النضالات في المغربمتابعة النضالات

الإعلام البديل طريق لكشف زيف قنواتهم الرسمية المضللة للحراك الشعبي بالريف

الإعلام البديل طريق لكشف زيف قنواتهم الرسمية المضللة للحراك الشعبي بالريف

عرف الحراك الشعبي بالريف منذ انطلاقه إبداعات نضالية متنوعة : وقفات ومسيرات شبه يومية صدحت فيها الحناجر للمطالبة بالعيش الكريم، والطنطنة بالأواني من داخل المنازل وفوق السطوح ردا من أهلنا بالريف على العسكرة والكم الهائل للقوات القمعية في الشوارع. وبحلول فصل الصيف يتم اللجوء إلى أساليب مبتكرة للاحتجاج كالمسيرات على رمال الشواطئ وحتى داخل المياه من أجل إطلاق سراح المعتقلين/ات وتلبية المطالب العادلة والمشروعة.

سهلت وسائل الإعلام الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك، نشر النداءات التعبوية لحشد الجماهير من مختلف مناطق الريف والنواحي، كما قربت أحداث الريف بالصورة والصوت لمختلف شرائح الشعب المغربي ونقلت لهم/ن بالبث المباشر تغطيات حصرية لمختلف المحطات النضالية التي يتغافل الاعلام الرسمي عن مواكبتها وتتبعها.

فهل ستنقل القنوات التلفزية والاذاعية الرسمية فيديوهات نساء في مسيرات يطالبن بالحق في تطبيب مجاني ومدارس عمومية وسط تطويق كافة أشكال القوات القمعية؟ أم أنهم سيبثون تحقيقا صحفيا حول التعذيب التي تعرضت له سيليا وباقي المعتقلين في سجن عكاشة، أو ستبحث عن أسباب ترحيلهم من الحسيمة للبيضاء في عتمة الظلام؟

أسطورة الحياد في القنوات الرسمية :

إن الهاجس الرئيسي لمن يستولون عن السلطة والثروات في البلاد يتلخص في الاحتفاظ بما نهبوه من أموال الشعب وتعزيزه، ولضمان حمايته يسخرون وسائل الإعلام بشتى تلاوينها المرئية والمسموعة والمكتوبة لصناعة الوهم وتسويق مفاهيم مغلوطة لتخدير العقول..فالحديث عن مصداقية الاعلام وحياديته يستوجب معه استقلاليته وعدم إخضاعه لمنطق السوق و خدمة مصالح فئة معينة.

من المعروف أن المؤسسات الإعلامية في يد البرجوازية بشكل مباشر، التي تزودها بتمويلات مادية ورؤوس الأموال لرسم الخط التحريري للقناة وفرض الرقابة على المواد الإعلامية المعروضة.

لقد عرى حراك الريف زيف شعار استقلالية الإعلام الرسمي وبين بالواضح أن هذه القنوات ماهي إلا منابر مرتبطة بمصالح الحاكمين،  فهم يستخدمونها لترويج أفكارهم وأداة لتغطية فسادهم .

واتضح ذلك جليا مع مقتل محسن فكري المدافع عن لقمة العيش، الجريمة التي ارتكبتها السلطات دون مواكبتها بملفات صحفية من طرف مختلف وسائلهم الإعلامية، بل وجهوا الرأي العام – وتحديدا الفئة المستهدفة التي غالبيتها تعبت جراء يوم متعب نتيجة الوقوف في طوابير البحث عن العمل في دولة تنخرها البطالة والفقر –  لمشاهدة مسلسلات وبرامج أقل ما يمكن القول عليها أنها أساليب ناجعة في التحكم الاجتماعي وإلهاء انتباه الشعب المقهور عن القضايا الهامة.

