الديون

نــــــــــــداء إلى جميع تنسيقيات ومناضلي/ات حركة 20 فبراير: لنتعبأ جميعا لتخليد 20 فبراير 2013 وجعلها موعدا حقيقيا للتغيير

 نــــــــــــداء إلى جميع تنسيقيات ومناضلي/ات حركة 20 فبراير: لنتعبأ جميعا لتخليد 20 فبراير 2013 وجعلها موعدا حقيقيا للتغيير

 

    

إلى كل المناضلات والمناضلين بالمغرب، كل تنسيقيات حركة 20 فبراير؛ كل عماله وجماهيره المفقرة؛ كل القوى الحية في البلاد؛ نتوجه بندائنا هذا إليكم /إليكن من تنسيقية الحركة بالرباط.

إن نضالات فقراء شعبنا تضرب لنا موعدا جديدا مع الحرية و العيش الكريم وتعيد الاعتبار لخيار النضال من أجل التغيير المنشود، وتمنح لنا أملا جديدا وتزرع فينا الثقة ذاتها المنبعثة مع انبعاث حركتنا الأبية 20 فبراير.

سكان طنجة والعرائش وآسفي وفكيك وطاطا وايفني ومراكش وتازة والحسيمة وإيميضر وبومالن دادس والبيضاء وكل المناطق وعمال المناجم والبحارة والفلاحين الفقراء والمعطلين و الطلبة والتلاميذ… يضربون عرض الحائط مراوغات حكام الاستبداد ويفضحون الأوهام التي سعت الدولة لنشرها عبر تنصيب حكومة شأنها شأن سابقاتها وتحيين الدستور القديم. انهم ابناء الشعب يشرحون الدرس لأعداء الحرية و العدالة ويخبرونهم بكل جرأة: لم نتوهم. لم نتراجع. ولن نقبل التلاعب بمصيرنا ورهن مستقبل فلذات أكبادنا للعبث. وها هي الدولة ترد كعادتها بالقمع و الاعتقال والاغتيال و حصار كل الحركات المناضلة. كل هذا يحدث في مغرب 2012.مغرب العدالة و التنمية والدستور الجديد.

أيتها المناضلات، أيها المناضلون في كل مكان

لم يكن القمع المسلط على المغاربة اليوم، إلا جولة من جولات احتداد التناقضات بين الشعب و النظام، فبعدما لم تفلح الوصفات التي استعملها لإخلاء الشوارع من الغضب الشعبي، التجأ النظام إلى خيار القمع الهمجي لاستكمال مسلسل تحرير أسعار الخدمات وتدمير ما تبقى منها وتوفير الشروط السياسية لسن إجراءات أكثر تقشفا، وإخلاء الساحة أمامه لانتهاج سياساته المعادية للشعب. وليس اعتقال مناضلينا وتلفيق التهم لهم إلا في سياق ذلك. القمع إذن وسيلته المتبقية فقد استنفذ معظم إجراءاته وهو على وشك إحراق آخر أوراقه، ذاك ما تعبر عنه الإحتجاجات المتصاعدة التي يشهدها المغرب وتعرفها كل الفئات.

ومن المؤكد أن التخدير “الحكومي و الدستوري” الذي وظفته الدولة كصمام أمان قد استنفذ مفعوله، وهو الآن في طريقه نحو الانقلاب على من وظفوه. والجماهير لن تنخدع مرة أخرى بالحملات التضليلية فهي تلامس باستمرار واقع التردي الحاصل في كل القطاعات والمناحي، وتتجرع مستتبعات الزيادات في الأسعار، ولن تتردد بالتالي عن تلبية أي من دعوات الاحتجاج المنظمة والشاملة والمنسقة.

اعتقد الحكام بكل ما تفننوا في إنجازه من مراوغات أنهم سلموا من هزة شعبية ستردد ما رددته شعوب المنطقة العربية و المغاربية من صيحات مرعبة لأنظمتها العفنة الشائخة، وأنهم كلما وجهوا الآلة القمعية إلا وقد ألحقوا هزائم بالحركة. هذه تصورات مغلوطة أمام الهزات الشعبية الأخيرة التي تشهدها المناطق المذكورة وغيرها مما لا يعلم عنها شيء. مما يطرح علينا بالحاح راهنية وضرورة استجماع القوى واستنهاض الهمم من اجل توحيد وتنظيم النضالات البطولية للجماهير الشعبية. ولهذا نعتقد أنه آن الأوان للتفكير الجماعي حول سبل تجاوز هذا الوضع وبناء ميزان قوى جديد.

أيتها المناضلات، أيها المناضلون في كل مكان

إننا بمعرفة واقعنا وفق التحليل الدقيق والمتقن نستطيع بلورة إجابات فعلية ملموسة عن إشكالات حركتنا وسنعرف كيف نسد الفراغ وكيف نربط الحلقات ببعضها.

إن رفاقكم ورفيقاتكم بالرباط يعتقدون أن الظرفية مواتية لتكثيف النضال. كل المؤشرات تفيد أن الوضع سيزداد تأزما وكارثية بالنظر إلى ما يلوح في الأفق من بؤس وبطالة جماهيرية وهشاشة وحرمان… فكلما وقفنا أمام التجارب السابقة تعمق فينا الثبات والصمود ومواصلة المسار.

لا يفصلنا عن محطة 20 فبراير 2013، غيرأسابيع معدودة. فلنتعبأ جميعا لجعل الفترة الفاصلة أوراشا للتحضير و الحملات، ونعتقد أن ذلك لابد له من المرور بخطوات نجملها فيما يلي:

• بالنسبة للمناطق حيث لاتزال مجموعات، أو تنسيقيات، أو أنوية 20 فبراير تشتغل: برمجة أيام دراسية تقف عند تقييم أداء عملها، وتنخرط في العمل التعبوي و الدعاوي المتجه نحو الجماهير الشعبية، بلغة “شعبية” تنسجم واهتمامات السكان ومطالبهم الملحة. والعمل على توظيف كل ما تراه مناسبا لذلك، بالإضافة إلى استحضار لوائح المناضلين الشباب ممن كانوا فاعلين في الحركة، وانقطعوا من حضور الإجتماعات أو المحطات النضالية مع تراجع تأثير الحركة، ومراسلتهم كل على حدة.

• بالنسبة للمناطق التي تراجعت فيها الحركة: ندعو كل المناضلين الشرفاء إلى بذل مجهود البناء من جديد والدعوة عبر المواقع الالكترونية والنداءات المباشرة إلى عقد لقاءات تسع الجميع وتحفظ روح التعددية و الديمقراطية. والإنخراط في الحملة التعبوية ليوم 20 فبراير 2013.

أيها الرفاق، إنها مجرد مقترحات نرى أنه من الواجب إغناء ندائنا بها، وتبقى للخصوصيات المحلية مسألة التفاعل معها. إننا لا نريد أن يفهم من ندائنا أننا نتعامل بمنطق المركز و المحيط كما حاولت أبواق الدولة تسويقه في أوقات سابقة. إنها بكل بساطة فكرة تبلورت في جموعاتنا العامة وانكببنا بكل ثقة في تفعيلها.

أيتها المناضلات، أيها المناضلون منستبو حركة 20 فبراير في كل مكان

مجتمع الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة المنشود، لا يبنى بالأقوال. بل يقتضي عملا دؤوبا وتضحيات جساما ونكرانا للذات وهو بكل صدق ما تبدى للجميع من خلال ما أعرب عنه شباب المغرب ومناضلاته ومناضلوه إبان الصعود النضالي لحركتنا إلى اليوم. إنه رأسمالنا الحقيقي ومصدر عزمنا وثقتنا. فلنقطع مع كل سلبياتنا ولننطلق بثبات من جديد، الغد المشرق أمامنا نراه و نلمسه و نستشعره ولا يفصلنا عن ذلك سوى بضعة أسابيع.

فلنكمل الطريق، على درب شهدائنا ومعتقلينا.

الرباط في:01/01/2013

 

   

 

زر الذهاب إلى الأعلى