الديون

تجربة رائدة باليونان: مبادرات النساء ضد الديون وإجراءات التقشف

تجربة رائدة باليونان: مبادرات النساء ضد الديون وإجراءات التقشف

افتتحت مبادرة النساء ضد الديون وإجراءات التقشف أول ظهور علني لها في تسالونيك  عاصمة اليونان الشمالية، بتنظيم مظاهرة في 8مارس 2011  بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

وترجع المبادرة إلى مناضلات الشبكة اليونانية للمسيرة العالمية للنساء. وجاءت الفكرة استعدادا للنشاط الأوربي في 2010 للمسيرة العالمية للنساء، حيث نظمن قافلة نسائية اتجاه اسطنبول شملت نسوانيات اليونان ومقدونيا وألبانيا وبولونيا. ومن خلال مشاركتهن في المنتدى الاجتماعي الأوربي باسطنبول، التقين الحركات الاجتماعية التي تناضل ضد الديون وبالأخص اللجنة العالمية من اجل إلغاء ديون العالم الثالث واستلهمن الفكرة منها.

تأتي ولادة مبادرة النساء ضد الديون وإجراءات التقشف كاستمرارية للمسيرة العالمية للنساء، ولكن أيضا في إطار تجاوزها. لذلك فهي تمثل تجديدا لمتطلبات المرحلة الحالية وجوابا عنها. فالحركة النسائية بأوروبا كما باليونان لم تقم بتناول  مسألة الديون سوى  بشكل عابر وفقط من زاوية نتائج إجراءات التقشف.

لقد حان الوقت لتناقش الحركة النسائية المسألة! فبعدما كانت  المبادرات قرابة سنة في حالة صدمة أمام  ركام إجراءات “الترويكا”  المفروضة بذريعة أزمة الديون العمومية باليونان، كان من الجيد أن تستعيد النساء المتضررات بشكل وحشي القدرة على الرد والمقاومة…

فور لقائهن الأولي، شعرت مناضلات المبادرة بأنّ شيئا جديدا ومهما يحدث. وكانت الفرحة الكبيرة للتجمع والنقاش تجتمع مع حقيقة أن أفضل ترياق لل”الإحباط الوطني” هو النزول إلى الشوارع. وذهبن إلى هناك بكل قوة وحماس…

بعد التظاهرة “الافتتاحية” ل8 مارس، كافحت مبادرة النساء ضد الديون وإجراءات التقشف من اجل التضامن مع  المهاجرين بدون أوراق الثلاث مئة المضربين عن الطعام ل6 أسابيع والذين يوجد ضمنهم مهاجرات ومهاجرون عملوا ل10 سنوات باليونان. وانضمت المبادرة أيضا إلى نضال أباء التلاميذ والمدرسات والمدرسين  ضد الإغلاق  والاندماج  المفروض على المؤسسات المدرسية، وهي إجراءات تمس ما يقارب 2000 مؤسسة مدرسية.

مع ذلك، فكل هذه الأشكال هي ذات طبيعة دفاعية. فمن أجل معالجة جذرية للمشاكل، والقيام بتحليل نقدي لأزمة الدين العمومي نظمت النساء لقاءا عاما أولي بموازاة مع المؤتمر الدولي ضد الديون والتقشف المنظم بأتينا من 6 إلى 8 مايو 2011. كانت الغالبية نساء، وشجع اللقاء على أن تعبر عشرات النساء اللواتي قمن بجرد للمآسي  الفردية القاسية التي سببتها السياسات السيئة السمعة المشهورة ب”ميمراندم” التي تطبقها الترويكا وحكومة بباندريو. في هذا اللقاء أخذت كونستانتينا كونفا(1)، التي لم تتكلم مند محاولة القتل التي تعرضت لها سنة 2009،الكلمة علانية، وتحدثت عن ماضيها وعن بداية معانات وطنها بلغاريا التي تصادفت مع اندلاع أزمة الديون. هذه الأزمة التي دفعت بها وبمواطنيها إلى البؤس والهجرة. 

في اليوم التالي لهذا الاجتماع التأسيسي، نظمت مبادرة النساء ضد الديون وإجراءات التقشف لقاءا عالميا كبيرا بتسالونيك. هنا، طريقة العمل والتجربة كانت مختلفة. كان الإعداد جيدا من خلال تدخلات مناضلات المبادرة اللواتي شرحن تفاصيل وأسباب هذا اللقاء في فضاءات بمركز المدينة وأيضا بالمدينة والمدارس والمستشفيات والشركات. جمع هذا اللقاء 300 رجل وامرأة خاصة النقابيات والنقابيين وممثلات وممثلي الحركات الاجتماعية. بعد سماع المتدخلات الثلاث: النائبة البرلمانية المستقلة سوفيا سكورفا، التي تم إبعادها عن باسوك بعد رفضها التصويت على إجراءات التقشف المقدمة من طرف”ميمراندم” ، والبرازيلية ماريا لوسيا فاتورلي بطلة مراجعة الديون بالاكواتور والبرازيل، وفولا تاكي إحدى مؤسسات مبادرة النساء ضد الديون بتسالونيك، أثار المشاركون-ات نقاشا عالي الجودة والإبداع.

النساء هن أول من تأثر بالأزمة الحالية، لذلك فليس من قبيل الصدفة أن تظهر أول حركة حقيقية قاعدية ضد الديون بفعلهن. رغم أن مبادرة النساء ضد الديون وإجراءات التقشف لا تزال في بداياتها، إلا أنها تبين أن المعركة ضد الديون ليست فقط ممكنة ولكن يمكنها أن تستقطب أطرافامن الطليعة الاجتماعية، ولما لا أشخاص بدون تجربة نضالية.  وعلاوة على ذلك،  فإنها تبين على أن أوسع وحدة ليست مخالفة لا للراديكالية ولا للنزعة الأممية في الممارسة. كل شيء يجعلنا نتوقع بان استمرار هذه التجربة الرائدة هو شيء جد مهم لأنها ضرورية في كل النضالات ضد الليبرالية الجديدة  سواء في اليونان أو غيرها في أوروبا والعالم …

   ملاحظات:(1) كونيفا، هي مهاجرة بلغاريا في اليونان كانت زعيمة نقابة عاملات النظافة المكافحة جدا بمنطقة أثينا عندما تعرضت لمحاولة قتل لاذعة مدبرة ربما من طرف الباطرونا في دجنبر 2009( لم يتم بعد القبض على مرتكبي هذه الجريمة الفظيعة !). كانت كونيفا مشوهة وحياتها في خطر شديد جدا، لكنها بدأت للتو بالتعافي قليلا بعدما تحملت عشرات العمليات الجراحية.

ترجمة أطاك المغرب.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى