النضالات في المغربمتابعة النضالات

حوار مع استاذ متدرب :” لا بديل الا بإسقاط المرسومين ،ولن نرهن التعليم العمومي للقطاع الخاص”

حوار مع استاذ متدرب :” لا بديل الا بإسقاط المرسومين ،ولن نرهن التعليم العمومي للقطاع الخاص”

في اطار مواكبة نضالات الاساتذة المتدربين البطولية والمستمرة منذ ثلاثة اشهر لاجل اسقاط المرسومين المشؤومين، اجرى موقع اطاك المغرب هذا الحوار مع الاستاذ المتدرب جواد الكبيبة من مركز بني ملال،لاجل استجلاء افاق المعركة بعد المسيرة الناجحة ليوم 24 يناير 2016.

ومعلوم ان جمعية اطاك المغرب / عضو الشبكة الدولية للإلغاء ديون العام الثالث بمناضليها /ات وانصارها /ات على المستوى الوطني والدولي تتابع وتشارك ميدانيا الى جانبكم في نضالاتكم البطولية وتسعى دائما الى تطوير الحركة النضالية لمناهضة كل السياسات النيوليبرالية التي تفرضها علينا الدوائر المالية الكبرى.

 

-ما تقييمك لمسيرة 24 يناير التي نظمتها التنسيقية الوطنية للأساتذة/ات المتدربين/ات بعد ما يزيد عن 3 أشهر من النضال البطولي؟ .

+قبل الاجابة على سؤالكم لا بد أولا أن أرفع التحية كأستاذ متدرب لجمعية أطاك المغرب على تضامنها المبدئي واللامشروط مع نضالات الاساتذة المتدربين محليا ووطنيا، كما لا يفوتني أن أوجه التحية إلى كل الهيئات الداعمة لنضالاتنا، وإلى كافة شرائح الشعب المغربي التي انخرطت ميدانيا في الدفاع عن قضيتنا.

أما بخصوص تقييمي للمسيرة 24 يناير فأنا كأستاذ متدرب (مع التأكيد صفة أستاذ متدرب) شاركت في المسيرة السالفة الذكر، أقول لكم إن المسيرة كانت ناجحة ولم يسبق أن عرف المغرب مثل هكذا مسيرات، حيث قارب عددها  30ألف مشارك من مختلف شرائح المجتمع المغربي، الهيئات السياسية، الحقوقية، الجمعوية، النقابية، الطلبة، أساتذة ممارسين وجامعيين، عائلات، فنانين ومثقفين بالإضافة إلى الأساتذة المتدربين من كل أنحاء المغرب، عموما يمكن أن أشبه لكم مسيرة 24 يناير بمثابة محاكمة شعبية للحكومة المغربية ولقراراتها الجائرة في حق أبناء الشعب المغربي، خصوصا قرار المنع الذي بموجبه تم فرض تطويق قمعي شديد في المحطات الطرقية ومحطات القطارات لمنع الأساتذة المتدربين من الوصول إلى مدينة الرباط وهذا يخالف كما تعلمون الفصل 24 من الدستور المغربي الذي ينص على “حرية التنقل عبر التراب الوطني والاستقرار فيه, والخروج منه ,والعودة إليه مكفولة للجميع”، لكن رغم كل هذا التضييق والمنع فإن المسيرة تمت بنجاح كما كان مخططا لها، لأنه لا صوت يعلو فوق صوت القناعات النضالية.

 

-ماهي مجريات الحوار مع الداخلية؟ وما نتائجه؟ .

+ بخصوص الحوار الذي تم عقده يوم 23/01/2016 بولاية الرباط مع والي الجهة ممثلا للحكومة كما جاء على لسانه(حسب توضيح للرأي العام أصدرته التنسيقية الوطنية) بحضور ممثلي النقابات الخمس وممثلي المبادرة المدنية لحل مشكل أساتذة الغد، فهذا الحوار كان أوليا لم تتوصل فيه لجنة الحوار إلى نتيجة، بل الحوار لا زال مفتوحا، أكيد أن هذا الحوار طرح أنصاف الحلول كمقترح توظيف هذا الفوج على دفعتين بمباراتين، وتماشيا مع شعار المعركة فالأمر مرفوض تماما لأن الشعب المغربي قال كلمته في المسيرة الأخيرة “الشعب يريد إسقاط المرسومين” .

