شيء من التاريخ :
تأسست جمعية أطاك المغرب في مواجهة العولمة الليبرالية – عضو اللجنة من أجل إلغاء ديون العالم الثالث سنة 2000 في سياق التعبئات التي أفرزها تأسيس جمعية أطاك عالميا، ونظمت أول نشاط لها بمدينة الدار البيضاء في 26 مارس من نفس السنة بحضور ممثل عن أطاك رون (جان لوك سبيير) والتجمع من أجل بديل عالمي للتنمية
تونس ( فتحي الشامخي) وقد عرف هذا النشاط التعريفي بالجمعية نجاحا باهرا لينطلق العمل على إجراءات التأسيس وفي يوليوز 2000 عقد بالرباط الجمع العام التأسيسي رغم قرار المنع الصادر من قبل السلطات.
أبرزت النقاشات الأولية رغبة الكثير من المناضلين القادمين من تجارب تنظيمية مختلفة في نقاش موضوع العولمة النيوليبرالية والإطلاع على تجارب المقاومة عالميا والرغبة في تأسيس إطار جديد يعمل على تجميع المقاومات الاجتماعية والشبابية والعمالية وترسيخ تقاليد الوحدة النضالية تمكن تبوء الكل للمسؤولية، كل من موقعه ومجال تدخله .
لكن ضعف وبؤس الإطلاع على تجربة أطاك العالمية والزخم الذي خلق النقاش حول أطاك المغرب، حفز النزعة الاستبدالية لبعض التيارات السياسية ودفع بها إلى التسريع بعقد المؤتمر الأول وإغراقه بمناضليها وذلك قصد الاستيلاء على الأجهزة القيادية وهو ما نتج عنه جمعية برأس (السكرتارية الوطنية) مفصول عن المجموعات.
رغم اقتناع المناضلين في المجموعات بضرورة البناء الوطني للجمعية حتى تضطلع بمهامها وطنيا، فإنهم كانوا واعين بأن البناء الحقيقي يبدأ من القاعدة (المجموعات) ومن التعبئات الميدانية إلى جانب ضحايا السياسات النيوليبرالية، وليس بالتهافت على الأجهزة القيادية.
وهنا خاضت الجمعية العديد من النضالات إلى جانب ضحايا السياسات النيوليبرالية ساهمت في إشعاعها وترسيخ مصداقيتها في الساحة النضالية
– المبادرة إلى القيام بحملة وطنية لإيقاف نزيف الخوصصة عن طريق تكثيف تنظيم الندوات وإصدار كراريس
مبسطة للتعريف بنتائجها الكارثية على المواطنين و مساندة احتجاجات سكان يعقوب المنصور بالرباط ضد غلاء
فواتير الماء و الكهرباء بعد تفويت توزيعهما لشركة ريضال.
– بعد احتلال العراق عملت الجمعية على موضوع الحرب والعسكرة كوجه من أوجه العولمة النيولبرالية وأصدرت نصوصا تثقيفية في هذا الموضوع ونظمت وقفات احتجاجية في مختلف المدن ووجهت ة بقمع واعتقال المناضلين بكل من أكادير و البيضاء، وبتزامن مع التعبئة العالمية ضد الحرب شاركت جمعية اطاك المغرب في تنظيم وقفة الرباط في فبراير 2003. كما ناضلت ضد المخططات الأمبريالية بالمنطقة عن طريق التشهير بمشروع الشرق الأوسط الكبير ومتنتدى المستقبل.
– موضوع الهجرة شهرت أطاك المغرب بالممارسات اللا إنسانية التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة، من خلال ندوات و عرض أشرطة سينمائية.كما شاركت الجمعية من خلال تنسيق مجموعاتها بشكل متميز في المسيرة العالمية ضد البطالة و الهجرة بطنجة في يونيو 2002، وفي القافلة الوطنية نحو منطقة بليونش (المحاذية لمدينة سبتة) في نونبر 2005 .
– شاركت أطاك في المنتدى الاجتماعي العالمي الأول ببورتو أليغري وساهمت في تأسيس المنتدى الاجتماعي المغربي ولعبت دورا بارزا في المنتديات االوطنية و المحلية من خلال اقتراح وتنظيم ورشات عمل، إضافة إلى النضال من داخل لجنة الإشراف الوطنية على أن يحافظ المنتدى الإجتماعي المغربي على روح المقاومة، والوقوف ضد محاولات تحريفه نحو منحى ليبرالي، و الدفاع عن الديمقراطية الداخلية و الشفافية من داخله.
– شكل النضال ضد مناطق التبادل الحر أحدى أولويات جمعية أطاك في سياق خضوع الدولة المغربية لضغوطات الإمبرياليات الأوربية و الأمريكية في هذا المجال، والعمل على التحسيس بالتهديد الكبير الذي تمثله هذه الاتفاقيات على أمننا الغذائي والنسيج الإقتصادي من خلال بيانات و إصدارات أدبية و ندوات محلية، إضافة إلى المشاركة إلى جانب الإئتلاف حول الصحة والحق في الولوج إلى العلاج، والإئتلاف حول التعددية الثقافية، في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمام البرلمان بالرباط و جرى قمعها.
– لكن أبرز ما تميزت به أطاك المغرب هو مساندتها للنضالات الاجتماعية لضحايا السياسات النيوليبرالية : عمال إيميني، نضال سكان الحسيمة ضد التهميش، نضالات سكان طاطا وإيفني.
– ولصقل هذا العمل الميداني نظمت الجمعية أول جامعة ربيعية لها بالرباط سنة 2005 وأصدرت كتابين (حول البطالة – والخوصصة) ونشرات محلية في الرباط (أطاك)، المحمدية (نضال)،البيضاء (تصدي)، أكادير (مقاومة) ، وكلميم والنواحي (نشرة قف)، إضافة بعض الكراريس الموضوعاتية (حول الحرب، التدبير المفوض إلخ) والموقع الإلكتروني.
من أجل خطوة أخرى نحو الإنغراس :
هذا التقدم كان يجد عراقيل تنظيمية مجسدة في القيادة المشلولة والغائبة عن النضالات الجارية، ما دفع بالمجالس الوطنية المتتالية بالدعوة إلى ضرورة عقد المؤتمر الوطنية الثاني وفرز قيادة تكون في حجم المهام المنوطة بالمجمعية، وهو ما حذا بالمجلس الوطني المنعقد يوم 13 نوفبر 2005 إلى الدعوة إلى عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي وهو ما تم بالفعل .
بعد المؤتمر الاستثنائي تسلح المناضلون بكل ما أوتوا من عزيمة وجهود من أجل إعادة بناء أطاك لتكون في مستوى متطلبات النضال الجماهيري ببلدنا، وخلق حركة فعلية قادرة على مناهضة العولمة الليبرالية وطرح البدائل.
تنظيميا :
– بانتظام اجتماعات المجالس الوطنية واجتماعات السكرتارية الوطنية ما سهل المتابعة الجماعية للعمل والقرارات.
– توسع الخريطة التنظيمية وتحول المجموعات إلى 15 مجموعة.
– عقد ندوة تنظيمية في دجنبر 2006
– فتح مقر وطني بالرباط
– التوجه نحو الشباب حيث أصبحت قاعدة الجمعية شابة
– تشكيل لجنة النساء
– تشكيل لجنة الديون
– تشكيل اللجنة البوليفارية
– خلق لجنة الإعلام.
تتسم الإنخراطات الجديدة في أطاك بغلبة الشباب الذين نظموا الملتقى الوطني الأول لشباب أطاك المغرب بالبيضاء في مارس 2007 شكل لجنة وطنية قامت بإصدار نشرة داخلية “صوت الشباب”. وقد سبق للجمعية أن نظمت ثلات مخيمات وطنيا إثنان بأكادير وآخر بنواحي ورزازات..
نضاليا :
ساهمت أطاك في مختلف التعبئات : احتجاجات سكان طاطا من أجل الدفاع عن مجانية الخدمات الصحية، نضالات البائعين فوق الرصيف [“الفراشة”] ضد تعديات السلطة ببنكرير، الاحتجاجات الشعبية المستمرة في بسيدي إيفني وكلميم منذ 2005، وتغجيشت وطاطا، ونضالات سكان الجبهة ، ونضالات عمال جبل عوام، ومساندة السكيين المنقلين ، والنضال ضد تحويل بريد المغرب إلى شركة مجهولة الإسم، والتضامن مع عمال كوفرنيك بالمحمدية وعمال روزامور وعمال مدينة بيس، وعمال السميسي ، دعم نضالات الشباب المطالب بالحق في الشغل، إلخ.
