الشبابالهجرة

نضال الشباب ضد الرأسمالية : من ؟ لماذا ؟ كيف ؟

أولا، الشباب: بماذا يتعلق الأمر؟

الشباب: محاولة للتمييز

1- الشباب: فروق مجالية و جنسية

على هذا المستوى يمكن أن نميز في أوضاع الشباب بين عدة فروق: – الفرق في الوضعيات بين الذكور و الاناث – الفرق بين الشباب القروي و الشباب الذي يعيش في الوسط الحضري – الشباب المهاجر إلى خارج البلاد و المهاجر في داخلها

2- الشباب: فروق في الوضعية الاجتماعية

– الشباب العامل الشباب العاطل – الشباب المتعلم: اختلاف مستويات التعليم و نوعه الشباب الأمي: حرمان كلي من المرور بالمدرسة – الشباب يتابع الدراسة : في الثانوي بأنواعه، في العالي بفروعه المختلفة و في التكوين المهني – شباب منقطع عن الدراسة: من مستويات مختلفة

3- الشباب: فروق طبقية

– شباب الطبقة البورجوازية بمختلف أقسامها – شباب طبقة الأجراء، و باقي الشعب الكادح و المهمش

4- الشباب أية حاجيات و أية تحديات؟

– الحاجة للتغذية و السكن – الحاجة للرعاية الصحية – الحاجة للتعليم – الحاجة للعمل– الحاجة إلى بيئة سليمة – الحاجة إلى الترفيه – الحاجة الثقافة و الابداع الأدبي و الفني– الحاجة إلى المشاركة في صنع القرار داخل المجتمع – تحدي المخدرات و استعمال الشباب في الجريمة المنظمة المتنوعة – تحدي مواجه استغلال الشابات في شبكات الدعارة – تحدي مواجهة الموت في الحروب و أثناء الهجرة من مناطق النزاع و الأزمة و الفقر

5- الشباب حسب السن

حسب وجهات النظر، يتم تحديد الشباب في الفئة العمرية من 15 سنة إلى 25 سنة و هما يقتصر على الفترة المفترضة لنهاية المسار الدراسي الأقصى، إذا أخذنا بالاعتبار الشبيبة العاملة يمكن أن يصل هذا المجال إلى 30 سنة.

ثانيا، الشباب: التهميش و الاقصاء

1- منحى عالمي:

– 515 مليون من الشباب يعشون بأقل من دولارين في اليوم منهم 400 مليون بأقل من دولار – 130 مليون شاب و شابة أميون – عدد العاطلين عن العمل انتقل من 201.5 مليون سنة 2013 بدل 169.5 مليون عاطل سنة 2007

2- حالة المنطقة العربية و المغاربية / كتاب الشعب يريد المنطقة العربية و المغاربية، تعرف نسب البطالة الأعلى مقارنة بباقي مناطق إفريقيا و أسيا حيث وصلت إلى في منطقة الشرق الأوسط إلى 25,4 في المئة و في شال إفريقيا 23 في المئة سنة 2010 مقابل نسب تتراوح بين 9 و 15 في المئة بباقي مناطق إفريقيا و أسياطبعا معدل البطالة بين الشابات أكبر حيث تصل إلى أكثر من ضعف نظيرتها عند الذكور.

3- منحى وطني: – نسبة البطالة وصلت سنة 2012 حوالي 13,4 في المئة و في وسط النساء وصلت النسبة 20,6 ، بينما بلغت نسبة البطالة بين الشباب بين 15 و 24 سنة 33,5 في المئة. بلغت نسبة البطالة بين حاملي الديبلومات 18,2 في المئة. – معدل الالتحاق بالتعليم العالي يصل 13 في المئة بالمغرب مقابل 28 كمعدل عالمي.

ثالثا، وضعية الشباب الأسباب و البدائل؟

1- الأسباب: الرأسمالية ضد الشباب

– طبيعة النظام الاقتصادي و الاجتماعي (الرأسمالية) المبني على السعي الدائم لإخضاع الطبيعة و الانسان لمتطلبات مراكمة الأرباح – السعي للحفاظ على معدلات ربح مرتفعة يعني السعي الدائم لخفض الأجور الحقيقية المباشرة و غير المباشرة (الأجر الاجتماعي): ضرب المكاسب التي انتزعتها الطبقة العاملة بتضحيات جسام في سياق صعودها نهاية القرن التاسع عشر و خلال النصف الأول من القرن العشرين. – تستغل البورجوازية الشباب لمواجهة الأزمة الاقتصادية و انخفاض معدل الربح من خلال تشغيلهم بأجور متدنية و في شروط قاسية. أي استغلالهم كمنافس للعمال الأكبر سنا و الأحسن مكاسب لأجل الضغط عليهم. – البورجوازية تستعمل في حروبها الشباب، ما يسبب لهم معاناة جسدية (عاهات دائمة) و نفسية (أزمة ضمير) و خير نموذج الحربين الامبرياليتين الأولى و الثانية و الحروب الاستعمارية. – الأزمة الاقتصادية الرأسمالية الدائمة، تعني خفض الميزانيات و التقشف فيما يخص القطاعات الاجتماعية التي يستفيد منها الشباب من تعليم و صحة… و ارتفاع البطالة و العمل الهش و الخطر و المضر بالصحة…. و تنامي التمييز ضد النساء و المهاجرين و خاصة الشباب منهم .

وضعية التبعية الاقتصادية التي تعيشها بلادنا و سيطرة الامبريالية على مفاصل الاقتصاد الأساسية من خلال إخضاع البلاد الاتفاقيات التبادل الحر التي ينتج عنها تدمير النسيج لاقتصادي المحلي و تنامي البطالة و الفقر و الهشاشة، و كذا استعمال آلية الخوصصة للاستلاء على موارد البلاد و تحويل أرباحها. زد على ذلك استنزاف الموارد المالية العمومية من خلال المديونية (نفقات خدمة الدين (فوائد+ حصة الرأسمال الأصل) 115,4 مليار درهم سنة 2012 منها 95,9 دين داخلي) . بلغت الديون العمومية (الداخلية والخارجية) للمغرب مع متم 2012 ما يناهز607,6 مليار درهم. هذا يعني التقشف في تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين و في مقدمتهم الشباب العامل و المتمدرس.

– النضال العمالي و الشعبي عرف العديد من التحركات في الناجم و الضيعات الفلاحية و الوحدات الانتاجية (اشتوكا أيت بها و سوس و إمضير و بوازر و إمني و جبل عوام و خريبكة… ) و إضرابات في الوظيفة العمومية (الصحة و التعليم و المتصرفين و الجماعات المحلية…)، لكنها رغم قوة بعضها و كفاحياتها تضل مشتة و دون مستوى رد تعديات الباطرونا و الدولة. – من أوجه القصور الرد الشعبي ضعف التأطير النقابي و ضعف تقاليد التضامن العمالي، و كذا سطوت خط بيروقراطي فاسد يؤمن بالتعاون الطبقي و الشراكة مع الباطرونا على حساب الحقوق و المصالح العمالية. و كذا غياب حزب عمالي (أو أحزاب) مناهضة للرأسمالية تجسد الاستقلال السياسي للعمال عن البورجوازية و تجمع الغضب الشعبي ضدها. – يضاف إلى هذا الوضع، قصور و ضعف حركة المعطلين التي تعاني من الفئوية و الحركة الطلابية التي تعاني من غياب إطار تنظيمي بالاضافة لضعف و نخبوية حركة مناهضة العولمة الليبرالية و الحركة الحقوقيةهذا ما أبرزته دينامية حركة 20 فبراير و ما أيقضته من نضالات.

2– البدائل: شبيبة متنوعة، بأية مطالب و أي تنظيم و أية علاقة بالحزب السياسي و النقابة؟

– نضالات شبابية دائمة: يكفي إلقاء نظرة خاطفة على العقد الأول من القرن الواحد و العشرين، لنرى نضالات جبارة خاضتها الشبيبة في مختلف البلدان (نضالات الطلاب الفرنسيين ضد عقد أول عمل 2005 و نضالات الشباب اليوناني ضد التقشف و نضالات الشباب المعطل و المسرح عن العمل بالأرجنتين سنة 2002 و 2003 و نضالات الشباب بالمنطقة المغاربية و العربية نهاية سنة 2010 و طوال سنة 2011 و كذا الشباب الاسباني…)

في المغرب: عرف العقد المنصرم نضالات شبابية جد هامة في قطاعات متنوعة كان أبرز محركيها الشبيبة الطلابية و التلاميذية و المعطلين: – الطلاب، و التلاميذ من أجل شروط دراسة لائقة (مشكل الاكتظاظ و تدهور البنيات و ضعف التأطيرو ضد تحويل التعليم إلى سلعة عمليا يحصل عليها من يدفع ملا أكثر – النضال ضد العمل الهش و العقدة بالوظيفة العمومية: أساتذة سد الخصاص نموذجا… – الطلبة الممرضين : النضال ضد المساواة بين ديبلومات القطاع العمومي و القطاع الخاص في الولوج للوظيفة العمومية – دور الشباب في نضالات من أجل الحق في السكن و البناء الشعبي نضالات الشباب في العديد من القرى من أجل بنيات تحتية.. إفني ، تماسينت…..تاركيست… – النضالات الشبابية من اجل الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية بعد مسيرات يوم 20 فبراير و ما بعدها

أية مطالب، أي تنظيم؟

عندما نتحدث عن تنظيم شبابي أو عن جبهة شبابية أو توحيد النضال الشبابي، يجب أن نذهب رأسا إلى المطالب التي على أساسها سينتظم الشباب للنضال. إن طبيعة التنظيم، و مكونات التحالف (مناهض للرأسمالية مثلا) تحددها المطالب المناهضة للرأسمالية.

المطالب الشبابية (حسب القطاعات) التي تعبر اليوم عن مصالح الشباب المتضرر من النظام الرأسمالي، و لكي لا يسقط ملايين العامل في مستنقع الفقر و الجهل و في الانحطاط المادي و المعنوي يمكن إجمالها في:

المطالب الاقتصادية:

في مجال التعليم:

– تعليم عمومي مجاني بمختلف الأسلاك يمول من الميزانية العامة من خلال نظام ضريبي ينزل بثقله على الأثرياء. يجب رفض و التشهير بتحويل التعليم إلى سلعة و مجال للتجارة يتربح منه كبار الرأسماليين. – حق كافة المنقطعين عن الدراسة في العودة للتعليم و حق الشباب الامي في برنامج خاص للقضاء على أميته – نظام تربوي في خدمة المجتمع و تحرر الانسان من كل أشكال الاستيلاب و ليس نظام تربوي في خدمة الرأسمال – احتساب مدة التدريب في الوحدات الانتاجية عند حساب سن التقاعد و الأقدمية

في مجال العمل:

– خفض ساعات العمل الأسبوعية إلى 30 ساعة في الأسبوع مع عطلة أسبوعية من يومين لفتح المجال لكي يعيش العمال حياة اجتماعية متوازنة – منع العمل الليلي، لأنه يسبب أضرار صحية جسيمة بالنسبة للشباب (السرطان….) وكذا أيام العطل و الراحة الأسبوعية – إخضاع وتائر العمل لمراقبة النقابات و ليس لمصالح أرباب العمل لأن الوتائر المرتفعة و المكثفة تنهك الشباب و تدمرهم. – رياض أطفال و مطاعم في أماكن العمل/ المناطق الصناعية – عطلة أمومة / أبوة من 6 أشهر مدفوعة الأجر – عقد عمل دائمة من خلال اتفاقيات جماعية و منع التسريحات بسبب المردودية المالية – عطلة سنوية مدتها شهر على الأقل – إلغاء الضرائب على اجور العمال، و شطب فوائد الأبناك التي تمتص جزء مهم من دخل الأجراء، هذا ما يقتضي تأميم النظام البنكي تحت رقابة الأجراء. – تمكين كافة الأجراء من الحق في السكن بعيدا عن مضاربات الرأسماليين: من أجل مؤسسة عمومية لأنتاج السكن – بالنسبة للعمال و العاملات الزراعيات، المساواة في الحقوق مع باقي الأجراء – الشباب القروي: توفير البنيات الحيوية الصحية و التعليمية و الطرقية و السكنية مع تمكينه من المهارات التي تمكن من تطوير محيطه البيئي و الاقتصادي و الحفاظ عليه. من خلال برنامج خدمات عامة. بعيد عن مشاريع ترقيعية هدفها إفساد وعي الشباب و النساء (القروض الصغرى و indh)

بالنسبة للعاطلين:

– تغطية صحية تضمن العلاج المجاني للجميع – دخل مادي يضمن مستوى عيش لائق و الاستفادة من تكوين أو تعليم يضمن تطوير مهاراتهم (العاطل يقوم بأدوار اجتماعية، مساعدة العائلة و رعاية الاخوان… مثلا) – خفض ساعات العمل الأسبوعية، لنعمل أقل لكي نعمل جميعا، لا يعقل أن يرزح البعض تحت عمل يبلغ أحيانا 12 ساعة في الحين البعض لا يجد عملا ! طبعا يجب مجابهة الاقتصاد الاجرامي، الذي يعتبر رئة الرأسمالية و سوطها للحفاظ على خنوع المجتمع و تدجين الشباب، نقصد اقتصاد المخدرات و الدعارة.

مطالب خاصة بالشابات – ضد كل أشكال العنف ضد النساء ، و تجريم كل أشكال التحرش الجنسي في أماكن العمل و الدراسة. – محاربة شبكات الدعارة و الاتجار في النساء. –محاربة كل أشكال استغلال جسد المرأة كمادة تجارية في الاشهار – حق المرأة في تنظيم النسل و الاجهاض تحت رعاية طبية – تجريم تشغيل الخادمات في البيوت لأن ذلك يعتبر شكل من أشكال العبودية.

المطالب الثقافية

يتطلع الشباب دوما إلى المستقبل، و إلى الأفكار الجديدة، لأن مستقبلهم أمامهم، على خلاف المتقدمين في السن الذين طوقتهم أحبال المجتمع القائم، عموما الشباب يسعون للتمرد على المجتمع الطبقي. خاصة إذا و جد مشروع تقدمي لتجاوز انحطاط المجتمع الذين يعشون فيه، هكذا نجد الشباب يتبنون الأفكار الثورية و ينعكس ذلك على إبداعهم في مختلف الفنون و صنوف الآدابلكن غياب مشروع مجتمعي تقدمي ذو مصداقية و مناهض للرأسمالية و الاستغلال( نتيجة الهزيمة الكبرى للحركة العمالية عقب انهيار الاتحاد السوفياتي)، كما هو حاصل اليوم، يجعل الشباب يتجذرون بشكل معكوس حيث يرتمون في أحضان الرجعية (المستندة على الدين أو العرق) و يبحثون في ماضي مشرق مزعوم عن مستقبلهم. إن الاستلاب الثقافي و عدم القدرة على امتلاك فهم إجمالي للمجتمع و قوانين تطوره التاريخي، يجعل البعض يسقط في التفسير الغيبي للعالميجب خوض صراع إديولوجي ضد الأفكار السائد التي تحاول تأبيد مجتمع الاستغلال و تسويغه، إي تعرية أسس المجتمع الطبقي، و الدفاع عن مجتمع بديل للمجتمع البورجوازي المبني على استغلال الانسان لأخيه الانسان. – من أجل درور شباب في كل الأحياء مجهزة بمكتبات وقاعات سينمائية – من اجل إدماج الموسيقى و المسرح و مختلف الفنون في التدريس

المطالب الديمقراطيةيتعلق الامر برفض كل أشكال الاضطهاد التي يعني منها الشباب من طرف مؤسسات المجتمع البورجوازي، هنا لا يتعلق الأمر بصراع أجيال و اختلاف أوضاع ، بل يتعلق الأمر بسياسة مدروسة هدفها قمع الشباب و ترويضه لكي يصبح مع الأيام خنوعا و قابلا بشروط الاستغلال و بمكانيزمات المجتمع البورجوازي و مسلماته. في هذا السياق عملت البورجوازية على استعمال مؤسسة العائلة و المدرسة و المؤسسات الدينية و الرياضية و الفنية و الاعلامية من اجل ترويض المارد الشبابي، لأن الشباب بقدر ما هو كنز الرأسمالي لاستغلاله بابخس الأثمان هو طاقة مدمرة و خطرة إذا أنخرط في النضال، لأن السلاسل التي تربطه بالمجتمع البورجوازي لازالت ضعيفة: – من اجل حرية الشباب في تأسيس النقابات العمالية و الطلابية و التلاميذية و الانخراط فيها. – تستغل البورجوازية الشباب في العمل قانونيا ابتداء من سن 16 سنة و أحيانا أٌقل، لكن لا تعترف بحقوقهم : الحق في التصويت و الحق في التنظيم و الحق في التظاهر، صالحون للانتاج و أداء الواجبات، و لا يصلحون لنيل الحقوق و التمتع بالحريات – حرية التعبير و التفكير و الاعتقاد و توفير شروط ممارستها – مناهضة تجنيد الشباب للحرب دفاعا عن أرباح الشركات و مصالح أرباب العمل

أشكال التنظيم:

1- تنظيم حسب القطاعات – التنظيم الطلابي منظمة طلابية – التنظيم التلاميذي بالثانوي – التنظيم الخاص بالمعطلين عن العمل / مرتبط بالنقابة – التنظيم الخاص بالشباب العامل / مرتبط بالنقابة

2- تنظيم وطني للشباب: الاتحاد الوطني للشباب مثلا ينسق عمل مختلف الحركة الشبابية و يغلب عليه الدفاع عن المطالب المباشرة و الأنية للشباب.

3- تنظيم شبابي مناهض للرأسماليةيسعى للتدخل في الوسط الشبيبي لربطه بالمشروع السياسي و المجتمعي المناهض للرأسمالية أي مشروع تحرر الطبقة العاملة من سطوة العمل المأجور و استغلال البورجوازية.

المعيقات التي تعترض وحدة النضال الشبيبي هي إذن برنامجية و تنظيمية

زر الذهاب إلى الأعلى