الديون

بيان مجموعة طنجة حول اوضاع المهاجرين

بيـــــــــــــــــان

 

إذا استثنينا الأطفال، فالمهاجرون يد عاملة مستعدة للإنتاج، أغلبها شباب، رجال و نساء، يسهمون متى اتيحت لهم الفرصة في بناء اقتصاد البلاد التي يقيمون بها (مساهمة المهاجرين في إعادة بناء أوروبا بعد الحرب الامبريالية الثانية).

الهجرة منذ القدم يغذيها التفاوت في الامكانيات الطبيعية (ماء و مناخ) بين مختلف مناطق العالم و داخل نفس الدولة، لكن الهجرات في ظل الرأسمالية، يغذيها بالإضافة إلى ذلك، التفاوت في التنمية و التمدن و فرص العمل بين مختلف بلدان العالم (و داخل نفس البلد) و كذا النهب الاستعماري و البيئي الذي تعرضت له العديد من الشعوب.

إن اللامساواة في ظل الرأسمالية شرط للتبادل التجاري و مراكمة الأرباح، و للعمل المأجور. إن الهجرة الحديثة، إذا استثنينا الناتجة عن الكوارث الطبيعية و الحروب، هي هجرة في معظمها للبحث عن العمل و ظروف عيش أفضل.

إن الرأسماليين في سعيهم المحموم لمراكمة الأرباح و محاربة العمل النقابي يسعون إلى استغلال اليد العاملة الأكثر هشاشة و حرمانا، هكذا يتم استغلال المهاجرين و المهاجرات و حتى القاصرين في الأنشطة ذات الأجور المنخفضة لرفع تنافسية القطاعات  الخدماتية والانتاجية (السياحة و الفلاحة مثلا).

إن الوضعية القانونية للمهاجرين هي حصيلة رغبة الرأسماليين خلق شروط مساعد لكي يقبل العمال بشروط عمل متدنية و إبقائهم في معزل عن سكان البلد المستقبل (تغذية كره الأجانب و العنصرية و تحريف أسباب البطالة و تحميلها للمهاجرين).

وضعية المهاجرين و شروط عيشهم، عبر العالم، تعرف تدهورانا متسارعا، بحكم احتداد أزمة الرأسمالية في السنوات الأخيرة  و بالتالي احتداد الهجوم التقشفي على مكاسب الطبقة العاملة و كل الكادحين.

في المغرب، حيث يعيش قرابة ثلاث ملايين من أبناءه في مختلف بلدان العالم، خاصة في أوروبا، و حيث أن عدد كبير منهم غادر البلاد عبر قوارب الموت، جراء البطالة و الفقر الذي يرزح تحته أغلب المواطنين، و جراء القمع و الاستبداد، لا نستغرب المعاملة القاسية و الحاطة من الكرامة الانسانية التي يتعرض لها المهاجرون بالمغرب من طرف السلطات و العديد من الأقلام المأجورة. لقد تم الالقاء بالمهاجرين المرحلين بالصحراء دون غذاء ولا ماء، و تعرض العديد منهم  للقتل على حدود المدينتين المحتلتين سبتة و مليلية، كان أكثرها مأسوية اغتيال 14 مهاجر خريف سنة 2005 جراء دور الدركي الذي يقوم المغرب لفائدة الاتحاد الأروبي لمحاربة المهاجرين الأفارقة.

إن فضيحة استغلال العاملات الفلبنيات التي تفجرت بالرباط مؤخرا، تكشف هول ما يتعرض له المهاجرين و المهاجرات من ميز و اضطهاد. إن السياسة المتبعة ضد المهاجرين و المهاجرات و المكرسة من خلال القانون المغربي، تسهم في تنامي كل أشكال الكره و العنصرية بالبلاد.

إننا في أطاك المغرب، بحكم انتمائنا لحركة مناهظة العولمة الرأسمالية، إذ نشارك في القافلة الثامنة في اتجاه الحدود مع سبتة يوم الأحد 23 دسمبر 2012، في الذكرى السابعة لقتل و قمع المهاجرات و المهاجرين على السياج الحدودي للمدينتين المحتلتين سبتة و مليلية، نعلن إدانتنا لكل أشكال الميز و الاضطهاد التي يتعرض لها المهاجرات و المهاجرين، مهما كانت جنسيتهم  و نطالب بما يلي:

–         تمكين المهاجرات و المهاجرين من كافة حقوقهم الانسانية و في مقدمتها الحق في العمل، و كذا حق اللجوء السياسي.

–         محاسبة كافة المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب في حق المهاجرين و المهاجرات من قتل و تعذيب. و كذا تجريم كافة السلوكات العنصرية اتجاههم.

–         وقف كل أشكال المتابعة في حقهم و تمكينهم من أوراق الاقامة و الاعتراف بالمنظمات التي تمثلهم.

–         دعوتنا لكافة المناضلين و خاصة النقابيين إلى الاهتمام أكثر بوضعية المهاجرين و المهاجرات، و التشهير أينما أمكنهم ذلك بالقمع الذي يتعرضون له.

طنجة في: 22 دجنبر 2012  

 

زر الذهاب إلى الأعلى