وكذلك ساهما الجمعية في الوقفات ضد غلاء الأسعار في المدن والمناطق، إلخ. ولعبت دورا كبيرا في إنجاح العديد من الأنشطة النضالية لإطارات مناضلة: ندوة طاطا حول الصحة، اللقاء الدولي حول البطالة والتهميش، لقاءات الهجرة، ندوة طنجة حول قانون المالية، مهرجان دادس، إلخ. كما ساهمت في تنظيم حملات تضامنية ضد تعسفات السلطة على مناضلي أطاك بنكرير، والتنديد بجريمة اغتيال النقابي مصطفى لعرج، وباعتقالات العمال الزراعيين بمنطقة سوس، والمشاركة في الإئتلاف ضد قمع الحركات الاحتجاجية، والمبادرة إلى خلق اللجنة الشبيبية لدعم المعتقلين السياسين ( معتقلي الرأي والطلبة المعتقلون) و المشاركة المتميزة لمناضلي أطاك المغرب في النضال ضد الزيادة في الأسعار من خلال مقترحاتهم و مساهمتهم الميدانية من أجل التعبئة لمختلف المحطات النضالية المحلية و الوطنية، وإطلاقها للحملة الوطنية للدفاع عن المدرسة العمومية ولعبها دورا مهما في النضال ضد بيع المدراس العمومية في مدينة الدار البيضاء، نضالات المواطنين من أجل الحق في السكن إلخ.
إشعاعيا وتثقيفيا :
وفي جانب الإشعاع والتكوين، ساهمت أطاك المغرب إلى جانب هيئات أخرى بتنظيم الندوة غير الحكومية حول الهجرة بالموازاة مع انعقاد الندوة الاورو-أفريقية الوزارية حول الهجرة، وندوة حول دور المؤسسات المالية والتجارية الدولية في تدمير الخدمات العمومية، وفتح النقاش لتفعيل المسيرة العالمية للنساء، تنظيم ندوة حول الأزمات (الاقتصادية والإيكلوجية)
كما تنظم أطاك المغرب جامعة ربيعية تكوينية سنوية، وصلت إلى اليوم إلى دورتها السادسة واستفاد منها أكثر من 900 من مناضلي الجمعية وحلفاؤها في الحركة الاجتماعية والنقابية والثقافية. وما يجب ملاحظة هو أن أغلب هذه الجامعات والأنشطة الإشعاعية ممولة بشك ذاتي.
كما تم خلق نشرة وطنية البديل (لم يكتب لها الاستمرار) ومجلة ممكن التي صدر منها 4 أعداد.
على المستوى الثقافي :
خلقت جمعية أطاك ناديين سينمائين بالرباط والبيضاء (هذه الأخير يعرف جمودا بسبب غياب قاعة للعرض) يتم فيهما عرض أفلام عالمية ومحلية (إنتاجات سعاد كنون) تعرف بالنتائج السلبية للعولمة النيوليبرالية والمقاومات محليا ودوليا، كما خلقت ناديين لمناهضي العولمة بكل من الرباط والدار البيضاء، بالإضافة إلى المساهمة في بولفار الموسيقيين الشباب.
العمل داخل شبكات :
تشتغل أطاك المغرب عضو اللجنة من أجل إلغاء ديون العالم الثالث العديد من الاجتماعات الشبكات محليا أو إقليميا أو دوليا التي تسمح لنا لتبادل الأفكار وتبادل الخبرات وتوحيد للعمل :
المنتديات الاجتماعية : المغربي ، الأورومتوسطي، والأروبي والعالمي ومنتدى الشعوب ب مالي ، مع قمم قمم بالتناوب ولقاءات التعبئة ضد قمم الثمانية وغيرها.
الشبكات المغربية : ضد تسليع الخدمات العمومية ، ضد اتفاقات التجارة الحرة ، ضد الزيادات في الأسعار من أجل الحريات العامة وإطلاق سراح المعتقلين السياسين ، شبكات الهجرة
الشبكات الدولية : لجنة إلغاء ديون العالم الثالث، المسيرة العالمية للنساء ، العقد الدولي للماء، عالمنا ليس للبيع ، الشبكة الأوروبية للدفاع عن الخدمات العامة
الجمعية عضو بشبكة أطاك أوروبا وتشتغل من أجل إنشاء شبكة أطاك أفريقيا