 

-كيف ستدبر التنسيقية الوطنية المرحلة القادمة تنظيميا وماديا ولوجستيكيا خاصة ان المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات في حالة تعنت الدولة؟.

+ لقد رفعت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بالمغرب منذ المسيرة الأولى شعارا يؤطر معركتها ألا وهو:

      “نضال وطني متواصل حتى إلغاء المرسومين الوزاريين:

        المرسوم رقم2-15-588  القاضي بفصل التوظيف عن التكوين

        المرسوم رقم 2-15-589 القاضي بتقليص المنحة إلى أكثر من النصف

    جميعا من أجل الدفاع عن الحق في الوظيفة العمومية”

فالشعار المرفوع هو شعار سياسي يقدم إجابة عن حجم الاستهداف الذي يتعرض له التعليم العمومي، بالتالي فرغم الاستقلالية التنظيمية للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، فإن المعركة التي تخوضها ليست مفصولة عن الشعب المغربي، لأن قضية التعليم هي قضية الشعب المغربي، خصوصا وأن المرسومين المشؤومين أظهروا نية الحكومة المغربية في رهن قطاع التعليم للوبيات القطاع الخاص، وهو ما صرح به بنكيران خادم المخزن والحليف الوفي لصندوق النقد الدولي حيث عبر بدون خجل عن كون الوقت قد حان لكي ” ترفع الدولة يدها عن مجموعة من القطاعات الخدماتية كالصحة والتعليم..” في الوقت الذي يدافع عن القطاع الخاص ويقدم له تسهيلات كان آخرها منح العديد من الثانويات العمومية للقطاع الخاص، وتكوين يد عاملة مؤهلة ومنحا مجانا  وهذا هو مضمون مرسوم فصل التوظيف عن التكوين. لذا فقد  آن الأوان ليقول الشعب المغربي كلمته والمسيرة الأخيرة خير دليل على ما نقول، أما مسألة تعنت الحكومة فهذا لن يزيدنا كأساتذة متدربين إلا إصرار وصمودا، وكلما تعنتت الحكومة فإن مطالبنا تزداد يوم بعد يوم.

 والتنسيقية الوطنية من خلالها دقة تنظيمها وتماسكها الداخلي فأكيد ستدبر المرحلة القادمة أحسن تدبير ونحن كأساتذة متدربون مستعدون لجميع الاحتمالات لأننا أولا وقبل كل شيء أبناء هذا الشعب ونحن من يجب الدفاع عن قضاياه. والمسيرة الأخيرة بينت بالملموس أن قضيتنا هي قضية الشعب المغربي، وبينت كذلك أن الأساتذة المتدربون لا يخشون تعنت الحكومة بل ذلك يقوي من عزيمتهم.

 

 

-ما هو تقييمك للدعم الذي تناله نضالاتكم؟ وكيف ترون دعم النقابات؟ وما المطلوب في نظركم من الشغيلة عامة والتعليمية خاصة لدعم حركتكم؟ .

