بيانات وتقارير

الذكرى 15 لفضيحة النجاة-أنابيك

الدار البيضاء 30 غشت 2014

بيان الذكرى 15 لفضيحة النجاة-أنابيك

شهد المغرب خلال عقد التسعينات إطلاق عدة مبادرات ومؤسسات في ميدان التشغيل هدفها المعلن خلق فرص شغل للشباب حاملي الشهادات. فبداءا بمجلس الوطني للشباب والمستقبل في 1991 فوصولا لتأسيس الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك) تسوق الدولة لما تعتبره “سياسة التشغيل”. كل هاته المحاولات هدفها إيهام الرأي العام الوطني والدولي عن أزمة البطالة المعممة في صفوف الشباب حاملي الشهادات. في نفس الوقت الدولة ماضية في تطبيق سياسات شبيهة بالتقويم الهيكلي تفرض تقليص من فرص الشغل في القطاع العام بينما تعرف قطاعات مثل الصحة والتعليم خصاصا مهم. هاته السياسات المملاة من طرف صندوق النقد الدولي والبنك العالمي تقضي بانسحاب تدريجي للدولة من القطاعات الاجتماعية وعلى رأسها قطاع التشغيل. بموازاة مع ذلك يستمر نهب المال العام كعنوان عريض للمرحلة الحالية، فغياب المحاسبة، الإفلات من العقاب والفشل يطبعان العديد من برامج في مجال التشغيل ( “مقاولتي” مثال صارخ عن ذلك). لعل هذا هو التجسيد الحقيقي لشعار “دولة الحق والقانون”.

اذا كان القرن الماضي قد عرف المغرب العديد من الفضائح المالية و التدبيرية للمؤسسات العمومية بالمغرب، ففضيحة “صفقة النجاة أنابيك” تعتبر بامتياز  فضيحة بداية العهد الجديد. حيث تم النصب والاحتيال على 80 ألف شاب مغربي. وفشلت الدولة مجددا في الانتقال من التشغيل بالقطاع العمومي إلى القطاع الخاص عبر أنابيك. فتحولت “النجاة” لفضيحة نصب واحتيال على عشرات الآلاف من الشباب من خيرة خريجي الجامعات وحاملي الشهادات. بعد 15 سنة، مازالت “النجاة” جريمة اجتماعية و اقتصادية تؤرق المسؤولين عنها. لذلك وجب عن الدولة جبر الضرر لضحايا النجاة وأسرهم. و محاسبة المسؤولين عن هاته الفضيحة ومحاكمة المتورطين فيها حتى لا تتكرر.

وكأحد ضحايا النجاة أعلن عزمي على المضي قدما في ملف النجاة أنابيك عبر تجسيد أشكال نضالية متنوعة. وفي ذكرى فضيحة النجاة، أحيي نضالات كل الضحايا ومن بينهم جمعية ضحايا النجاة للتنمية والتضامن بجرادة على صمودهم. ونناشد لكل الجمعيات المدنية و الحقوقية والهيئات السياسية والنقابية للتضامن مع قضيتنا العادلة حتى تحقيق مطالبنا في الحقيقة، الكرامة والشغل.

عبد العزيز الكرايدي

البيضاء30 غشت 2014

زر الذهاب إلى الأعلى