الحروب والعسكرةبيانات وتقارير

تحركوا الآن قبل أن يفوت الأوان! نداء عاجل من المجتمع المدني بغزة

تحركوا الآن قبل أن يفوت الأوان! نداء عاجل من المجتمع المدني بغزة 

 

نداء صادر عن منظمات فلسطينية عدة

 نحن الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزة المحاصر والغارق في الدماء، نناشد الأشخاص الواعين في جميع أنحاء العالم أن يتحركوا، وأن يحتجوا وأن يكثفوا المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد دولة إسرائيل حتى  تضع حدا  لهذه الهجمة المميتة ضد شعبنا، وأن تعاقب عنها.

في حين يدير لنا العالم ظهره مرة أخرى، نحن في غزة، على مدى الأيام الأربعة الماضية، تركنا لوحدنا في مواجهة المجزرة تلو الأخرى. وأنتم تقرؤون هذه الكلمات، قتل أكثر من 120 فلسطينيا، من بينهم 25 طفلا. وأصيب أكثر من 1000 شخص، مع بعض الإصابات المروعة التي من شأنها أن تعوقهم  طول الحياة : أكثر من ثلثي المصابين /ات هم من النساء والأطفال.

  نحن على علم بأن آخرين لن ينجوا في اليوم التالي. من منا سوف يكون التالي، وذلك حين استيقظنا هذه الليلة في أسرتنا على صوت المجزرة؟ هل سنكون جزءا – متروكا في دولة يستحيل تحديد هويتها – من الصورة التالية التي ستترك أثناء مرور آلة الدمار الإسرائيلية، صرخة أخيرة بشأن سحق الأعضاء واقتلاع اللحم عن الجسد؟
إننا ندعو أن يتم وضع حد نهائي للجرائم و القهر الذي نحن ضحاياه.

 إننا ندعو إلى:
فرض حظر على الأسلحة الموجهة إلى إسرائيل، إلى عقوبات تؤثر على توريد الأسلحة والمساعدات العسكرية القادمة من أوروبا والولايات المتحدة التي تعتمد عليها إسرائيل  في ارتكاب مثل هذه الجرائم الحرب.

تعليق الاتفاقيات الثنائية واتفاقيات التجارة الحرة مع إسرائيل، مثل اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي (الاتحاد الأوروبي) وإسرائيل [الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يونيو 2000، الذي ينظم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية].

المقاطعة،  وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي طالبت بها الغالبية العظمى من المجتمع المدني الفلسطيني في 2005 ضد إسرائيل.
وقد ثبت مرارا وتكرارا أنه إذا لم يتعرض النظام الإسرائيلي للضغوط والعزلة، سيتابع مجازر مماثلة لتلك التي نراها حولنا اليوم؛ وسيواصل سياسته المتمثلة في التطهير العرقي المنهجي، الاحتلال العسكري والفصل العنصري، والتي استمرت لعقود من الزمن.

نكتب هذا النداء مساء يوم السبت [12 يوليو] بينما نحن محاصرين مرة أخرى في بيوتنا في حين تتساقط القنابل على غزة.  من الذي يعرف متى ستتوقف الهجمات المستمرة؟ بالنسبة لأولئك البالغين 7 سنوات، بيننا، الذين سالت دمائهم انهارا في شوارع غزة لأكثر من ثلاثة أسابيع في العام 2009 – عندما قتل أكثر من 1400 فلسطيني، من بينهم أكثر من 330 طفلا – هم محفورين في ذاكرتنا.
لقد تم استخدام  قنابل فوسفورية بيضاء وأسلحة كيماوية أخرى في مناطق مدنية. إنها تلوث أرضنا، مما يترتب على ذلك كنتيجة زيادة عدد الإصابات بالسرطان. في الآونة الأخيرة، قتل 180 شخصا آخرين خلال الهجمات التي استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2012.
وهذه المرة؟ هل سيكون هناك 200، 500، 5000 كضحايا؟  نحن نتساءل:  كم يلزم من الضحايا المستغنى عنهم كي يتحرك العالم؟  كم يتطلب الأمر من دمائنا ؟ قبل القصف الإسرائيلي دعت ، أييلت شاكيد، وهي عضو في البرلمان الإسرائيلي، عضو حزب اليمين المتطرف من البيت اليهودي [ 12 نائبا من أصل 120 في البرلمان]، لإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.

وأعلنت: “يجب أن يرحلوا كما يجب أن ترحل أيضا المساكن التي يربون فيها الثعابين. دون ذلك، سيتم تربية مزيد من الثعابين الصغيرة هناك. ” في هذه اللحظة، ليس هناك ما يعارض الطبيعة القاتلة لدولة إسرائيل، لأننا، نحن السكان المشكلون أساسا من الأطفال، لسنا سوى ثعابين بسيطة بالنسبة لهم.

كذلك يقول عمر غريب في غزة: “إن مشاهدة صور الفتيان والفتيات الذين قتلوا بوحشية كان شيئا يكسر القلب. كما كان الحال أثناء مشاهدة مقتل امرأة مسنة عند إعداد الإفطار [وجبة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك] أثناء صلاة المغرب [الصلاة الرابعة في اليوم، من الخمسة، بالنسبة لمسلم] حين قصف منزلها. لقد توفيت ممسكة بملعقة في يدها، صورة سوف تظل وقتا طويلا في رأسي. “

يتم استهداف منازل بأكملها وقتل عائلات بأكملها. في وقت مبكر من صباح  يوم الخميس، كله عائلة الحاج قتلت:  محمود، الأب ، ، وباسمة، الأم، وخمسة أطفال. دون سابق إنذار، تم استهداف عائلة وقتلها. يوم الخميس، 10 يوليوز، في المساء، حدث نفس الشيء: دون سابق إنذار خمسة أشخاص آخرين، بينهم أربعة ينتمون إلى عائلة غنام، نحصي امرأة وطفل يبلغ من العمر 7 سنوات بينهم.