تضليل الاعلام الرسمي للحراك بالريف :

إن المتتبع لتغطية القنوات الرسمية (الأولى والثانية…) للحراك الشعبي في مناطق الريف، سيسهل له ملاحظة الصمت المريب لهذه القنوات مع بداية السيرورة النضالية، ولم تتجه لبث مستجدات النضال حتى اتسعت رقعة الاحتجاجات إلى خارج أرض الريف ووصول قنوات فضائية عالمية لتغطية الأحداث وإيصال أصوات الأهالي في الريف الناشدة لشروط حياة كريمة.

لتنتقل لمستوى اخر بعرض صور لمدينة الحسيمة وإخبار  عامة الشعب أن الأجواء في المنطقة هادئة بل إن السياحة منتعشة خاصة في هذا الفصل! وهكذا يبقى جمهور هذه القنوات تائها في دوامة من الأحداث ولا يجد فرصة للتحليل وطرح سؤال ماذا عن كل تلك السيارات والشاحنات العسكرية المشكلة لصور الريف؟ ولما تم اعتقال شبيبة مناطق الريف؟ ولما تم تهشيم رؤوس المتضامنين في مدن كالقصر الكبير والرباط ومراكش؟ ولما خرجت الساكنة في أكادير وكلميم وبني ملال وطنجة تحت لواء تنسيقيات محلية ضد الحكرة ومن أجل الدفاع عن الخدمات العمومية؟

الاعلام البديل: جميعا للتعبئة النضالية من أجل مسيرة 20 يوليوز ضدا على المستعمر القديم الجديد:

جمعية أطاك المغرب جمعية للتثقيف الشعبي تسعى لنشر أفكار مناهضة لأولئك الذين يسرقون خيرات مناجمنا وأراضينا وخيراتنا الطبيعية، جمعية تتضامن مع كافة الجماهير الشعبية المدافعة عن حقوقها وتسعى بقواها المتواضعة للمساهمة في بلورة  إعلام بديل عن ما يروجونه في قنواتهم ومواقعهم الالكترونية وكتائبهم الفايسبوكية التي تلهث وراء جني الأرباح ومراكمتها دون الاهتمام بنشر خبر حول وفاة طفلة جراء سم نتيجة لغياب مستشفيات عمومية مجهزة أو فتح نقاشات عمومية حول القضايا الملحة التي تهم قوت المغاربة وخدماتهم الاجتماعية ومستقبلهم، كقوانين المالية التي تمثل أداتهم القانونية السنوية لاعتصار دمائنا، وكملف المديونية الذي يمثل أداة تحويل ثرواثنا لمؤسسات مالية عالمية تقف وراء تفقيرنا واستمرار تخلفنا، أو نقل الدعوات الشعبية لتخليد المحطات المضيئة من النضال الشعبي كانتصار المقاومة الريفية في معركة أنوال التاريخية ضد المستعمر الاسباني، والتي انطلقت الدعوات لتخليدها هذه السنة في الحسيمة يوم 20 يوليوز دعما للحراك واستمرارا في المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.

بما أننا نناضل من أجل مرافق عمومية تحت رقابة شعبية فلن ننتظر منابرهم المزيفة لنقل همومنا وسنكون نحن الناقلين لصور وفيديوهات مسيرات ونضالات الشعب الحر.

يجب أن يعمل كل ناشد/ة لانتصار أهالينا في الريف بكل جهد على كسر هيمنة من يتلاعبون بوعي الشعب، يجب أن تنتشر أفكار الحراك الشعبي في العقول لتحطم أوهام الطغاة.

إن هذه هي مهمتنا، وواجبنا لاستمرارية النضال في الريف وتوسيع رقعة التضامن وبناء أشكال تنظيمية ذاتية في كافة المدن الأخرى للالتحاق بمعركة الشعب فمن استطاع طرد المستعمر بجحافله العسكرية والإدارية بالأمس له كل القدرة والقوة لهزم رعاة المستعمر الجدد.

كل الفخر بأبطال وبطلات معركة أنوال وكل التحايا للأهالي في الريف والحرية للمعتقلين/ات

و النصر لمسيرة 20 يوليوز..الماضي المتجدد في عروقنا

 خديجة معراس متضامنة مع الحراك الشعبي بالريف

زر الذهاب إلى الأعلى