المجموعات المحلية

أطاك المغرب مجموعة الدار البيضاء: تقدم كتاب دراسة نظام القروض الصغرى

أطاك المغرب مجموعة الدار البيضاء: تقدم كتاب دراسة نظام القروض الصغرى

 

نظمت جمعية “أطاك المغرب” مجموعة الدار البيضاء، مساء يوم السبت 14 أكتوبر 2017، بمقر حزب الطليعة، بالدار البيضاء، نشاطا إشعاعيا لتقديم الدراسة الميدانية المنجزة بالتعاون مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ، سنة 2016، تحت عنوان: نظام القروض الصغرى بالمغرب فقراء يمولون أغنياء. وتجدر الإشارة، أن الدراسة سبق أن تم تقديمها في كل من أكدز، وسكورة، وورززات وأيت ملول.

أطرت الندوة، الرفيقة ” أمينة أمزيل” عضوة اللجنة الوطنية للنساء، حيث جاء في معرض مداخلتها ما يلي :

سياق ظهور مؤسسات القروض الصغرى:

تطرق العرض إلى سياق ظهور التمويل الاصغر الذي تشكل القروض الصغرى احدى منتوجاته المالية. فالهدف من التمويل الاصغر هو توسيع نشاط القطاع المالي ليشمل الفقراء او اصحاب الدخول المنخفضة حسب تعبيرهم، هذا من جهة. ومن جهة اخرى، ستستعمل القروض الصغرى، بالتحديد، كوسيلة لترقيع مخلفات سياسات التقويم الهيكلي وما تلاها من سياسات ليبرالية تدفع حكومات الدول الفقيرة نحو التخلي عن تمويل الخدمات الاجتماعية ووقف التوظيف العمومي وفتح اقتصاداتها امام التجارة الاجنبية، وهو ما سيؤدي الى التفقير المستمر للفئات الهشة وتدمير اقتصادات البلدان الفقيرة. هكذا ستتم الدعاية المكثفة للقروض الصغرى، من طرف المؤسسات الدولية، على انها الحل لمحاربة الفقر عبر تمويل انشطة مذرة للدخل، سيتوسع قطاع القروض الصغرى في البلدان الفقيرة بالأخص في امريكا اللاتينية واسيا وافريقيا حيث معدلات الفقر مرتفعة لاسيما في صفوف النساء.

ونظرا للأرباح السريعة والمرتفعة التي يذرها هذا القطاع، ستتحول المؤسسات المانحة للقروض الصغرى إلى بنوك تجارية تستقطب استثمارات اجنبية ومحلية وهو ما حدث في الهند والمكسيك ويسير المغرب في نفس الاتجاه، وفقا للتغيير الذي احدث في القانون المنظم للقطاع والقانون البنكي؛ حيث يمكن لمؤسسات القروض الصغرى أن تنشأ أو تتحول إلى مؤسسات مالية تجارية.

وأسست أول مؤسسة في مجال السلفات الصغرى، في سنة 1993، لتتوالى بعد ذلك مؤسسات أخرى في الظهور، إلى أن بلغت اليوم ما يزيد عن 13 مؤسسة مرخصة لممارسة التمويلات الصغرى، والتي غطت ما مجمله 900 ألف زبون خلال سنة 2015.

واقع ومأساة المقترضين مع مؤسسات القروض الصغرى:

يتعرض الضحايا لشتى أصناف التهديد والوعيد من طرف هذه المؤسسات، حيث تسلب ممتلكاتهم بالقوة، خاصة النساء اللواتي يتعرضن لضغوط مضاعفة، مما يدفعهن إلى امتهان الدعارة والتسول. علاوة على إصابتهن بأمراض نفسية، ودخولهن في نزاعات اجتماعية وعائلية… إنه لتناقض صارخ مع الشعار الذي يرفعه المدافعون عن هذا النوع من القروض.

تشير الدراسة كذلك، إلى أن السلفات الصغرى لم يتم انشائها  لمحاربة الفقر بل لضمان سطوة الرأسمال وتغلغله إلى جيوب الفقراء لتحقيق فائض أرباح جشعة. حيث تصل نسبة فائدة القروض الممنوحة من طرف المؤسسات إلى 33 في المائة، وحسب تصريحات الضحايا فقد تصل أحيانا من 40 الى50 في المائة، ما يجعلها حسب جمعية أطاك “مؤسسات ربحية وليست لمساعدة الفقراء”.

وعن طبيعة المستفيدين من القروض، ذكرت الدراسة أن 34 في المائة ممن شملهم البحث هم في وضع بطالة منهم 72 في المائة نساء ربات بيوت، ليست لهن مداخيل قارة، كما ترتفع نسبة القروض الصغرى الموجهة للاستهلاك في صفوف النساء إذ تبلغ 61 في المائة. وسجلت الدراسة أيضا ضعف المبالغ المقترضة، وتسارع الوثيرة المحددة لتسديد الأقساط الشهرية، مما يحكم على جل المشاريع بالفشل والغرق في دوامة القروض غيرالمنتهية، خاصة أمام ما يتعرض له الضحايا من ضغوطات ومشاكل نفسية جراء عدم القدرة على السداد و استفزازات مؤسسات السلف.

خلاصات المداخلة:

وفندت الدراسة الميدانية التي انجزتها جمعية اطاك الدعاية الرائجة حول استعمال القروض الصغرى من اجل تمويل انشطة مذرة للدخل حيث تبين ان  المستجوبين- ات  اقترضوا من أجل تلبية حاجيات أساسية يومية في حين أن من اقترضوا-ن من أجل تطوير أو إنشاء مشروع إنتاجي لم يتمكنوا-ن من ذلك  نظرا لصغر مبلغ القرض ووتيرة التسديد التي تبدأ مباشرة بعد تسلم القرض بالإضافة إلى ارتفاع معدل الفائدة.

كما بينت الدراسة  أن الشروط التي تبرم وفقها عقود السلف الصغير غير قانونية حيث لا يتم التصريح بمعدلات الفائدة الفعلية.

وقد خلص اللقاء المنظم في مدينة البيضاء، إلى أن الفقراء هم من يمولون الأغنياء، لأن القروض الصغرى هي أداة لنهب جيوب المفقّرات/ين والمتاجرة في فقرهن/هم.

وتعمل  جمعية اطاك المغرب، مع المتضررات/ين ، من أجل المساهمة في تنظيمهم والتعريف بقضيتهم وفضح نهب مؤسسات السلفات الصغرى لجيوبهم.

 

ملاحظة:

الدراسة منشورة على موقع جمعية أطاك المغرب (الرابط أسفله)

كتاب/دراسة أطاك المغرب: “القروض الصغرى فقراء يمولون أغنياء” بصيغة PDF

 

أطاك المغرب

لجنة الإعلام الوطنية

زر الذهاب إلى الأعلى