تلقت صباح يوم الثلاثاء عائلة كوار  مكالمة هاتفية تقول أن المنزل المكون من ثلاثة طوابق من شأنه أن يتعرض للقصف. بدأت العائلة بالفرار، عندما أصيب خزان المياه . عادوا مع أعضاء الحي الذين انضموا إليهم  حيث ذهبوا جميعا إلى المنزل للبقاء معهم، هكذا كان الناس من مختلف أنحاء المنطقة هناك.
 لقد قصفت الطائرات الإسرائيلية المبنى الذي على سطحه كان هناك كثير من الناس. مع العلم أنه كان به مدنيون. سبعة أشخاص لقوا حتفهم على الفور، من بينهم خمسة أطفال تقل أعمارهم عن 13 عاما. وقتل خمسة وعشرين آخرين بجروح وطفل ذو 8 سنوات، سراج عبد العال، متأثرا بجراحه في وقت لاحق في المساء.
ربما كانت الأسرة تحاول أن تناشد إنسانية النظام الإسرائيلي، متأكدة بأنه لن يقصف سطحا مليئا بالكامل بالناس. ولكن حين نرى عائلات ممزقة من حولنا، فمن الواضح أن تصرفات دولة إسرائيل لا علاقة لها بالإنسانية.

   نجد بين المناطق المتضررة الأخرى: سيارة كان مكتوب بشكل واضح عليها أنه يتم استخدامها من قبل وسائل الإعلام، مما أسفر عن مقتل الصحافي المستقل حامد شهاب، و إصابة ثمانية آخرين؛إصابة سيارة للهلال الأحمر وهجمات ضد المستشفيات التي أجبرت القيام  بعمليات الإجلاء وأحدثت المزيد من الإصابات.
تأتي هذه الجولة الأخيرة من الهمجية الإسرائيلية  في سياق الحصار اللاإنساني البالغ سبع سنوات والذي خفض الإمدادات الرئيسة للسلع الحيوية وشبكات المرور من وإلى قطاع غزة، مما أدى إلى خصاص طبي و غذائي حاد ما يؤثر حاليا  على جميع مستشفياتنا وعياداتنا.
وقد تم حظر” استيراد ” الاسمنت اللازم لإعادة بناء آلاف المنازل التي دمرتها الهجمات الإسرائيلية  ومازال العديد من الجرحى و المرضى لا يسمح لهم للسفر إلى الخارج لتلقي العلاجات الطبية العاجلة، التي هي المسؤولة عن وفاة أكثر من 600 مريض.

في حين تصلنا أخبار مثيرة للقلق، وفي حين يعد القادة الإسرائيليين للانتقال إلى المستوى التالي، نكون على علم بأن فظائع جديدة على وشك أن تحدث. لهذا السبب، نناشدكم لكي لا تديروا ظهورك علينا. نناشدكم لتنهضوا دفاعا عن العدالة والإنسانية و لتتظاهروا و تدعموا الرجال، والنساء والأطفال الشجعان المتجذرون في قطاع غزة، الذين يواجهون أحلك الأوقات. نحن نصر على عمل أممي:

• قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل؛

• المتابعة  بتهمة ارتكاب جرائم حرب؛

• الحماية الدولية الفورية للمدنيين في غزة.

إننا ندعوكم للانضمام إلى الحملة التي تتطور بقوة  لصالح المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات بحيث يتم اعتبار هذه الدولة المارقة مسؤولة عن الوضع إذ تظهر مرة أخرى عنيفة جدا دون أن يتم استنكار ذلك.

انضموا إلى  أولئك الذين و اللواتي دائما هم أكثر في جميع أنحاء العالم، ملتزمون من أجل أن لا ينموا الفلسطينيون وسط القتل والتدمير المستمر للنظام الإسرائيلي، حتى نتمكن من التحرك بحرية ، من اجل رفع الحصار ، من أجل إنهاء  الاحتلال ، ومن اجل أن يحصل  اللاجئون  الفلسطينيين/ات على العدالة.

تحركوا الآن، قبل فوات الأوان! (نداء بتاريخ 12 يوليوز 2014)

موقع من طرف :

Palestinian General Federation of TRADE Unions

University Teachers’ Association in Palestine

Palestinian Non-Governmental Organizations Network (regroupant 133 organisations)

General Union of Palestinian Women

Medical Democratic Assembly

General Union of Palestine Workers

General Union for HEALTH Services Workers

General Union for Public Services Workers

General Union for Petrochemical and Gas Workers

General Union for Agricultural Workers

Union of Women’s Work Committees

Pal-Cinema (Palestine Cinema Forum)

Youth Herak Movement

Union of Women’s Struggle Committees

Union of Synergies—Women Unit

Union of Palestinian Women Committees

Women’s Studies Society

Working Woman’s Society

Press House

Palestinian Students’ Campaign for the Academic Boycott of Israel

Gaza BDS Working Group

One Democratic State Group

تعريب : وحيد عسري

زر الذهاب إلى الأعلى