناطق أخرى؟

تعتبر زاكورة من مدن الهوامش ومن المدن الفقيرة بالمغرب، كما يعرف الجميع، فواقع الخدمات الاجتماعية أقل ما يقال عنه أنه كارثي، سواء بقطاع التعليم أو الصحة أو الكهرباء أو الخدمات أو الترفيه ثم الماء.

عرفت زاكورة مشكل الماء أو أزمة الماء منذ أكثر من 20 سنة،غير أن هذه ألازمة تعمقت في السنوات الأخيرة و أصبح الماء المالح منعدما، في بعض القرى (الكتاوة، تاكونيت،المحاميد…) حيث ينقطع الماء في الصنابير لمدة أربعة أشهر. ومعلوم ان إقليم زاكورة عموما يشهد خلال فصل الصيف حرارة تتجاوز  45 درجة. في عز الصيف  وفي ظل هذه الحرارة المفرطة، هناك دواوير بالوسط الحضري يغيب فيها الماء لأكثر من أسبوع، إنه وضع لا يطاق. تؤدي الساكنة  فاتورتين شهريا لتسديد الحاجة من الماء: الأولى للمكتب الوطني للماء والكهرباء رغم كل العيوب المشار إليها سابقا، والثانية تؤديها للباعة المتنقلين الذين يبيعون الماء في صهاريج، وهذا الماء لا يخضع للمعالجة ولا للمراقبة.

في خضم هذا الوضع الذي يشهده الإقليم، كانت الساكنة تحتج ولكن مطالبها الاجتماعية ب تقابل بوابل من الوعود من قبيل (راه غانجيبو الماء من سد تيويين.. لا راه عطينا مشروع محطة لتحلية الماء). لكن هذه السنة عرفت المنطقة حراكا من نوع آخر. فبعد الحراك الذي يعرفه المغرب وبالخصوص منطقة الريف، والذي أعاد الثقة للساكنة بأن لا بديل عن الاحتجاج، خضنا محطات نضالية عديدة مصحوبة بحوارات مع المسؤولين على المدينة لكن دون جدوى. فالمشكل لحدود الساعة مازال قائما وكل جهة تحاول التنصل منه وتتهم جهة أخرى.

بداية نضالنا، كانت هي الوقفة التي دعا لها مناضلون من المدينة على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 8 أكتوبر2017، حيث مرت الوقفة بشكل حضاري وسلمي رغم الإنزال الأمني الرهيب. غير أنه بعد انتهاء الوقفة عرفت شوارع المدينة مواجهات عنيفة بين بعض الأطفال و قوات القمع، بعد قيام هذه الأخيرة باستفزازات والتنكيل بالنساء، وأسفرت هذه الأحداث عن اعتقال أزيد من 23 معتقلا رغم أن هؤلاء المعتقلين قاصرون وتلاميذ…ويقول الشهود بأنهم لم يشاركوا في الأحداث بل منهم من اختطف من منزله.

بعد هذه الممارسات التي تعود بنا لزمن الجمر والرصاص والتي تكذب زيف الشعارات التي لطالما تغنى بها المسؤولون، تم تأسيس لجنة لدعم معتقلي انتفاضة العطش من قبل الهيئات النقابية والحقوقية والجمعوية التقدمية.

 في أي مرحلة أنتم من المعركة وكيف تجاوبت معكم السلطات ؟

المعركة لازالت مستمرة، ولن نحصرها في قضية المعتقلين. لا تراجع عن مطالب الساكنة المستعجلة والآنية والمتمثلة في توفير الماء الكافي والصالح للشرب. لكن السلطات المحلية تعرف مقاربة وحيدة وهي المقاربة القمعية والوعود الزائفة، فالساكنة سئمت من الوعود. الدولة اليوم أصبحت تعترف بأن هناك أزمة ماء في زاكورة، وجوابها هو اعتقال قاصرين وشبان خرجوا للمطالبة بأبسط شروط العيش تحت شعار  (بغينا غيرجغيمة ما)، تتم متابعة سبعة معتقلين منهم بتهم جنائية خطيرة من قبيل إضرام النار في ممتلكات الدولة.

هل هناك مبادرات للتضامن وطنيا؟ وهل للمعتقلين هيئات ولجنة مهتمة بقضيتهم؟

هناك تضامن شعبي كبير على المستوى الوطني خاصة في المواقع الجامعية (أكادير، مراكش، الرباط…). عرفت هذه المواقع مسيرات طلابية تضامنية مع ساكنة زاكورة كما نظم مناضلو أكلموس والرباط وقفات تضامنية مع انتفاضة العطش. كما تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات تكون طيلة السنة في الإقليم لكن متفرقة زمنيا.

غير أن الحراك في حاجة ماسة لتضامن أكثر، ليس فقط على مستوى الميدان بل أيضا على المستوى الإعلامي على الخصوص خاصة وأن هناك أطفالا معتقلين. إنها مناسبة لكل الهيئات والإطارات المناضلة لحشد تضامن شعبي وطني يتبلور في مسيرة وطنية آو قافلة تضامنية صوب مدينة زاكورة.

ما هي خطواتكم النضالية المقبلة؟

أولا لازلنا نواكب قضية المعتقلين، والتضامن، والتآزر، أما بخصوص الملف المطلبي فالأكيد لا مجال أمامنا، سوى التصعيد، بحيث ستخوض الهيئات النقابية والسياسية… أشكالا نضالية تصعيديه، ومن المرتقب أن تكون الخطوات النضالية على هذا الشكل:

-قافلة وطنية يوم 29 أكتوبر 2017

-الإضراب العام كخطوة غير مسبوقة في المدينة

– كما أن الهيئات النقابية أعلنت  بان الشغيلة التعليمية ستدخل في إضراب يوم 30 أكتوبر الجاري، أي في اليوم الذي اقترحناه لتجسيد الإضراب العام، وهذا مؤشر جيد يدل على دعم النقابة لمعركتنا التي ستستمر حتى تحقيق المطالب.

 

عاشت نضالات ساكنة زاكورة.

الحرية الفورية للمعتقلين على خلفية انتفاضة العطش.

زر الذهاب إلى الأعلى