+ إن الدعم الذي نتلقاه في نظري كأستاذ متدرب هو دعم لا مشروط من كل الهيئات، لأنه أولا وأخير هو دعم لقضية التعليم، هو دعم للمدرسة العمومية، هو دعم للوظيفة العمومية، لأن الشعار الذي رفعته التنسيقية الوطنية كما سبق وذكرت وهو شعار يجب أن يستجيب له الكل وأن يتفاعل معه الكل ميدانيا وماديا ومعنويا، لهذا لابد أن أشيد بلجان وجبهات الدعم التي تأسست على المستوى الوطني لدعم نضالات الأساتذة المتدربين، لأن هذه اللجان أعطت رسالة واضحة للحكومة المغربية وهي أن الأساتذة المتدربون ليس وحدهم في هذه المعركة وأن قضية التعليم هي خط أحمر، هكذا أفهم كأستاذ متدرب الرسالة وراء تأسيس هذه اللجان، لهذا لا يفوتنا أن أقدم الشكر للجنة الدعم التي تأسست على مستوى بني ملال لأنها كانت السباقة للفكرة، وأعطت لنضالنا على المستوى المحلي نفس جديد ودعم قوي.

 أما المطلوب من الشغيلة المغربية وخصوصا التعليمية منها هو الدخول في خطوة تصعيدية كالمقاطعة المفتوحة للدراسة والنزول للميدان، لأن المرسومين المشؤومين سيجهزان على العديد من مكتسبات الشغيلة التعليمية، لهذا فهي مطالبة الأن لتخرج بموقف عملي صريح يدعم نضالات الأساتذة المتدربين خاصة وقضية التعليم عموما.

 

-ماهي، في نظرك الاضافات التي اضافتها نضالات التنسيقية من زاوية الابداع في الاشكال النضالية واستخدامات الاعلام البديل في مواجهة اعلام الدولة وكتائب البيجيدي…؟ وما موقع الانتاج الثقافي والفني في معركتكم؟

 

+ لابد أولا من الإشارة إلى أن الدولة المغربية أخطأت في إصدار المرسومين المشؤومين، لسبب بسيط، هو أنها تواجه جيل من الشباب ليس لديه ما يخسره هذا من جهة، ومن جهة ثانية هو أن هذا الجيل من الأساتذة المتدربين ملم بجميع وسائل الإعلام البديل ويحارب على جميع الجبهات ميدانيا وافتراضيا، وأنتم تعلمون أننا استطعنا عن طريق الإعلام البديل أن تصل قضيتنا لجميع أنحاء العالم وقضيتنا تعرف تغطية مستمرة من قنوات عالمية مشهورة، لدرجة أننا لم نعد نرغب في التغطية التي تقوم بها قنوات التضليل كالقناة الثانية مثلا، بل أكثر من ذلك فرغم التضليل الإعلامي الذي تقوم به هذه القنوات السيئة الذكر ومعها الكتائب المدجنة للبيجيدي فإنها لم تنل من قضيتنا، لأننا كأساتذة متدربون استطعنا بالفعل أن نقنع الرأي العام ونصحح كل المغالطات التي طالت قضيتنا، قضية الشعب المغربي.

 أما بخصوص الإنتاج الثقافي والفني في معركتنا، فعلا استطاع الأساتذة المتدربون أن يبدعوا شعارات وأشكال نضالية حية أعطت صبغة جديدة لنضالاتنا، خصوصا المسيرة الثانية والمسيرة الثالثة كانتا نموذجين للإبداع، هذا ناهيك عن الإبداعات على المستوى المحلي حيث تكون أشكال إبداعية تقدم رسائل تصب كلها في الاستهداف الذي يتعرض له التعليم العمومي وخطورة المرسومين.

وهذا يأتي كله في سياق أن احتجاجاتنا تشكل لحظة تاريخية في التصدي للهجوم الشرس الذي تشنه الفئة الحاكمة ضد المدرسة العمومية، بالتالي فنحن كأساتذة متدربون أبناء الشعب المسحوق استشعرنا خطورة الموقف وحجم  المسؤولية الملقاة على كاهلنا سواء في الدفاع عن كرامتنا المتمثلة أساسا في حقنا العادل والمشروع في الوظيفة العمومية، وكذا في الدفاع عن هذا الحق والحفاظ عليه كمكتسب تاريخي لأبناء الشعب المغربي، لهذا فلنا نداء كأساتذة متدربون مضمونه جميعا من أجل الدفاع عن الحق في الوظيفة العمومية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى