أنشطة الجمعيةالعولمة الرأسمالية

مؤتمر أطاك الخامس : سياقات و تحديات

مؤتمر أطاك  الخامس : سياقات و تحديات

 

تعقد اطاك المغرب مؤتمرها الوطني الخامس أيام 28 فبراير و1و2 مارس 2014 بالرباط في ظل سياق دولي متسم باحتداد الأزمة الاقتصادية العالمية (أزمات بيئية و طاقية و مالية وغذائية) و ما يرافقها من هجوم على مكتسبات الأجراء و الفلاحين الفقراء  و الشباب و النساء.و يخضع الوضع الاقتصادي ببلادنا، بحكم تبعيتها لاقتصاديات البلدان الامبريالية و موقعها في قسمة العمل الدولية، لتقلبات الاقتصاد العالمي و تخضع أيضا لتنافس القوى الامبريالية من أجل الاستحواذ على قطاعاته الانتاجية و الخدماتية الحيوية (قطاع الاتصالات و الخدمات العمومية المتنوعة و المناجم و الأراضي الفلاحية و الثروة السمكية)، يترافق ذلك مع توقيع اتفاقيات “التبادل الحر” التي تسهم في تدمير النسيج الاقتصادي بالبلاد لفائدة الرأسمال الامبريالي، كما يستمر استنزاف موارد البلاد من خلال آلية المديونية الجهنمية ، و يفرض على البلاد اتفاقيات مذلة تجبرها على لعب دور الدركي في مواجهة المهاجرين الفارين من جحيم الفقر و البؤس.

 إن الحصار الإعلامي والمادي والقانوني الذي تعاني منه جمعية اطاك المغرب ناتج عن غياب الحريات الديمقراطية بالبلاد، و للمواقف الصادقة و المدافعة عن المصالح الحقيقية لعموم المواطنين الذين يكتوون بنار السياسات الليبرالية (مواقفنا من التبعية للامبريالية و للدور المرافق للسياسات الفرنسية في إفريقيا ، مواقفنا من سياسة الهجرة التي جعلت بلدنا دركيا لأوروبا ، مواقفنا من الخوصصة و من الاتفاقات الاستعمارية المسماة تبادلا حرا ،و موقفنا المتقدم من مسالة المديونية و مطالبتنا بالتدقيق فيها و الغاء اللاشرعي منها ،موقفنا من نهب فقراء المغرب عن طريق آلية القروض الصغرى التي تدر أرباح كبرى على الأبناك….). إن سعي أطاك إلى التشهير بالمديونية و بالخوصصة  و نهب موارد شعبنا…. يسلط عليها حقد المستبدين.

إن تطور أطاك المغرب مرتبط بالشروط السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و بطبيعة القوى الجمعوية و النقابية و السياسية الفاعلة في البلاد. فالتعثرات التي عرفتها في مسيرتها ناتجة عن ذلك و عن طابع الجدة في المواضيع التي تطرحها و زوايا تناولها. مع ذلك استطاعت الجمعية مراكمة خبرات و تجارب نضالية تؤهلها لتكون في خدمة النضالات المعادية للمشروع الليبرالي بالمغرب، خصوصا بعدما تمكنت من اجتياز عدة امتحانات و مشاكل، منها ما ارتبط بمؤتمرها التأسيسي  سنة 2001 ، حيث كانت هناك صعوبة مرتبطة بالجو العام الناتج عن التحول السياسي في البلاد أنذاك، و سيادة الخطاب الليبرالي و ضعف تقاليد النضال الأممي المناهض للبرالية. مع ذلك و بفضل جهود متواصلة من عدد من الشباب المناضل و المتفاعل مع حركة مناهضة العولمة الرأسمالية و مع التعبآت العالمية ضد المؤسسات المالية التجارية و العسكرية الدولية والمنتديات الاجتماعية العالمية و القارية و الوطنية (من سياتيل  إلى بورتو أليغري مرورا بلندن و جينوا و برشلونة و المسيرة العالمية للنساء) استطاعت الجمعية أن تجد لها مكانا نافعا داخل الوسط النضالي. وقد جاء المؤتمر الاستثنائي دجنبر 2005 ليساهم في التطوير التنظيمي لهذا الفعل الاشعاعي المتنامي.

توالي مؤتمرات الجمعية بانتظام منذ المؤتمر الاستثنائي، مكن المناضلين و المناضلات من تحمل المسؤولية داخل أجهزة الجمعية، حيث ساهم في تطوير العديد من الطاقات المناضلة تنظيميا و فكريا، كما مكن الجمعية مواكبة محطات نضالية مهمة  (حركة التضامن لفك الحصار على ساكنة افني سنة 2008  و انخراطها  بكل قواها وطاقاتها في نضالات حركة 20 فبراير).

و تمكنت الجمعية من تدعيم حضورها في الشبكات الدولية لأطاك و اللجنة من اجل إلغاء ديون العالم الثالث و نشطت إلى جانب رفاقنا في المنطقة العربية و المغاريبة و في إفريقيا.

إلا أن هذه الحركية لا يجب أن تحجب عن أعيننا المشاكل و العوائق التي تعترض عملها، من قبيل الحرمان من وصل الايداع القانوني، و كذا ضعف الامكانيات المالية و غياب مقرات الاشتغال بالنسبة للعديد من المجموعات، و كذا ضعف التفاعل مع خطابها من طرف القوى المناضلة محليا.

إن محطة المؤتمر الوطني الخامس مناسبة للمناضلين و المناضلات لكي يقوموا بتصليب البناء التنظيمي للجمعية لإعطائها فعالية و حيوية أكبر من خلال تجميع أنشط قواها  في هياكل عملها، حتى تتمكن من القيام بالمهام الجسيمة التي تنتظرها من قبيل:

  • تعبئة الادوات المثلى لتوسيع الفهم من اجل المطالبة بتدقيق المديونية و الدفاع عن الخدمات العمومية…
  •  الموازنة بين انتماء الجمعية لشبكة أطاك الدولية وعضويتها في الشبكة الدولية من اجل الغاء ديون العالم الثالث.
  • فك الحصار القانوني الذي تضربه الدولة لكي لا تتمكن الجمعية من توسيع شبكتها التنظيمية و الاستفادة مما يسمح به وصل الايداع القانوني من إمكانية لاستغلال القاعات العمومية و الحصول على الدعم العمومي.
  • خلق دينامية تنظيمية في المجموعات من خلال ضخ دماء جديدة، عبر استقطاب شباب و شابات قادرين على الفعل النشط، مع العمل التنظيمي الذي يتوازى فيه الافقي بالعمودي ، المركزي بالمجموعات المحلية و اللجن الوظيفية.
  • خلق دينامية فكرية من خلال العمل بفرق متخصصة حول قضايا محدد، مثلا فريق عمل نسائي مسنود بمهام الفهم و الفعل ، وبفريق عمل يتتبع ملف الهجرة و التضامن مع ضحايا انتهاك الحريات العامة.
  • تطوير أدوات عمل اطاك التكوينية و الاعلامية، و نخص بالذكر الجامعة الربيعية و مخيمات الشباب التكوينية و الندوات الوطنية الموضوعاتية و الاعلام الالكتروني و الورقي، طبعا هذا التطوير يتطلب مجهودا كبيرا و تنسيقا للعمل يضمن أفضل توظيف لطاقات المناضلين من أجل احسن مردودية للعمل.

ان اطاك المغرب، تمد يدها لكل القوى المناهضة لليبرالية و الامبريالية، و التي تناضل فعلا من أجل سيادة الشعب على موارده و خيراته، من أجل بناء جبهة نضال قوية و متماسكة على كافة الجبهات الممكنة.

زر الذهاب إلى الأعلى