النضالات في المغربمتابعة النضالات

العمال الزراعيون المنضوون في إطار الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي- امش، يطالبون ، في مهرجان احتجاجي بأيت ملول بتنفيذ الاتفاق القاضي بالمساواة في الأجور بين القطاع الصناعي و الفلاحي

المهرجان الاحتجاجي للعمال و العاملات الزراعيين بالجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي- امش التوجه الديموقراطي.

يوم 23 أكتوبر 2014 بأيت ملول

فاطمة الزهراء البلغيثي – اطاك المغرب

نظمت الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تجمعا حاشدا للعمال والعاملات بضيعات شتوكة أيت بها و أولاد تايمة و مطرودو محطات التلفيف بصوبرفيل  و نيفر بيل  بأيت ملول وذلك من أجل المطالبة بتنفيذ اتفاق 26 أبريل الذي ينص على المساواة بين الأجور في القطاع الصناعي و الفلاحي و الدعوة لإنجاح الإضراب العام. عرف هذا التجمع حضور حوالي 1300 عامل زراعي، أزيد من النصف كانوا نساء، رددن إلى جانب العمال شعارات حماسية، قوية ومنددة بالأوضاع الكارثية بالضيعات الفلاحية. و تخلل هذا المهرجان العمالي كلمات لأطر نقابية وشهادات حية تشهد على واقع البؤس الذي يعيشه هؤلاء العمال بشكل عام و العاملات بشكل خاص.

شهادات من واقع عمالي

قدمت عاملة زراعية نقابية شهادة تبين واقع البؤس الذي تعيشه العاملة في الضيعات الفلاحية، و التي تطرقت إلى هزالة الأجور التي لا تكفي لضمان العيش الكريم ، مما ينعكس  سلبا على أبناء العاملات الذين يحرمون من التعليم و الصحة، فالعاملات لا تستطعن تحمل مصاريف تمدرس أبنائهن، كما أنهن لم يتمكن من الولوج قط إلى المدرسة، ويشتغلن في ظل ظروف كارثية: السكن في أحياء القصدير و البلاستيك، و العمل لساعات طويلة تحت البيوت البلاستيكية. وأن أجرة 60 درهم لليوم لا تكفي بتاتا لتحمل مصاريف أسرهن خاصة في ظل ارتفاع الأسعار. تظيف شهادة هذه العاملة أن المطالبة بتحسين الأجور غير كافي بتاتا بل يجب تعزيزه بالنضال من أجل حقوق أخرى. كما تطرقت كلمة باسم تنظيم المرأة العاملة للقطاع الفلاحي إلى ضرورة نضال العمال و العاملات جنبا إلى جنب من اجل انتزاع الحقوق، وكذا النضال إلى جانب النساء العاملات من اجل حقوقهن الخاصة بهن كنساء عاملات، مثل بناء حضانات بأماكن عملهن، وأن التضامن مع مطالب النساء العاملات سيقوي الانخراط النقابي للنساء في المعارك النقابية.

  توالت خلال هذا التجمع العمالي شهادات أخرى باسم مكاتب نقابية تنقل واقع الاستغلال البشع الذي يتعرض له العمال و العاملات الزراعين بالضيعات الفلاحية:

شهادة  عمال شركة صوديا: انخرطنا في العمل النقابي وتعرضنا للهجوم بفرض ظروف عمل جد قاسية علينا نحن بالذات، بسبب انخراطنا في العمل النقابي إلى جانب عمال آخرين. و توج هذا الخناق بطردنا من العمل، ورغم انه طرد تعسفي لم يتم إنصافنا ولم يكن أي دو يذكر لمفتش الشغل و الذي كان بالعكس منحازا للباطرون.  لن يتنينا هذا الطرد عن مواصلة النضال في صفوف العمال و العمل على ترسيخ الوعي بالنضال من أجل مطالبنا.

عمال ضيعة على قيوح:

نعمل كعمل زراعيين في ضيعة حنصالة من أكبر الضيعات الزراعية بالمنطقة التي تستغل العمال و تعود لعلي قيوح برلماني و من كبار البرجوازيين الزراعيين بالمنطقة،  ويتم استغلال العمال كذلك في تنظيم الأنشطة الخاصة باستقبال ضيوف هذا الباطرون، وأكبر مثال على هذا الاستغلال المفرط وانعدام أبسط الحقوق هي مأساة عامل، اشتغل لمدة 30 سنة بهذه الضيعة ويبلغ من العمر 68 سنة و هو بدون بطاقة شغل و الذي  تم التخلص منه بعد تقدمه في السن وعدم قدرته على العمل.

 عمال وعاملات نيفربيل بأيت ملول

قدمت لالة زهرة شهادة أبرزت من خلالها معاناة العاملات المطرودات من شركة نيفر بيل للتلفيف، بعد طردهن لجأن إلى القانون بدون جدوى و تم طرد 20 عامل آخر بعد ذلك، تم اللجوء لمحكمة الاستئناف و التي قضت بتعويضات هزيلة للعمال و العاملات. وبينت شهادة عاملة أخرى من محطة التلفيف الظروف القاسية التي تشتغل في ظلها العاملات في البيوت البلاستيكة خاصة في فترات اشتداد البرودة أو الحرارة و التي تسبب حالات إغماء كثيرة في صفوف العاملات، وعند تغيبهن عن العمل لهذا السبب، يتم اقتطاع 100 درهم من أجرتهن النصف شهرية، بالإضافة إلى انعدام أبسط الشروط الصحية(انعدام الماء الصالح للشرب، العاملات مضطرات لشرب ماء ملوث في فترات الاستراحة), وتعمل في ظل هذه الشروط نساء تبلغن من العمر 64 سنة في غياب تصريح كلي بالعدد الإجمالي لساعات العمل.

لم يشكل هذا التجمع الحاشد للعمال و العاملات مناسبة للحديث عن المشاكل و المأساة التي تحيط بحياة العمال و العاملات فقط،بل كان مناسبة أبان فيها ضحايا الرأسمال عن قدراتهم الإبداعية، فقد تخلل هذا العرس النضالي ،الملئ بالحماس و الإصرار على المضي قدما نحو الانتصار، قصيدة زجلية لعامل تلخص حياة العمال بالضيعات,  ومأساة المقهورين ووقوف الدولة إلى جانب المستغلين, ودعا فيها هذا الشاعر العمالي البسيط  العمال و العاملات إلى النضال والكفاح و عدم الاستسلام.

و في الأخير تم اختتام المهرجان الاحتجاجي بكلمات لمسؤولين نقابيين على مستوى الجهة تدعو إلى التضامن و مواصلة الفعل التعبوي اليومي باستماتة في صفوف العمال، من أجل  الالتفاف العمالي على على مطلب توحيد الأجور و بناء العمل النقابي و الدعوة للمزيد من النضال في وجه الطرد و الاعتقال و التشرد، وذلك من اجل تحقيق المطالب ورفع الحيف و الاستغلال.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى